مستهلكون يطالبون بالتوسع في إنشائها.. وخبير يرى فيها عودة للدور الذي تأسست من أجله

«تعاونيات الجُملة».. استراتيجية جديدة تخفض الأسعار عبر إلغاء رسوم المورّدين

صورة

شهدت الفترة الأخيرة تأسيس «تعاونيات» جديدة بدأت تعرض سلعاً، خصوصاً الغذائية منها بسعر الجُملة، وتقل عن مثيلاتها في «تعاونيات» ومنافذ بيع أخرى.

وقال مسؤولان في جمعيتين تعاونيتين تبيعان بسعر «الجُملة»: «إن هذا النوع من (التعاونيات) اتبع استراتيجية مختلفة تستهدف خفض الأسعار عن طريق إلغاء الرسوم التي يدفعها المورّدون، فضلاً عن خفض هامش الربح».

بدروهم، أبدى مستهلكون ارتياحهم لهذا النوع من الجمعيات التعاونية، وطالبوا بالتوسع في تأسيسها، مشيرين إلى فروق سعرية كبيرة في هذه «التعاونيات».

آراء مستهلكين

وتفصيلاً، قال المستهلك توفيق عبدالله، إن «الفترة الأخيرة شهدت إنشاء جمعيات تعاونية جديدة تبيع سلعاً وفق نظامي (الجُملة) و(التجزئة)، ولكن بسعر (الجُملة)». وأضاف أن «جمعية تعاونية طرحت، أخيراً، صنفاً من الأرز البسمتي وزن 20 كيلوغراماً للكيس بـ227.75 درهماً، مقابل سعر للصنف والحجم ذاتهما في منافذ بيع أخرى يبلغ 265 درهماً، بانخفاض نسبته 14% في التعاونية الجديدة».

وأضاف أن «(تعاونية) تبيع بسعر الجملة، طرحت نوعاً من المنظفات المعروفة بـ28 درهماً مقابل أسعار تراوح بين 35.75 و36.50 درهماً في جمعيات ومنافذ بيع أخرى، بانخفاض يراوح بين 21.7 و23.3%».

وطالب عبدالله بالتوسع في إنشاء هذا النوع من الجمعيات التعاونية، مؤكداً أن البيع بسعر الجُملة شجعه على تكرار الشراء من «التعاونيات»، بعد فترة انقطاع لسنوات عنها.

من جانبه، قال المستهلك عماد ربيع، إن «جمعية تعاونية تبيع بسعر الجُملة طرحت عبوّة معكرونة وزن 500 غرام بسعر 7.33 دراهم، بانخفاض نسبته 11%، مقارنة بجمعيات تعاونية أخرى تبيع السلعة نفسها بـ8.25 دراهم».

وأضاف أن «غسولاً للفم بحجم 500 ملليلتر يباع في (التعاونيات) الجديدة بسعر 16.6 درهماً بانخفاض نسبته 41.7%، مقابل 28.5 درهماً في جمعيات تبيع بسعر التجزئة».

واتفق ربيع على ضرورة التوسع في تأسيس هذا النوع من الجمعيات التعاونية، التي تلقى قبولاً من المستهلك للمساعدة في خفض الأسعار.

أما المستهلكة علياء درويش، فقالت: «إن (التعاونية) التي تتعامل معها تبيع عبوّة مسحوق غسيل وزن تسعة كيلوغرامات بـ82 درهماً، بانخفاض نسبته 27.7% عن (تعاونيات) أخرى تبيع السلعة نفسها بسعر 113.5 درهماً».

وأكدت أن «جمعية تعاونية أخرى طرحت عبوة من منعّم أقمشة بحجم أربعة لترات بـ23 درهماً، بانخفاض نسبته 26% عن جمعيات أخرى تبيع العبوة نفسها بـ31.1 درهماً، كما طرحت (التعاونية) نفسها نوعاً من منعّم أقمشة آخر بسعر 19.75 درهماً، بانخفاض نسبته 7%، مقابل 21.25 درهماً في جمعيات أخرى».

