«صندوق حي دبي للمستقبل» يستعرض إنجازاته ورؤيته لتمكين ريادة الأعمال وتمويل الشركات الناشئة

صورة

استضاف «متحف المستقبل» أعمال «اللقاء السنوي الثاني لصندوق حي دبي للمستقبل»، بهدف استعراض نتائج الأداء السنوي للعام 2023، وذلك في إطار حشد الجهود وتعزيز مستوى الدعم المقدم من قبل القطاعين الحكومي والخاص لتعزيز المنظومة الابتكارية لدولة الإمارات، عبر تفعيل الاستثمارات الاستراتيجية للمشاريع.

وجرى خلال اللقاء، الاطلاع على الدعم المقدم لمصممي المستقبل من رواد الأعمال والمبتكرين والشركات الناشئة والتكنولوجية في دبي والعالم، وآليات تمكينهم من توسيع الأعمال على النطاق المحلي والإقليمي والعالمي انطلاقاً من دبي، والحوافز التي توفرها الأسواق المالية في الإمارة لتلك المشروعات والشركات لإدراج نفسها والاستفادة من فرص التمويل الواعدة في دبي.


استثمارات الصندوق

وعرض اللقاء السنوي الثاني لـ«صندوق حي دبي للمستقبل»، الذي أطلقه سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية رئيس مركز دبي المالي العالمي، في نوفمبر 2021، وتشرف عليه مؤسسة دبي للمستقبل وسلطة مركز دبي المالي العالمي، محطات رئيسية حققها الصندوق، ودوره في تمكين رواد الأعمال والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، وتشجيعهم على الإدراج مستقبلاً في أسواق دبي المالية.

وقدم اللقاء صورة عامة عن أبرز استثمارات الصندوق، الذي يبلغ رأسماله الأولي مليار درهم، والتي وصلت في الوقت الراهن إلى أكثر من 25 مشروعاً استثمارياً منذ تأسيسه، بما في ذلك 14 استثماراً جديداً خلال العام الماضي، خمسة منها في شركات ناشئة، إلى جانب ستة استثمارات تعتمد النهج الابتكاري للارتقاء بمستقبل القطاع المالي وقطاعات اقتصادات المستقبل في دبي، ودعم ثلاث شركات في إطار الاستثمار والرعاية اللاحقة.

وكان «صندوق حي دبي للمستقبل» أعلن عن تخصيص ما يصل إلى 20% من رأسماله البالغ مليار درهم لدعم شركات التكنولوجيا والابتكار الناشئة والسريعة النمو القائمة على الاستدامة، في إطار الالتزام بتفعيل مستهدفات دولة الإمارات في مجال الاستدامة، وانسجاماً مع رؤية «نحن الإمارات 2031» الهادفة إلى رفع الناتج المحلي الإجمالي للدولة إلى ثلاثة تريليونات درهم بحلول عام 2031.

واشتمل الحدث على كلمات رئيسية ألقاها عدد من الرؤساء التنفيذيين ورواد الأعمال والمستثمرين والخبراء والشخصيات العالمية الذين بحثوا فرص التعاون المشترك في تعزيز الابتكار وتبني تطبيقات التكنولوجيا الحديثة والتعرف على خطط الصندوق.


الناتج الإجمالي

وقال وزير الاقتصاد، عبدالله بن طوق المري: «تواصل دولة الإمارات بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، العمل على تحقيق هدفها الاستراتيجي بمضاعفة الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني إلى ثلاثة تريليونات درهم بحلول العقد المقبل، في وقت تعمل فيه وزارة الاقتصاد مع شركائها لتحقيق هذا المستهدف، لاسيما في قطاعات الاقتصاد الدائري والاستدامة، وريادة الأعمال، في ظل تبني الدولة نهجاً اقتصادياً مستداماً يقوم على محاور رئيسية في مقدمتها البحث والتطوير والابتكار والتكنولوجيا».

وأضاف أن «دولة لإمارات تركز على تفعيل فرص نوعية في قطاعات الاقتصاد الدائري والطاقة النظيفة، والنقل الذكي، والطيران المستدام، والتكنولوجيا الزراعية، بهدف التحول نحو نموذج اقتصادي معرفي متنوع.. وتوفر في هذا الصدد عدداً من الحوافز والمبادرات لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وشركات رأس المال الاستثماري العاملة في قطاعات الاقتصاد الأخضر، إضافة إلى دعم التعاون والمنافسة في القطاع الخاص لتسريع عجلة الابتكار».

وأشاد وزير الاقتصاد بالدور التمكيني الذي يلعبه «صندوق حي دبي للمستقبل» في تعزيز تنافسية الدولة وتحفيز قطاعاتها الاقتصادية على مواصلة الابتكار وجذب الاستثمارات الجريئة.


