قمة دبي للتكنولوجيا المالية تختتم أعمالها بحضور 8000 مشارك من 118 دولة
اختُتمت أعمال النسخة الثانية من قمة دبي للتكنولوجيا المالية التي نظمها مركز دبي المالي العالمي تحت رعايةٍ كريمة من سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية رئيس مركز دبي المالي العالمي.
وستنعقد النسخة الثالثة من القمة يومي 7 و8 مايو 2025، تحت رعاية سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم. انعقدت القمة بنسختها الثانية، في مدينة جميرا على مدار يومين، وجمعت تحت مظلتها ما يزيد على 8,000 مشارك من صنّاع القرار والمسؤولين الحكوميين ومؤسسي الشركات الناشئة في 118 دولة حول العالم، بمن فيهم حوالي 300 من قادة الفكر الذين شاركوا في 125 جلسة حوارية عبر خمس منصات رئيسية، وأكثر من 200 جهة عارضة استعرضت أحدث تقنياتها المتطورة. وحضر القمة كذلك ما يزيد على 20 من كبار الشخصيات الحكومية بمن فيهم عمدة سيول ومحافظي المصارف المركزية ونوابهم.
وبهذه المناسبة، قال عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي: "تخطّت قمة دبي للتكنولوجيا المالية كونها مجرد ملتقى للأعمال في القطاع المالي، لتشكّل اليوم منصة مهمة للعمل الجماعي والحوارات العميقة التي تفتح آفاقاً واسعة للتأثير والتقدم والتعاون، وتوفر فرصاً استثنائية للنمو والابتكار. وتدعم هذه القمة مساعي دبي لصياغة مستقبل القطاع المالي وتعزيز مكانتها كمركز عالمي رائد لشركات التكنولوجيا المالية".
وافتتح أعمال اليوم الثاني من القمة عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي. وأعقب ذلك جلستان نقاشيتان مع هلال سعيد المري، مدير عام دائرة الاقتصاد والسياحة؛ ويي-هسين هونج، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز".
وقال عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي، في كلمته الافتتاحية: "نشهد اليوم مرحلة استثنائية من التحول التكنولوجي، حيث تحدد التكنولوجيا المالية سبل إجراء معاملاتنا المالية، وكيفية ادخار أموالنا وإدارة شؤوننا المالية، بما في ذلك آليات إدارة الخدمات المالية التقليدية. وقد شهدنا خلال السنوات الأخيرة نمواً في عائدات التكنولوجيا المالية حول العالم بمقدار ستة أضعاف، بالإضافة إلى تنامي الإقبال على استخدام العملات الرقمية لتتجاوز قيمتها السوقية 3 تريليون دولار. ومن المتوقع للتكنولوجيا المالية هذا العام أن تستأثر بنسبة 5% إضافية من إيرادات قطاع الخدمات المالية العالمية، وأن تتجاوز قيمة المدفوعات الرقمية 10 تريليون دولار خلال العامين القادمين. وبحلول عام 2030، من المتوقع أن تشكل التقييمات المصرفية المدفوعة بالتكنولوجيا المالية 25%".
وأضاف أميري: "توفر قمة دبي للتكنولوجيا المالية منصة مثلى لاستكشاف آفاق تطور القطاع المالي. ولهذا السبب، تركز استراتيجية مركز دبي المالي العالمي على لعب دور فاعل في ثورة التكنولوجيا المالية. ولطالما كان الابتكار جزءاً لا يتجزأ من هوية المركز منذ تأسيسه قبل عشرين عاماً، ويتجلى ذلك واضحاً في علاقاتنا مع المواهب والمستثمرين والجهات التنظيمية. وبفضل قيادتنا الحكيمة، تمكنت دبي ومركز دبي المالي العالمي تحديداً من لعب دور رائد في قيادة مستقبل الابتكار والخدمات المالية. وفي هذا الإطار، قمنا بتوفير المنظومة الأشمل في المنطقة لتمكين عملائنا من تحقيق إنجازات استثنائية ضمن بيئة تحتضن التكنولوجيا المالية وتدعمها. ولهذا يشكل مركز دبي المالي العالمي وجهةً مثلى لرواد الأعمال الموهوبين، وبوابة عالمية للتواصل بين الشرق والغرب، ونقطة اتصال حيوية للأسواق العالمية".
وشاركت في قمة دبي للتكنولوجيا المالية هذا العام أكثر من 50 مؤسسة دولية، بما في ذلك "إنفست سيول"، ومعهد لوكسمبورغ للتكنولوجيا المالية (LHOFT)، والجمعية السويسرية للتمويل والتكنولوجيا، وجمعية Women in Web3، وجمعية التكنولوجيا المالية الفلبينية، ووكالة بزنس فرانس، والتحالف العالمي للتكنولوجيا المالية (GFA)، والجمعية الدولية للاقتصاد الرقمي، وشبكة التكنولوجيا المالية الأفريقية، والرابطة الأوروبية للبلوك تشين، ورابطة صناعة التكنولوجيا المالية في هونج كونج، وغيرها.
