الإمارات وتركيا .. 5 قمم في عامين تعزز الشراكة الشاملة بين البلدين
عززت دولة الإمارات العربية المتحدة، والجمهورية التركية، علاقات الصداقة والشراكة الشاملة التي تربطهما، عبر 4 قمم ولقاءات جمعت خلال العامين الماضيين، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي تشكل زيارته الحالية للدولة، ولقاؤه صاحب السمو رئيس الدولة، القمة الخامسة من نوعها خلال عامين.
وجاءت القمم الـ4 السابقة في نوفمبر 2021، وفبراير 2022، فيما عقدت القمة الثالثة عبر الاتصال المرئي في مارس 2023، والرابعة في يونيو 2023.
وتؤكد قيادتا البلدين دوما على أهمية تعزيز الشراكة الشاملة التي تربطهما، نظرا لأثرها الكبير في دفع مسيرة التنمية الشاملة وتعزيز فرص الازدهار وتحقيق السلام والاستقرار لشعبيهما وللمنطقة عموماً.
وتحظى العلاقات مع تركيا بأهمية كبيرة ضمن استراتيجية الإمارات الخاصة بتعزيز شراكاتها، وتوسيع علاقاتها مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة، وتمتين جسور التعاون معها في المجالات كافة.
- اتفاقيات.
ووقعت دولة الإمارات والجمهورية التركية عشرات الاتفاقيات الاستراتيجية ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون الثنائي، شملت المجالات الاقتصادية، والأمنية، والبيئية، والتكنولوجية، وغيرها، ففي 24 نوفمبر 2021 وقع البلدان عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تضمنت مذكرة تفاهم بين وحدة المعلومات المالية في دولة الإمارات ومجلس التحقيق في الجرائم المالية في تركيا، واتفاقية تعاون بين شركة أبوظبي للموانئ وصندوق الثروة السيادية التركي، واتفاقية تعاون بشأن صندوق رأس المال الاستثماري لشركة أبوظبي القابضة، واتفاقية تعاون بين شركة أبوظبي القابضة وصندوق الثروة السيادية التركي، واتفاقية تعاون بين شركة أبوظبي القابضة ومكتب الاستثمار في تركيا، ومذكرة تفاهم بين سوق أبوظبي للأوراق المالية وبورصة إسطنبول، ومذكرة تفاهم لتبادل المعلومات في مجال الأعمال المصرفية بين المصرف المركزي في دولة الإمارات والمصرف المركزي في دولة تركيا، واتفاقية للتعاون الإداري المتبادل في المسائل الجمركية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة، ومذكرة تفاهم للتعاون في المجال البيئي.
وفي 14 فبراير 2022، تبادل البلدان 13 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم وبروتوكولاً تهدف إلى تعزيز التعاون وتوسيع الشراكات بينهما شملت مجالات الاستثمار والصحة والزراعة إلى جانب النقل والصناعات والتقنيات المتقدمة والعمل المناخي، إضافة إلى الثقافة والشباب وغيرها.
- تعاون اقتصادي.
ويشكل الجانب الاقتصادي أحد أبرز ركائز التعاون المتنامي بين البلدين، حيث تعود انطلاقة العلاقات الاقتصادية القوية بين الإمارات وتركيا إلى فترة تأسيس الاتحاد لتمضي في التطور والنمو عبر السنوات.
ففي عام 1984، وقعت الدولتان اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني، تبعتها عدة اتفاقيات عززت التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وصولاً إلى توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة في مارس الماضي، التي يتوقع أن تسهم بشكل فاعل في زيادة التجارة البينية غير النفطية إلى 40 مليار دولار سنوياً في غضون خمسة أعوام، وتوفير 25000 فرصة عمل جديدة بحلول 2031 وزيادة الصادرات الإماراتية إلى تركيا بنسبة 21.7%.
وبلغ إجمالي التجارة غير النفطية بين الإمارات وتركيا ما يقارب 19 مليار دولار في عام 2022 بزيادة قدرها 40% عن عام 2021 و112% عن عام 2020، لتصبح تركيا الشريك الأسرع نمواً بين أكبر 10 شركاء تجاريين لدولة الإمارات.
وكانت الإمارات قد أعلنت في نوفمبر 2021 تأسيس صندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار أميركي في تركيا يركز على الاستثمارات الاستراتيجية، وعلى رأسها القطاعات اللوجستية، ومنها الطاقة والصحة والغذاء.
- علاقات ثقافية.
وتستمد العلاقات الثقافية بين الإمارات وتركيا قوتها من تاريخ ثقافي وتقاليد أدبية غنية وملهمة، وتعزيزاً لهذا العلاقات وقع الجانبان في فبراير 2022 مذكرة تفاهم بشأن التعاون في المجال الثقافي.
وشهد البلدان مؤخراً تعاوناً ثقافياً متنامياً عبرت عنه مشاركة تركيا ضيف شرف معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023، والحضور التركي اللافت خلال فعاليات "إكسبو 2020 دبي"، فضلاً عن مشاركة "جمعية الناشرين الإماراتيين" في معرض اسطنبول الدولي للكتاب العربي في أكتوبر الماضي، والتي قدمت خلاله 284 عنواناً من إصدارات 31 دار نشر إماراتية.