متعاملون طالبوا بضوابط لتنظيمها.. ومسؤولون اعتبروها ممارسات فردية

أكشاك بمراكز تجارية تمارس الإلحاح على المستهلكين لترويج منتجاتها

صورة

شكا مستهلكون إزعاج البائعين في الأكشاك التجارية المنتشرة في ممرات مراكز للتسوق في مختلف أنحاء الدولة، لافتين إلى أن البائعين يلحون بشكل متكرر على المتسوقين لتجربة المنتجات والشراء، مطالبين بالالتزام بأساليب التسويق المتبعة والمتعارف عليها، ووقف الممارسات المزعجة للمتسوقين.
وأشاروا، لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن من المهم أن تضع إدارات مراكز التسوق سياسات واضحة وحازمة تمنع الإلحاح على المستهلكين لتجربة السلع، بدعوى وجود عروض عليها، لافتين إلى أن الإلحاح يصل أحياناً إلى حد المطاردة، ويشمل بعض مستأجري أكشاك مواد ومكملات غذائية وعطور وحلوى ومستلزمات هواتف متحركة وأجهزة كهربائية.
وأوضحوا أنه يمكن لمسؤولي الأكشاك الاستعانة بوسائل أخرى لاستقطاب المتعاملين، دون الإلحاح المتكرر عليهم.
في المقابل، أكد مسؤولون في أكشاك ومراكز تجارية، أن تلك الممارسات فردية لبعض الأكشاك، بغرض ترويج منتجاتها، وأنه يمكن للمستهلكين الشكوى لإدارة المراكز لإيقاف أي ممارسات تسبب لهم الإزعاج.
وقالوا إن الإلحاح على المستهلكين لتجربة منتجات، أمر مرفوض وغير مقبول، مشيرين إلى أن مراكز رفضت تجديد عقود الإيجار لأكشاك مارست أسلوب الإلحاح بشكل غير مقبول، وسببت ضيقاً لمستهلكين.
ونوهوا بأن أسلوب الإلحاح يسيء إلى المنشأة، وقد يؤدي إلى رد فعل عكسي من المستهلكين بالإصرار على رفض تجربة المنتج أو شرائه، على الرغم من حاجتهم إليه، مشيرين إلى أن الإلحاح في عمليات التسويق يعد ظاهرة منتشرة في كثير من دول العالم.

الأكشاك التجارية
وتفصيلاً، قال المستهلك، مصطفى ناجي، إن «عملية الإلحاح المتكرر من البائعين في الأكشاك التجارية بمراكز التسوق، تحولت خلال الفترة الأخيرة إلى ظاهرة لافتة في عدد من المراكز التجارية، وهو ما يتطلب ضرورة وضع ضوابط لتنظيمها، تحفظ حقوق المستهلكين، وتتيح لتلك الأكشاك تصريف مبيعاتها، ولكن دون إزعاج».
وأضاف المستهلك، عادل إسماعيل، أنه «لاحظ عند زيارته بشكل متكرر لمراكز تسوق مختلفة، عمليات إلحاح متكررة، وبشكل يسبب إزعاجاً للمتسوقين، خصوصاً للأسر التي ينصب تركيزها على التسوق لمستلزمات الأسرة»، لافتاً إلى أن «أحد الباعة ظل ينادي عليه لتجربة أحد المنتجات أكثر من مرة، رغم رفضه، بدعوى وجود عروض ترويجية».
وأكد المستهلك، يوسف حسن، أن «الأكشاك التجارية يمكنها أن تروج لمبيعاتها دون الإلحاح المزعج للمستهلكين، وهو ما يتطلب عمليات تنظيمية واضحة من إدارات المراكز التجارية التي تؤجر المساحات لتلك الأكشاك»، لافتاً إلى أن «الأكشاك يمكنها وضع لافتات بالعروض أمام المستهلكين، والعرض مرة واحدة فقط، وترك حرية الاختيار للمستهلك بالإقبال على تجربة المنتج من عدمه».
وأضافت المستهلكة، ميساء عبدالله، أن «بعض الأكشاك التجارية تتبع أسلوباً مزعجاً في الترويج لمبيعاتها، عبر الإلحاح المتكرر على المتسوقين لتجربة السلع ثم الشراء، وهو ما يستدعي وجود ضوابط لتنظيم عمل تلك الأكشاك التي تعد إضافة مهمة في المراكز التجارية، في عرض العديد من السلع، لكن دون إزعاج المتسوقين».

