العقارات المستدامة.. نقطة مضيئة
مع اقترابنا من تنظيم الدورة 28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (COP28)، الذي تستضيفه دولة الإمارات في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، يتزايد الحديث عن الاستدامة في القطاع العقاري، كأحد المجالات التي يمكن أن تلعب دوراً بارزاً في تحقيق الاستدامة البيئية، وخفض الانبعاثات الكربونية.
وفي السنوات الأخيرة، اجتذبت المشروعات العقارية المستدامة في الإمارات شرائح متنوّعة من المستثمرين العقاريين، وسط زيادة في الطلب على الوحدات السكنية والتجارية المستدامة، والتي تتميز باستخدام أنظمة تعزز كفاءة استهلاك المياه والكهرباء، وتعتمد تقنيات نظيفة تحد من الانبعاثات الكربونية.
ويُعدّ قطاع العقارات من ضمن المساهمين الرئيسين في خفض انبعاثات الكربون، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنظمة تكييف الهواء التي تعمل على الشبكات الكهربائية، فضلاً عن التدفئة التي يحصل عليها الناس من الغاز الطبيعي، ومولدات الديزل المستخدمة للطاقة الاحتياطية.
إلا أن المبادرات الكبرى مثل (COP28) تسهم في تعزيز هذه الجهود وإحداث تأثير إيجابي، ورفع الوعي بالاستدامة في المجالات كافة، وبالتأكيد القطاع العقاري الحيوي الذي يرتبط بكل البشر، وبات هناك اتجاه قوي نحو ما يُسمى بـ«العقارات الخضراء» التي تراعي المعايير البيئية منذ إنشائها، وتوفر الطاقة من المصادر المتجددة.
يأتي ذلك بينما يواصل قطاع العقارات في الإمارات نموه بشكل غير مسبوق، وتسجل المبيعات العقارية مستويات قياسية في دبي يوماً تلو آخر، في حين لا يدخر المطوّرون جهداً لإدخال أحدث التقنيات وجلب أفضل الخامات التي تناسب تطلعات المتعاملين، ما يؤهل السوق لتكون رائدة في مجال الاستدامة البيئية.
ومع تزايد الوعي لدى المتعاملين حول أهمية الاستدامة في إرساء مجتمع آمن وصديق للبيئة، ومساعدة الشركات على رفع مستوى كفاءتها، ودفع عجلة الأداء المالي في القطاع، يستمر النمو في الطلب العام على العقارات، الأمر الذي يدفع مالكي المنازل والمستثمرين للتركيز على رغبة المتعاملين في العيش بأماكن أكثر استدامة.
تشير دراسات حديثة إلى أن نسبة كبيرة من المستثمرين في قطاع العقارات الإماراتي يركزون على الاستدامة، ويشاركهم المستثمرون الأجانب هذا التوجه أيضاً، حيث أبدى معظمهم استعداده لدفع مبالغ إضافية لشراء عقارات مستدامة.
إقليمياً، تتفوق دولة الإمارات على بلدان المنطقة في اتجاهات الاستدامة، وتمتلك النسبة الأكبر من المباني الخضراء على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبالتأكيد، ستعزز مكانة الدولة مع تنظيم قمة المناخ.
دولياً، إذا كان للعالم أن يفي بالتزاماته الطموحة بشأن تغيّر المناخ، وأن يتجنب الاحترار العالمي الكارثي، فإن المباني الخضراء والمدن المستدامة ستكون جزءاً مهماً من الحل.
مستشار عقاري
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news