باستثمارات تبلغ 3.357 مليارات درهم وتعمل بتقنية «التناضح العكسي»

«مجمع حصيان».. أكبر محطة في العالم لتحلية المياه بالطاقة الشمسية

سعيد الطاير:دبي لديها رؤية شاملة لاستدامة موارد المياه عبر زيادة القدرة الإنتاجية لتحلية المياه باستخدام أحدث التقنيات لتقليل الانبعاثات الكربونية.

أفادت هيئة كهرباء ومياه دبي، بأنها وقعت، أخيراً، اتفاقيتي (المساهمين) و(شراء المياه) للمرحلة الأولى من مشروع «مجمع حصيان» بقدرة إنتاجية تبلغ 180 مليون غالون من المياه المُحلاة يومياً، بنظام المنتج المستقل للمياه باستثمارات تبلغ 3.357 مليارات درهم، وسيكون هذا المشروع أكبر محطة على مستوى العالم لتحلية المياه بالطاقة الشمسية، وذلك ضمن جهودها لتعزيز الأمن المائي في دبي، من مصادر مستدامة.

أولوية وطنية

وتفصيلاً، يعد الأمن المائي أولوية وطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، تسعى إلى تحقيقها الجهات الاتحادية والمحلية في الدولة، في إطار استراتيجية الأمن المائي 2036، التي تهدف إلى ضمان استدامة واستمرارية الوصول إلى المياه خلال الظروف الطبيعية، وظروف الطوارئ. ويمثل التوجه نحو استخدام الطاقة المتجددة لتحلية مياه البحر، أولوية وطنية لمؤسسات الدولة، بما يعزز ريادة دولة الإمارات في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة.

رؤية شاملة

وأكد العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، سعيد محمد الطاير، أن «دبي لديها رؤية شاملة لاستدامة موارد المياه عبر زيادة القدرة الإنتاجية لتحلية المياه، باستخدام أحدث التقنيات وأكثرها كفاءة، بما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية»، مشيراً إلى توجه الهيئة لتطوير محطات تحلية المياه بتقنية «التناضح العكسي»، والتي تعد أكثر كفاءة، وتتطلب طاقة أقل من تقنية «التقطير الومضي متعدد المراحل»، ما يقلل من الانبعاثات الكربونية، ويدعم جهود دولة الإمارات في مجال العمل المناخي، والحد من الاحتباس الحراري، وهو أحد محاور أجندة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر (COP28) الذي استضافته دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي. وأضاف الطاير: «تحقيقاً لرؤية وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتوفير أفضل مرافق لأفضل مدينة في العالم، نعمل في هيئة كهرباء ومياه دبي على توفير بنية تحتية متطورة ومتكاملة للطاقة والمياه، تواكب المسار التنموي المتصاعد في دبي، وتضمن تلبية الطلب المتزايد على خدمات الكهرباء والمياه وفق متطلبات خطط التنمية الشاملة المستدامة، وأهداف خطة دبي الحضرية 2040».

وأضاف: «ضمن جهودنا لتعزيز الأمن المائي في دبي، من مصادر مستدامة، وقعنا، أخيراً، اتفاقيتي (المساهمين) و(شراء المياه) للمرحلة الأولى من مشروع مجمع حصيان، بقدرة إنتاجية 180 مليون غالون من المياه المُحلاة يومياً بنظام المنتج المستقل للمياه، باستثمارات تبلغ 3.357 مليارات درهم، وسيكون هذا المشروع أكبر محطة على مستوى العالم لتحلية المياه بالطاقة الشمسية. ويدعم هذا المشروع الاستراتيجية المتكاملة لإدارة الموارد المائية في دبي 2030، التي تركز على تعزيز الموارد المائية، واستخدام أحدث التقنيات والحلول المبتكرة».

القدرة الإنتاجية

وأوضح الطاير، أن «القدرة الإنتاجية للهيئة لتحلية المياه باستخدام تقنية (التناضح العكسي) ستصل إلى 303 ملايين غالون من المياه المُحلاة يومياً بحلول عام 2030، مع الأخذ بالاعتبار أن القدرة الإنتاجية للمياه المحلاة سترتفع عام 2030 لتصل إلى 730 مليون غالون يومياً.

ووفقاً لاستراتيجية الهيئة، فإن 100% من إنتاج دبي من المياه المحلاة عام 2030، سيأتي من مزيج من الطاقة النظيفة، الذي يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والحرارة المهدورة، الأمر الذي سيجعل دبي تتجاوز الهدف المحدد عالمياً في ما يتعلق باستخدام الطاقة النظيفة في تحلية المياه».

مزايا تقنية

تتسم تقنية «التناضح العكسي» بمزايا عدة تجعلها خياراً مثالياً، مقارنة مع تقنيات تحلية المياه الأخرى. ومن أبرز هذه المزايا: عدم ارتباط عملها بوحدات إنتاج الطاقة التقليدية، ما يعزز الكفاءة التشغيلية، ويدعم التوجه الاستراتيجي، لزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة. كما أن المحطات التي تعتمد على تقنية «التناضح العكسي»، تستهلك كمية أقل من الطاقة، مقارنة بتقنيات تحلية المياه الأخرى مثل «التقطير الومضي»، ما يعني كُلفة تشغيلية أقل، والحد من الانبعاثات والتأثيرات البيئية.

وتعمل تقنية «التناضح العكسي» بكفاءة عالية، ما يجعلها حلاً موثوقاً ومستداماً، للحصول على مياه نقية من مصادر مختلفة مثل مياه البحر أو المياه الجوفية. إضافة إلى ذلك، تتيح تقنية «التناضح العكسي» تحلية المياه بسرعة وفاعلية، ما يجعلها مناسبة للاستخدام في الظروف الطارئة أو في المناطق التي تعاني نقص المياه.

 

تويتر