وذكرت كذلك أن «سعر بيع صندوق مياه معدنية مستوردة يبلغ في (تعاونيات الجُملة) 20.75 درهماً، بانخفاض تراوح نسبته بين 34.7 و40% عن سعره في (تعاونيات) ومنافذ بيع أخرى تبيعه بأسعار تراوح بين 31.8 و32.9 درهماً»، مقترحة كذلك التوسع في تأسيس هذا النوع من الجمعيات التعاونية.

استراتيجية جديدة

إلى ذلك، قالت المدير العام بالإنابة لـ«تعاونية الصناعات الإماراتية»، سعاد الخوري، إن «(تعاونيات) اتبعت استراتيجية مختلفة وجديدة تستهدف خفض الأسعار عن طريق إلغاء الرسوم التي يدفعها المورّدون، مثل رسوم تأجير الأرفف، ورسوم إدخال البضاعة، ورسوم تسجيل البضائع الجديدة».

وأضافت: «أدت هذه الاستراتيجية إلى توريد البضاعة بأسعار أقل، وبالتالي بيعها بأسعار تقل بفروق ملحوظة عن جمعيات ومنافذ بيع أخرى، فضلاً عن خفض هوامش الأرباح لدعم المستهلكين بعد الارتفاعات العالمية في أسعار العديد من السلع».

وأوضحت أن «(تعاونية الصناعات الإماراتية) تركز أساساً على المواطنين الذين يشترون بالجملة أو بالتجزئة، لكن بسعر الجملة»، مشيرة إلى أن «الجمعية تركز على السلع الأساسية وجميع السلع من علامات تجارية معروفة وموثوقة».

من جانبه، قال المسؤول في جمعية تعاونية أخرى، (ع.م)، إن «هذا الوقت هو الأنسب لتقوم (التعاونيات) بدورها في ضوء الأوضاع العالمية المضطربة التي أثرت في أسعار السلع».

وأكد أن «إلغاء الرسوم وتقليل هوامش الربح عاملان رئيسان لخفض الأسعار للمستهلكين، ما يدعم نجاح (التعاونيات) في الوقت الراهن وإعادة ثقة المستهلكين».

خطوة مهمة

وفي سياق متصل، قال خبير شؤون التجزئة رئيس شركة البحر للاستشارات، إبراهيم البحر، إن «توجه (تعاونيات) للبيع بأسعار الجملة، خطوة مهمة للغاية، وتأتي في مصلحة المستهلكين، كونها تخفض الأسعار، وتعزز دور التعاونيات في الاقتصاد، وتنبئ بعودة الجمعيات التعاونية للدور الذي أنشئت من أجله، وهو دعم المجتمع المحلي، وتوفير السلع والمنتجات والبيع بأسعار أقل».

وأضاف البحر أن «الجمعيات التعاونية التي تبيع بالجملة لا تحقق خسائر، لكنها تخفض هامش أرباحها لمصلحة لمجتمع المحلي، بعكس الجمعيات التي تبالغ في هامش الربح».

وأكد أن «مثل هذه التعاونيات لا تفرض رسوماً على الموردين المحليين، ما يمكنها من خفض أسعارها بنسب أكبر»، مبيناً أن زيادة الإقبال على الجمعيات التي تبيع بسعار الجملة، تؤدي الى توسعها وانتشارها وفتح فروع أخرى لها، وبالتالي زيادة مبيعاتها وأرباحها تدريجياً.

تجربة مستهلك

عرض المستهلك جمال نعيم، لـ«الإمارات اليوم»، تجربته مع التعاونيات الجديدة، قائلاً: «إن جمعية تعاونية تبيع بسعر الجُملة طرحت عبوّتي زيت دوّار الشمس (1.5 لتر) بـ33.5 درهماً، بانخفاض نسبته 10.6% عن عرض قيمته 37.5 درهماً في منافذ بيع وجمعيات تعاونية أخرى».

وأضاف: «طرحت التعاونية أيضاً عبوة من عصائر معروفة بـ10 دراهم، بانخفاض تراوح نسبته بين 52.3 و54%، وذلك مقارنة بسعر يراوح بين 20.95 و21.80 درهماً في منافذ بيع وتعاونيات أخرى، كما طرحت عرضاً لثلاث عبوات من المعكرونة بسعر 11.75 درهماً بانخفاض نسبته 7.8%، مقارنة بسعر يبلغ 12.75 درهماً في منافذ بيع أخرى».

تويتر