مواد غذائية
وقال المستهلك، بدر جاسم، إنه يعاني إلحاحاً وضغطاً من مستأجري بعض الأكشاك الصغيرة التي تبيع مواد غذائية، خصوصاً المقرمشات والحلويات والعطور لتجربة منتجاتهم وشرائها.
وأوضح أن الإلحاح الذي يصل أحياناً إلى مطاردته والسير وراءه في المركز التجاري، يسبب له إزعاجاً كبيراً، ويمنعه من التجول بحرية وشراء مستلزماته، مطالباً بوقف هذا الإزعاج غير المبرر.
وقال المستهلك، جمال حاتم، إنه يعاني إلحاح مستأجري بعض الأكشاك والمحال الصغيرة التي تبيع مكملات غذائية ومستلزمات هواتف متحركة لتجربة وشراء منتجاتهم، مشيراً إلى أن الإلحاح يصل أحياناً إلى درجة المطاردة، ما يسبب له ولعائلته إزعاجاً وضيقاً كبيرين. وطالب بوقف الإلحاح، والالتزام بالتسويق بالأساليب المتعارف عليها.
وأكدت المستهلكة، إيمان نور، أن التسويق بالإلحاح من جانب أصحاب أكشاك صغيرة، تبيع مأكولات وعطوراً وأجهزة كهربائية صغيرة ومستحضرات تجميل، يسبب لها إزعاجاً كبيراً، مشيرة إلى ضرورة وقفه.


تجربة المنتجات
بدوره، قال المسؤول في أحد المراكز التجارية، توفيق عبود، إن «الإلحاح على المستهلكين لتجربة منتجات أسلوب تسويقي مرفوض وغير مقبول»، مضيفاً أن «مراكز تسوق رفضت تجديد عقود الإيجار لأكشاك تمارس أسلوب الإلحاح بشكل غير مقبول، وتسبب ضيقاً للمستهلكين». وأشار إلى أن هذه الظاهرة موجودة في مراكز تجارية في كثير من دول العالم، وليست مقصورة على بلدان بعينها.
واعتبر مسؤول في مركز تجاري كبير (أ.ف)، رفض ذكر اسمه، أن «الإلحاح لتجربة منتجات أسلوب تسويقي غير مقبول، ويسيء إلى المنشأة التجارية، وليس للمستهلك فقط، وقد يؤدي إلى رد فعل عكسي من المستهلكين برفض تجربة المنتجات أو شرائها، ولو كانوا بحاجة إليها، كرد فعل على إلحاح البائعين».
ونوه بأن أسلوب التسويق عبر الإلحاح يعد ظاهرة منتشرة في كثير من دول العالم من جانب بعض المنشآت التجارية الصغيرة.
من جهتها، قالت مديرة العلاقات العامة والاتصال المؤسسي في «ميركاتو وتاون سنتر جميرا»، نسرين بستاني، إنه «لم يتم تلقي أي شكاوى من مستهلكين بخصوص الإزعاج المتكرر من بائعي الأكشاك التجارية»، مبينة أنه «يحق للمستهلكين الشكوى للإدارات المختصة في مراكز التسوق، حتى يتم التعامل مع تلك الممارسات وإيقافها، إذ إن إدارات المراكز حريصة على أن تكون المراكز وجهة دائمة لهم، مع الشعور بالارتياح عند القدوم إليها لأي غرض».

ممارسات فردية
من جهته، اعتبر مسؤول البيع في أحد الأكشاك التجارية بمركز للتسوق في دبي، محمد عبدالله، أن «الإلحاح على المستهلكين لتجربة المنتجات يعد ممارسات فردية لبعض الأكشاك، لكنها لا تعبر عن السمة الشائعة لتلك الأكشاك»، مبيناً أن «بعض البائعين مطالبون بتحقيق نسب معينة للمبيعات، لذلك يضطرون لترويج منتجاتهم بمختلف الطرق لاستقطاب المستهلكين».
وأوضح مسؤول البيع في أحد الأكشاك التجارية لبيع العطور، أنس بشير، أنه «قد يتم عرض منتجات على المستهلكين في أثناء مرورهم بممرات مراكز التسوق، وهو ما يعد ترويجاً وليس إزعاجاً»، لافتاً إلى أن «الإزعاج يتمثل في الإلحاح المتكرر على المستهلكين لتجربة المنتجات، وهو ما قد يعد ممارسات فردية لبعض العاملين في الأكشاك، ولا يمكن اعتباره صفة عامة للأكشاك كلها».


600درهم غرامة للمخالفين

 

قالت دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، إن «جدول مخالفات الأنشطة والمنشآت الاقتصادية في الإمارة، ينص على فرض غرامات مالية تصاعدية لممارسة الأنشطة التجارية بصورة تسبب إزعاجاً».
وأوضحت الدائرة أن الغرامات تبدأ من 1000 درهم في المرة الأولى، وترتفع إلى 2000 درهم عند تكرار المخالفة للمرة الثانية، ثم إلى 4000 درهم عند تكرار المخالفة للمرة الثالثة، وتصل إلى 6000 درهم عند التكرار للمرة الرابعة.

 

 

تويتر