النساء يشكلن 41% من إجمالي القوى العاملة في قطاع سلاسل التوريد

صورة

قالت الدكتورة شيرين نصار، المدير العالمي للدراسات اللوجستية ومدير برنامج ماجستير اللوجستيات وإدارة سلسلة التوريد في جامعة هيريوت وات دبي إنه على الرغم من أن النساء يشكلن ما يقرب من نصف سكان العالم، إلا أنهن لعبن أدوارا هامشية في قطاع الخدمات اللوجستية الذي يشغله الذكور لعقود عديدة، مما يؤشر إلى أن هناك رحلة طويلة لسد الفجوة الحالية بين الرجال والنساء في المناصب الإدارية.
ويحتفل العالم في 8 مارس من كل عام، بيوم المرأة، تقديرا لدورها في بناء المجتمع، وإسهاماتها في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وأضافت الدكتورة شيرين نصار، إن السنوات الأخيرة شهدت تركيزا متزايدا على مفهوم وأهمية الشمول والتنوع بين الجنسين، مما أدى إلى ارتفاع عدد النساء العاملات في هذه الصناعة.
وأضافت نصار: «يُنظر إلى صناعة النقل والخدمات اللوجستية على أنها قطاع يهيمن عليه الذكور، حيث غالبًا ما تملي الصور النمطية أن الأدوار الوظيفية فى هذا القطاع أكثر ملاءمة للرجال».
وتابع نصار: «شهدت النساء انتعاشا ملحوظا في القوى العاملة في سلاسل التوريد، مما يمثل تقدمًا كبيرًا عبر مختلف المستويات القيادية. وكانت التطورات واضحة بشكل خاص في المستويات التنفيذية والقيادية، حيث تشغل النساء 26% من الأدوار الوظيفية مثل (الرئيس التنفيذي لسلسلة التوريد، والنائب الأول للرئيس، والرئيس التنفيذي للمشتريات – وهو ما يشكل زيادة من 19% من عام 2022، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة جارتنر في عام 2023».
 وفي وقت سابق، كشفت «جارتنر» في نتائج المسح السنوي الثامن «للمرأة في سلسلة التوريد»، والذي أُجري بين فبراير ومارس 2023 بمشاركة 225 من قادة سلاسل التوريد، أن النساء يشكلن الآن 41% من إجمالي القوى العاملة في القطاع، وذلك يشكل ارتفاعًا من 39% في عام 2022. وفي الوقت الحالي، يتم التركيز بشكل أكبر على الوظائف التى تتعلق بالشراء والتوريد والتخطيط مع مساهمة أقل في الوظائف اللوجستية. وعلى الرغم من هذه الزيادة الإجمالية، لا يزال تمثيل المرأة في الأدوار الأمامية محدودًا، حيث يمثل 31% فقط من هذه المناصب.
وكشفت نصار، أن هذا يدل على أنه لا تزال هناك رحلة طويلة لسد الفجوة الحالية بين الرجال والنساء في الأدوار الإدارية، حيث تتعثر النساء في الأدوار المبتدئة ولا يزال العديد منهن يواجهن تحديات في الحصول على مناصب قيادية عليا والحفاظ عليها، كما تم اعتبار الأدوار الوظيفية في مجالات التخزين والتوزيع أكثر ملاءمة للرجال. ومع ذلك، يحدث تحول نموذجي مع دخول المزيد من الكوادر النسائية إلى هذا المجال، وتحدي الصور النمطية وعرض مساهماتهن الفعالة في جميع مراحل سلاسل التوريد.
وأفادت نصار، بأن «هناك واحدة من أكثر الصور النمطية الراسخة هي الاعتقاد بأن تشغيل الآلات الثقيلة، مثل الرافعات الشوكية، هو عمل حصري للرجل. ومع ذلك، فإن النساء يكسرن هذه الصورة النمطية بشكل متزايد، ويظهرن خبرتهن ودقتهن في التعامل مع هذه الأدوات الثقيلة. لا تتفوق النساء في الأدوار التشغيلية فحسب، بل ينجحن أيضًا فى المناصب القيادية والإدارية في مجالات التخزين والتوزيع».
وأضافت نصار: «تقدم النساء منظورًا فريدًا فى صنع القرار كقادة، مما يعزز بيئات العمل المتنوعة والشاملة. إن قدرة المرأة على القيام بمهام متعددة والتواصل بفعالية وحل المشكلات تجعلها أصولًا لا تقدر بثمن في إدارة الخدمات اللوجستية المعقدة وتعزيز التنسيق في هذه القطاعات الحيوية. يعتمد المستودع الحديث بشكل كبير على التكنولوجيا والأتمتة التي أعادت تشكيل وجهات النظر وتغيير الصورة النمطية حول طبيعة الوظائف ومشاركة المرأة. على سبيل المثال، يمكن أن تشارك النساء في وظائف تتعلق بدمج التقنيات في العمليات اللوجستية وعمليات المستودعات التي يمكن أن تشمل أنظمة إدارة المخزون المتقدمة، أو تحسين الخدمات اللوجستية من خلال تحليلات البيانات، أو الإشراف على نشر الروبوتات المتطورة. إن كفاءتهم في التكيف مع التقنيات الجديدة واعتمادها تعيد تشكيل مشهد التخزين والتوزيع».
وأكدت أن أسلوب المرأة في مجال الخدمات اللوجستية يتغير، ويتحدى الصور النمطية، ويعيد تشكيل مشهد الصناعة. تثبت النساء أنهن قادرات على التفوق في أدوار متنوعة، بدءًا من مشغلات الرافعات الشوكية إلى المديرين رفيعي المستوى، مما يجلب وجهات نظر ومهارات فريدة إلى الطاولة. لا يقتصر كسر الحواجز على تمكين المرأة فحسب، بل يتعلق أيضًا بتعزيز كفاءة وفعالية المستودعات ومراكز التوزيع. ومن المهم الاعتراف بإمكانيات النساء والقيمة التي يضفونها إلى الصناعة، والتغلب على الصور النمطية وخلق رؤية أكثر شمولاً وإنصافًا للمستقبل.

تويتر