قدمها معهد المحللين الماليين المعتمدين
هل تستمع إلى «المؤثرين الماليين».. إليك هذه النصائح الذهبية
قدّم «معهد المحللين الماليين المعتمدين»، وهو جمعية عالمية لخبراء الاستثمار، خمس نصائح يجب التركيز عليها عند الاستماع إلى محتوى صادر عن «مؤثرين ماليين» على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأفاد المعهد في دراسة له بأن المؤثرين الماليين يمتلكون قدرة كبيرة على إحداث تأثير واسع على التوجهات المالية من خلال مناقشة الأمور المالية على منصات التواصل الاجتماعي التي تهيمن على العصر الحالي. ولفتت إلى أنه وفي ظل التحول الرقمي الذي تشهده المنطقة، فإن هؤلاء المؤثرين يلعبون دوراً مهماً في توجيه جيل الألفية وما بعد الألفية، من خلال مشاركة مفاهيم الاستثمار الأساسية، وتحليلات العملات المشفرة، والعروض الترويجية، إضافة إلى تعزيز المعارف المالية.
وأوضحت الدراسة أنه ومع امتلاك نحو 27% من المؤثرين الماليين لجهات راعية، تتبادر مجموعة من الأسئلة إلى الأذهان حول مدى تأثير الجهات الراعية على عملية صنع القرار المالي وموثوقية المعلومات.
واستعرضت الدراسة خمسة اعتبارات رئيسية يجب التركيز عليها لبناء معرفة مالية قائمة على التحليلات، مرجعة هذه «الاعتبارات» إلى مؤسسة قناة «Bintcoin» الفائزة بجائزة أبرز مؤثر في مجال العملات المشفرة من مجلة «غلف بيزنس» لعام 2023، نغم حسن.
وتمثلت «الاعتبارات الرئيسية» في التالي:
1. إجراء بحثك الخاص:
قبل وضع أموالك في الاستثمارات، يجب تخصيص بعض الوقت لإجراء بحث حول السوق، في وقت قد يؤدي فيه إهمال ذلك إلى عواقب كبيرة، مما يؤكد ضرورة الاعتماد على أسس بحثية معرفية كافية عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالاستثمار.
وهنا يجب عدم الاعتماد على مصدر واحد فقط عند اتخاذ مثل هذه القرارات، لا سيما في ظل انتشار المعلومات المضللة، خصوصاً على منصات التواصل الاجتماعي. كما أن من المهم التحقق بشكل دائم من المعلومات وعدم اتخاذ أي خطوة استثمارية بناءً على نصيحة الأصدقاء أو العائلة أو المؤثر المفضل لديك، وهو ما تجسده مقولة: «احرص دوماً على إجراء بحثك الخاص».
2. الخوف من ضياع الفرص والعواطف:
لا تسمح للعواطف بالتأثير على قراراتك المالية، إذ يعتمد العديد من المؤثرين الماليين على الخوارزميات، ويركزون على مشاعر الخوف وعدم اليقين والشك عند تسويق محتواهم. وبالتالي، تتمحور معظم التصورات التي يقدمها المؤثرون الماليون حول هذه العناصر، ما يعزز انتشار محتواهم بسرعة أكبر.
إن التركيز على مشاعر الأشخاص هو أحد الاستراتيجيات الشائعة التي يعتمدها المؤثرون الماليون. وتتمحور نسبة كبيرة من المحتوى حول تشجيع المشاهدين على اتخاذ إجراءات فورية، مما يولد لديهم إحساساً بالخوف من ضياع الفرص النادرة. وهنا لا توجد مدعاة لهذه المخاوف، لأن السوق تحمل دوماً الكثير من الفرص، ما يؤكد أهمية عدم السماح لمشاعر الخوف بالسيطرة على عملية اتخاذ القرارات، إضافة إلى ضرورة التركيز على التحليلات.
3. توخي الحذر من دوافع المؤثرين الماليين:
يتجه حالياً العديد من الأشخاص للعمل كـ«مؤثرين ماليين» لضمان مصدر أساسي للدخل. ويحصل «المؤثرون الماليون» على الدخل بطريقتين رئيسيتين، تتمثل الأولى في الحصول على إيرادات مقاطع الفيديو والاشتراكات، بينما تأتي الطريقة الثانية من خلال الجهات الراعية والعروض الترويجية، حيث يحصل المؤثرون على مقابل مادي من أجل الترويج لمنتجات أو خدمات معينة.