مختبر عالمي

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، رئيس مجلس إدارة صندوق حي دبي للمستقبل، خلفان جمعة بلهول، في كلمته خلال اللقاء، إن «دبي تواصل دورها بوصفها مختبراً عالمياً مفتوحاً لتقنيات المستقبل وفرص الاقتصاد الجديد، وتوفر منصة دولية لتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية الواعدة باعتبارها صلة وصل بين أصحاب الأفكار المستقبلية الإبداعية والممولين والمستثمرين والمهتمين بمشاريع تصميم المستقبل وصناعته».

وأضاف أن «صندوق حي دبي للمستقبل شكل منذ إطلاقه حافزاً عملياً وداعماً مؤثراً لتنمية فرص الاقتصاد الجديد في دبي، كونه يدعم الشركات الناشئة الواعدة وروّاد الأعمال من خلال تسهيل تمويل مشروعاتهم المبتكرة انطلاقاً من دبي رائدة مدن المستقبل».

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي وعضو مجلس إدارة صندوق حي دبي للمستقبل، عارف أميري: إنه «ومع مواصلة مركز دبي المالي العالمي مسيرة الإنجازات عبر تعزيز مكانة دبي مركزاً إقليمياً وعالمياً رائداً لقطاع التمويل والابتكار، فإن التعاون مع منصة تُمكّن النمو على غرار (صندوق حي دبي للمستقبل) يُعد بالتأكيد التوجه الأمثل للاستفادة من فرص التمويل الاستثنائية، ومن المراكز عالمية المستوى التي تدعم تفعيل واحتضان الأفكار وتسريع الأعمال والحلول عبر استقطاب ألمع وأفضل العقول للارتقاء بمستقبل القطاع نحو آفاق جديدة». وأضاف أن «اعتماد هذا النهج يضمن تشكيل منظومة بيئية متكاملة تجسد علامة فارقة تدعم وتوجد تأثيرا حقيقيا على المستوى الاجتماعي والاقتصادي يتوافق مع الرؤية المستقبلية لقيادتنا الرشيدة».

 

توفير التمويلات

في السياق نفسه، لفت الرئيس التنفيذي لصندوق حي دبي للمستقبل، شريف البدوي، خلال استعراضه أبرز إنجازات الصندوق إلى أن «صندوق حي دبي للمستقبل» يدعم نمو الاقتصاد الجديد في الشرق الأوسط، من خلال توفير التمويلات والفرص الواعدة للأعمال، ويمكن للشركات الناشئة من بدء رحلتها للإدراج في الأسواق المالية بدبي بمساعدة من الصندوق، بما يمكّن رواد الأعمال وأصحاب المشروعات المستقبلية الناشئة من جهة، ويعزز ثقة المستثمرين من جهة ثانية، ويرسخ أيضاً موقع دبي الريادي، وجهة مفضلة لتأسيس وتنمية وتوسع المشاريع الناشئة والواعدة محلياً وإقليمياً وعالمياً.


«التحوّل الأخضر»
 
وتفاعل حضور اللقاء مع الحوار المتميز بعنوان «التحوّل الأخضر» مع لاعب الكرة الفرنسي المخضرم ماتيو فلاميني، الذي لعب لفترة طويلة في صفوف نادي «أرسنال» لكرة القدم وتحدث عن محطات رحلته من الرياضة المدرسية إلى أندية كرة القدم العالمية وصولاً إلى نادي أصحاب المليارات الذين يوظفون ثرواتهم في دعم مسارات التنمية المستدامة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر على مستوى العالم، معرباً عن عن سعادته بتواجده في دبي.

ولفت إلى أن مشاهدته للمواد البلاستيكية على شاطئ البحر في مدينة مرسيليا التي نشأ فيها، جعله يفكر منذ سن صغيرة بمنتجات صديقة للبيئة لا تلوثها، وتلك كانت البذرة لدخوله عالم ريادة الأعمال «الخضراء».

وكشف أن منتجات الشركة المليارية المتخصصة في الكيمياء الحيوية التي شارك في تأسيسها نجحت في خفض الانبعاثات الكربونية في بعض الأحيان بواقع 90%، معرباً عن فخره بمواصلة التعلم المستمر والالتزام بقيم الإصرار والالتزام والإيجابية في مسيرته الرياضية والمهنية وفي قطاع الأعمال على حد سواء.


منظومة مستدامة

كما أجمع كل من عضو لجنة صندوق حي دبي للمستقبل، جيف هارباك، والمؤسسة والرئيسة التنفيذي لـ«ألف كابيتال»، هدى اللواتي، والشريك المؤسس في «شروق بارتنرز»، محمود عدي، في جلسة نقاشية أدارها العضو المنتدب لصندوق حي دبي للمستقبل، نادر البستكي، بعنوان: «منظومة مستدامة لشركات التكنولوجيا الناشئة في دبي» على أهمية تحقيق كافة معايير الاستدامة في توفير البيئة الحيوية الداعمة لشركات التكنولوجيا الناشئة التي تتأسس وتنمو وتتوسع من دبي إلى المنطقة والعالم، مشيدين بالنموذج الريادي لدبي ودولة الإمارات في تمكين الاستثمار الجريء في مشروعات ريادة الأعمال الواعدة وتوفير البيئة الحاضنة والمحفزة لنجاحها.

تويتر