كما شهدت القمة مشاركة أكثر من 1,000 مستثمر، بمن فيهم نخبة من كبار المسؤولين التنفيذيين لأبرز المؤسسات المالية العالمية والبنوك المركزية التي تدير مجتمعةً ما يزيد على 7 تريليونات دولار من الأصول المدارة (AUM). وشاركت في القمة أيضاً أكثر من 40 شركة رائدة في مجالي التكنولوجيا المالية والبلوك تشين تتجاوز قيمتها السوقية مجتمعةً 400 مليار دولار.
وعلى مدار يومي القمة، نظّم شركاؤها المحليون والإقليميون والدوليون أكثر من 30 فعالية جانبية. وتناولت مناقشات اليوم الثاني بعضاً من أهم موضوعات التكنولوجيا المالية بما في ذلك "تأثير ارتفاع أسعار الفائدة وتقلبات الاقتصاد الكلي"، و"مستقبل العملات المشفرة بين تبني المؤسسات لها ووضوح لوائحها التنظيمية"، و"أجندة دبي الاقتصادية "D33" - عقد من التحولات الاقتصادية"، وغيرها من المحاور المهمة.
علاوةً على ذلك، شهدت قمة دبي للتكنولوجيا المالية توقيع أكثر من 50 مذكرة تفاهم مع نخبة من كبار القادة الماليين في العالم. وجرى أيضاً إصدار العديد من الإعلانات المهمة من قبل الشركات المشاركة؛ حيث أعلن نِك ستورونسكي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "ريفولوت"، عن خطط الشركة للتوسع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا في خطوة مهمة لتعزيز الشمول المالي من خلال التقنيات المتطورة. وتعنى "ريفولوت"، وهي شركة تكنولوجيا مالية عالمية تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، بتقديم خدماتٍ مصرفية متطورة للأفراد والشركات.
وإدراكاً منها لأهمية العمل في أكبر منظومة مالية في المنطقة؛ أعلنت يي-هسين هونج، الرئيس التنفيذية لشركة "ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز"، أن الشركة ستعاود العمل في مركز دبي المالي العالمي. ومع وفرة الفرص المتاحة في المنطقة، والسجل الحافل لمركز دبي المالي العالمي كمركز رائد للنمو والخدمات المالية على مدار 20 عاماً، يواصل المركز استقطاب مجموعة واسعة من البنوك والمستشارين والأفراد ذوي الملاءة المالية العالية والشركات العائلية وصناديق الثروة السيادية، وذلك للاستفادة من الأسواق سريعة النمو والبيئة التنظيمية المواتية في المنطقة.
على صعيد آخر، أعلنت Dyna.Ai، وهي شركة تتخذ من سنغافورة مقراً لها، عن إطلاق عملياتها في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية. وتهدف Dyna.Ai إلى تحويل نماذج الأعمال باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي؛ حيث تقدم مجموعة متنوعة من الحلول للخدمات المصرفية الرقمية، وإدارة المخاطر، والتواصل مع الجمهور، وزيادة إنتاجية الموظفين لمواجهة التحديات المالية الحالية. وفي منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، تستعد الشركة لافتتاح مكاتب لها في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ونيجيريا.
ومن الحلول التقنية الأحدث للشركة منصة الذكاء الاصطناعي Dyna Athena التي توفر للعملاء قدرات اتصال ثورية باستخدام مزايا متطورة مثل تحويل النص المكتوب إلى كلام، ومعالجة اللغات والكلام. كما توفر الشركة حل Dyna Avatar، وهو مساعد ذكاء اصطناعي جديد شبيه بالإنسان يمكنه إجراء محادثات صوتية في الوقت الفعلي باللغات العربية والإنجليزية والصينية واليابانية والتايلاندية.
ومن بين العروض التقديمية المميزة، قدمت شركة "كريبتو أواسيس" رؤية معمقة حول المنظومة الديناميكية المتطورة باستمرار لتقنية البلوك تشين في دولة الإمارات. وكشفت الشركة في عرضها عن ارتفاع عدد شركات البلوك تشين النشطة في الدولة بنسبة 13% على أساس سنوي لتصل إلى 2,040 شركةً: 71% منها شركات محلية و29% أجنبية.
ونوهت الشركة كذلك إلى تحقيق زيادة كبيرة في أعداد القوى العاملة في هذا القطاع، والتي تفوق 10,600 شخص. ومن أبرز العوامل التي دعمت ازدهار قطاع العملات المشفرة في الدولة، هو الوضوح التنظيمي، حيث ساعد ذلك على استقطاب علامات تجارية عالمية مثل "بايبت Bybit" و"كريبتو دوت كوم" و"OKX"، وجميعها حاصلة على تراخيص مزود خدمات الأصول الافتراضية (VASP) من سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية (VARA).
وتتوافق قمة دبي للتكنولوجيا المالية مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33) للارتقاء بمكانة دبي ضمن أهم 4 مراكز مالية عالمية بحلول عام 2033، حيث تهدف القمة إلى تشجيع التعاون والابتكار المشتركين إيماناً بدورهما الحاسم في تطوير قطاع التكنولوجيا المالية عالمياً. كما تقدّم القمة فرصة فريدة للاطلاع على الابتكارات الجديدة في مجال التكنولوجيا المالية وإمكانياتها لتسريع وتيرة التقدم في القطاع المالي عبر منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.