دبي تحتضن أول منشأة طباعة ثلاثية الأبعاد لقطع غيار الطائرات
أعلنت شركة «بارادايم ثري دي»، عن افتتاح أول منشأة طباعة ثلاثية الأبعاد لصناعة قطع غيار الطائرات في دبي بتكلفة اجمالية بلغت 20 مليون درهم، وهي المنشأة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط لإنتاج قطع الغيار وفقاً للبند 21 من معايير وكالة سلامة الطيران الأوروبية الخاصة بصناعة قطع غيار الطائرات.
وستركز المنشأة في مراحلها الأولى على إنتاج قطع غيار لرفد صناعة الطيران في المنطقة من خلال الطابعات الصناعية ثلاثية الأبعاد المتطورة والتي استوردتها من شركة «ستراتاسيس» المحدودة (المدرجة في ناسداك الأمريكية). وستبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية للمصنع الذي تبلغ مساحته 10,750 قدماً مربعاً في منطقة جبل علي الصناعية في البداية حوالي 2,000 قطعة غيار مصنّعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، مع توقعات بارتفاع الطاقة الإنتاجية إلى حوالي 20,000 قطعة سنوياً خلال العقد المقبل.
وستشمل القطع النموذجية التي يتم تصنيعها في المنشأة المكونات الداخلية للطائرات من مقاعد ومراحيض وقنوات التبريد الإلكترونية وقنوات نظام التحكم بالبيئة وسكك الأسلاك والمرشحات والتوربينات الدقيقة ومانعات التسرب ووصلات المكونات ببعضها البعض ومنافذ سحب الهواء المتشعبة وغيرها من المكونات.
جدير بالذكر أن الشركات الرائدة في تصنيع المكونات الداخلية للطائرات ومقصوراتها الداخلية في جميع أنحاء العالم بما فيها شركات بوينج وكولينز وأيروسبيس وبي إيه إي سيستمز وإيرباص وديهل للطيران وسافران سيتس تستخدم أنظمة تصنيع ثلاثية الأبعاد من إنتاج شركة ستراتاسيس.
وأكد أندرياس لانغفيلد، رئيس شركة ستراتاسيس في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، تميز المنشأة الجديدة التي افتتحتها «بارادايم ثري دي» مشيراً أن ما يعكس تفردها عن غيرها كونها المزود الوحيد الذي سيتم منحه الترخيص لإنتاج مكونات الطائرات الخاصة والتجارية بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على مستوى الشرق الأوسط.
وأضاف: «إن وجود هذه المنشأة بهذه القدرة الإنتاجية في دبي سيختصر المدة اللازمة لاستلام قطع الغيار بما يصل إلى أسابيع وربما حتى أشهرا، ما سيساعد شركات الطيران على إبقاء طائراتها قيد التشغيل بشكل يتيح لهم تنظيم جدول أعمال الصيانة بشكل مدروس. فلن يقلل هذا من التكاليف التشغيلية وحسب، لا سيما فيما يتعلق بالخدمات اللوجستية، بل سيقلل أيضاً من التأثير السلبي لعمليات نقل قطع الغيار هذه على البيئة».
وقد دخلت شركة «بارادايم ثري دي» في شراكة استراتيجية مع شركة «ديزاين تو مانيوفاكتورينغ»، الشريك البلاتيني لشركة «ستراتاسيس» في دبي، ومع شركة «إيه إم كرافت» المرخصة لإنتاج مكونات الطائرات، والتي تتخذ من لاتفيا مقرا لها، والحاصلة على موافقة واعتماد وكالة سلامة الطيران الأوروبية.
وقامت شركة «ديزاين تو مانيوفاكتورينغ» بتركيب الطابعات ثلاثية الأبعاد في المنشأة الجديدة، وسيقع على عاتقها مسؤولية تشغيلها ومراقبتها على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع. وبفضل هذه الشراكة، ستصبح شركة «بارادايم ثري دي» أول شركة تصنيع خارج الاتحاد الأوروبي تعمل تحت ترخيص شركة «إيه إم كرافت»، حيث ستدعم «بارادايم ثري دي» في مسعاها للحصول على موافقة الإنتاج المحلي، ما سيمكنها من تقديم خدمات التصنيع على مستوى إقليمي لمشغلي شركات الطيران المحلية.
من جانبة، شدد كيرياكوس بابانتونيو، المدير التنفيذي للمجموعة في شركة «ديزاين تو مانيوفاكتورينغ»، على التزام الشركة بالتعاون مع شركة «بارادايم ثري دي» و شركة «ستراتاسيس» بدعم رؤية حكومة الإمارات بتطوير قطاع التصنيع لديها من خلال مبادرات خلاقة مثل (مشروع 300 مليار)، مشيراً إلى أن «أهم ما يميز المصنع الجديد عن غيره من مرافق التصنيع الإقليمية هو استخدامه طابعات «ستراتاسيس» ثلاثية الأبعاد في عمليات الإنتاج الرئيسية، ما سيسمح للشركة بتلبية احتياجات العملاء بكامل الثقة في مختلف القطاعات الحيوية كقطاع الطيران. وعبر عن امله وتفاؤله بإمكانيات المصنع الجديد في خدمة سوق الإمارات وكافة أسواق المنطقة».
بدوره، قال جانيس جاتنيكس، الرئيس التنفيذي لشركة إيه إم كرافت، أن مصنع بارادايم ثري دي سيفتح الباب أمام شركات الطيران الإقليمية والعالمية للاستفادة من ميزات التصنيع اللامركزي والتصنيع عند الطلب لاسيما وأن شركات الطيران تعمل على نطاق عالمي، مؤكداً حرص»إيه إم كرافت«على تقديم يد العون والمساعدة لشركة «بارادايم ثري دي» في تحقيق أهدافها المتمثلة في أن تصبح محطّة متكاملة تقدم كافة خدمات تصميم وتصنيع وتركيب مكونات الطائرات المعتمدة بشكل فوري.
ومن المتوقع أن يحقق مصنع جبل علي نجاحاً باهراً، وفي هذا السياق، تخطط «بارادايم ثري دي» لتوسيع نطاق أعمالها لتشمل قطاعات صناعية أخرى متنوعة. وفي هذا الإطار، أشار السيد محمد جمعة، الشريك المؤسس ومالك شركة «بارادايم ثري دي»، أن التقنيات المتقدمة في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد تعد ركيزة مهمة في تحفيز نمو قطاع التصنيع بالمنطقة. وأكد أن التزام دولة الإمارات بتبني الابتكار كأسلوب أساسي في تطوير قطاعاتها المختلفة، ودعم الحكومة الكبير للمشروعات التي تعتمد على تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في الصناعة، مهد الطريق أمام ثورة في عالم التصنيع الرقمي الجديدة في المنطقة.
وتابع قائلاً: «إن إثبات كفاءتنا في قطاع الطيران، الذي يُعرف بتشريعاته الصارمة ومعاييره العالية، سيتيح لنا فرصة تسليط الضوء على الفوائد المتعددة لتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد. وسيمكننا ذلك من التوسع في قطاعات صناعية أخرى متوازية، مثل قطاع النفط والغاز، بالإضافة إلى التطبيقات الصناعية الأخرى، مستغلين القدرات والتكنولوجيا التي نملكها».