وقد يسام هذا الدخل المزدوج بتفاقم المخاوف المتعلقة بـ«أصالة المحتوى» الذي يقدمه المؤثرون الماليون، كما يزداد الشك حول حقيقة المحتوى الذي قد يكون مدفوعاً بحوافز مالية. ويجب على الأشخاص دوماً توخي الحذر من محتوى المؤثرين الماليين الذين قد يروجون أو يشجعون على استثمارات أو منتجات مالية معينة لتحقيق مكاسب شخصية، بعيداً عن الحيادية والشفافية. ويؤكد ذلك أهمية التركيز على معرفة الدوافع المحتملة وراء أي نصيحة مالية عند الرغبة في اتخاذ قرارات صحيحة، إذ يجب تقييم المعلومات من مصادر مختلفة قبل اتخاذ أي خيار مالي.
4. انعدام اليقين بالمستقبل:
لا يخلو العالم الديناميكي لأسواق الاستثمار من عوامل التقلب والتلاعب وغياب المنطق وغيرها من الأحداث غير المتوقعة. ولذا، يصعب التأكد من تحركات السوق حتى على أكثر الخبراء تمرساً، ما يجعل جميع أنواع المحتوى الذي يقدمه «المؤثرون الماليون» قائماً على التكهنات بطبيعة الحال.
وتنشأ هذه التوقعات من مصادر عدة، بما فيها البيانات أو الرسوم البيانية السابقة أو تعقيدات الاقتصاد الكلي والظروف الجيوسياسية. وبناءً عليه، لا بد أن نأخذ بالاعتبار تعامل المؤثرين الماليين مع سيناريوهات غامضة لتقديم افتراضاتهم بناءً على تحليلاتهم الشخصية. وفي حين قد تنسجم تحليلاتهم مع اتجاهات السوق في بعض الأحيان، يبقى الخطر الكامن في سوء التقدير موجوداً دائماً. وبالتالي، فإن من الحكمة تفسير هذه التخمينات بنوع من الحذر، لا سيما في ضوء انعدام اليقين بالمستقبل.
5. الحذر من عمليات الاحتيال والملفات المزيفة:
لا بد من الحذر فيما يتعلق بالحسابات والعروض الاحتيالية وعمليات «التزييف العميق». إن متابعة المؤثرين الماليين على منصات التواصل الاجتماعي أمر شائع، إلا أنه قد تظهر بعض التساؤلات عندما يقوم المؤثر المالي بمتابعتك أيضاً، ليبدأ بعدها بمحادثات غير مرغوبة لعرض الخدمات المالية.
ولذا، كن حذراً من الدعوات إلى الضغط على أي «روابط» أو مشاركة معلومات شخصية أو إرسال مبالغ مالية. وفي مثل هذه الحالات، تأكد بأنك تتعامل مع حساب مزيف ينتحل شخصية المؤثر الحقيقي، وتجنب إرسال أي مبالغ مالية لأولئك الذين يعدون بتقديم عائدات سريعة وأحلاماً غير واقعية.
ويُمكن لهذه التوصية أن تحميك من أي ضرر مالي محتمل دون أي تكلفة، على الرغم من أنها ليست نصيحة مالية مباشرة. كما يؤكد الارتفاع الهائل في الحسابات المزيفة وعمليات التصيد الاحتيالي والتزييف العميق ضرورة التحلي بقدر كبير من اليقظة. لذا، نوصي بالحذر عند التصفح في العالم الرقمي لتجنب الوقوع ضحية لأي ممارسات مشبوهة.
وقد تحجب جاذبية مقاطع الفيديو السريعة والترفيهية للمؤثرين الماليين عن أولئك الساعين لتعزيز خبراتهم المالية ما تستغرقه دراسة السوق من وقت طويل، إذ يميل الأفراد إلى اعتماد الحلول السهلة والمختصرة مدفوعين بطبيعة عالمنا الحالي الذي يغلب عليه المحتوى القصير والتفاعلي.
ومع ذلك، فإن من الضروري أن ندرك بأنّ الحصول على الخبرة المالية يتطلب قدراً من الالتزام والوقت، ولا يقتصر على متابعة المحتوى السريع دون الخوض في البحث والدراسة. كما يتطلب اكتساب هذا الرصيد الواسع من الدراية المالية تكريس الوقت الكافي لتجريب مختلف الاستراتيجيات والتعلم من الأخطاء الحتمية، فلا تنشأ الخبرة المالية الحقيقية باختيار الحلول السهلة، بل من خلال تخصيص الوقت المطلوب للبحث والتعلم، والاستفادة من الدروس القيّمة من التجارب العملية.
معهد المحللين الماليين المعتمدين
يذكر أن يُعدّ معهد المحللين الماليين المعتمدين جمعية عالمية لخبراء الاستثمار تضع معايير التميز والاعتماد المهني وتشجع على السلوك الأخلاقي في أسواق الاستثمار، وتعتبر مصدراً موثوقاً للمعرفة في المجتمع المالي العالمي.
ويوجد نحو 200 ألف من حملة شهادة المحللين الماليين المعتمدين في 160 سوقاً على مستوى العالم. كما تضم محفظة المعهد 10 مكاتب في أنحاء العالم و160 جمعية محلية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news