أحمد بن سعيد: دور اقتصادي محوري لقطاع الطيران في دبي والإمارات
انطلقت في دبي، أمس، أعمال الاجتماع العام السنوي الـ80 للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، والقمة العالمية للنقل الجوي، بحضور أكثر من 1500 مشارك من قادة القطاع، ومسؤولين حكوميين.
وقال سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة، في تدوينة لسموه على حسابه الشخصي في موقع «إكس»: «تفخر دبي باستضافة الاجتماع العام السنوي الـ80 للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، والقمة العالمية للنقل الجوي. بدأ اليوم الأول بحفل العشاء الرسمي، حيث رحبنا بأكثر من 1500 ضيف من قادة مجال الطيران العالمي».
وتابع سموه: «أتطلع إلى المناقشات المهمة خلال الاجتماعات، والقرارات التي ستحدد الأجندة الاستراتيجية للاتحاد الدولي للنقل الجوي في الفترة المقبلة».
وأضاف سموه في تدوينة أخرى: «سعدت باستقبال وزير الاقتصاد عبدالله بن طوق المري خلال الاجتماع. قطاع الطيران يضطلع بدور اقتصادي محوري في دبي ودولة الإمارات. وخلال استضافتنا اجتماع هذا العام، أكدنا بشكل أكبر على أهمية السفر الجوي في تعزيز مسيرتنا التنموية المستمرة».
من جهته، أكد وزير الاقتصاد، عبدالله بن طوق، التزام دولة الإمارات العميق بصناعة الطيران وتطويرها واستدامتها. وقال في كلمته الافتتاحية خلال الاجتماع العام السنوي لـ«إياتا»، إن دولة الإمارات تستهدف التحول إلى مركز إقليمي لوقود الطيران المستدام.
وأضاف: «لتحقيق ذلك، أطلقنا الهدف الوطني لوقود الطيران المستدام، مع وضع هدف طموح لإنتاج 700 مليون لتر منه سنوياً بحلول عام 2030»، لافتاً إلى أن من شأن هذه المبادرة أن تقود إلى خفض 4.8 مليارات طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وأكد وزير الاقتصاد أن صناعة الطيران بحاجة إلى دعم أكبر من الحكومات والقطاع الخاص، خصوصاً في تمويل وتهيئة البنية التحتية، لإنتاج ونشر الوقود الجوي المستدام والبدائل الأخرى المحتملة.
وشدد على أن الاستدامة ضمن الأولويات بالنسبة لدولة الإمارات مع اعتبار قطاع الطيران عنصراً رئيساً إلى جانب بقية القطاعات في خفض انبعاثات الكربون.
إلى ذلك، صنف الاتحاد الدولي للنقل الجوي، دولة الإمارات في المرتبة الثامنة عالمياً ضمن أكثر دول العالم في الربط الجوي، صعوداً من المرتبة الـ10 قبل جائحة «كوفيد-19»، مشيراً إلى ارتباط الدولة برحلات طيران مباشرة مع أكثر من 114 دولة، وتوفر للمسافرين عبرها الوصول مباشرة إلى 319 وجهة دولية.
كما حلت دولة الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً بين قائمة الدول الأكثر استحواذاً على حركة سفر الترانزيت عبر مطاراتها الدولية، بإجمالي 29.8 مليون مسافر ترانزيت خلال عام 2023.
ووفقاً لبيانات «إياتا» التي كشف عنها بمناسبة استضافة دبي الاجتماع العام السنوي الـ80 للاتحاد الدولي للنقل الجوي، الذي يعقد للمرة الأولى في دولة الإمارات، فقد بلغت حركة المسافرين عبر مطارات دولة الإمارات خلال عام 2023 أكثر من 100 مليون مسافر، فيما سجلت أعداد المسافرين القادمين إلى دولة الإمارات، كوجهة نهائية، زيادة قياسية خلال الربع الأول 2024، بلغت نحو 18% على أساس سنوي، ما يعكس انتعاش حركة السفر والسياحة في الإمارات.
وأظهرت البيانات أن قطاع الطيران أضاف نحو 47.4 مليار دولار(174 مليار درهم) إلى الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات، إضافة إلى دعم القطاع أكثر من 777 ألف وظيفة.
وتوقع «إياتا» أن يسجل قطاع الطيران في دولة الإمارات معدل نمو سنوياً في عدد المسافرين خلال العقدين المقبلين بنحو 3.9%.
إلى ذلك، أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي تحسّناً متوقعاً في الأداء المالي لشركات الطيران في عام 2024، مقارنة بتوقعاته في يونيو وديسمبر 2023، لافتاً إلى أنه وعلى الرغم من ذلك، فإن قطاع الطيران العالمي لايزال غير قادر على تحقيق عائد إجمالي يفوق كلفة رأس المال.
وتوقع «الاتحاد» أن ترتفع أرباح شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط من 3.1 مليارات دولار العام الماضي إلى 3.8 مليارات دولار خلال العام الجاري، وأن يصل صافي الأرباح على مستوى جميع مناطق العالم إلى 30.5 مليار دولار في عام 2024.
وقال المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، ويلي والش: «يُعدّ صافي الأرباح الإجمالي المتوقع والبالغ 30.5 مليار دولار في عام 2024 إنجازاً كبيراً، نظراً لما تكبده القطاع من خسائر خلال جائحة (كوفيد-19)».
استبعاد «777 إكس» من جداول التسليم
قال نائب الرئيس الرئيس التنفيذي للعمليات في «طيران الإمارات»، عادل الرضا، إن «الناقلة اتخذت قراراً داخلياً باستبعاد طائرات (بوينغ 777 إكس) من جداول التسليم خلال العام المقبل 2025».
وأضاف الرضا لوسائل الإعلام المحلية، خلال الاجتماع العام السنوي الـ80 للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) والقمة العالمية للنقل الجوي: «لا أعتقد أن شركة (بوينغ) ستسلمنا الطائرات التي طلبناها في 2025، وذلك بحسب قراءتنا، والمعطيات الحالية والتحديات الموجودة».
وبخصوص التعويضات، قال الرضا إن العقود المبرمة بين الشركات تتضمن شروطاً جزائية في حال عدم تسلم الطائرات في الوقت المتفق عليه، وتعويض شركة الطيران في هذا الإطار. وتابع: «من حق (طيران الإمارات) المطالبة بتطبيق الشروط الجزائية في العقود المبرمة مع الشركة المصنعة»، مفضلاً عدم ذكر مبلغ التعويض والإطار الزمني للمطالبة بهذا التعويض.
من جهة أخرى، قال الرضا، إن «(طيران الإمارات) ستبدأ تسلم طائرات (إيرباص إيه 350) بدءاً من سبتمبر 2024»، مشيراً إلى أن سعة هذه الطائرة أقل من طائرة «بوينغ 777»، إلا أنها تمنح الناقلة مرونة للدخول في الأسواق وتشغيل رحلات إلى وجهات جديدة. وذكر أن التأخير في تسليم الناقلة، الطائرات التي طلبتها، دفعها لإطلاق أكبر برنامج تحديث وتجديد على الإطلاق للطائرات في أسطولها، مشيراً إلى إضافة 43 طائرة من طراز «إيرباص A380»، و28 طائرة من طراز «بوينغ 777» إلى برنامج تحديث الأسطول، ليصل إجمالي عدد الطائرات الخاضعة للبرنامج إلى 191 طائرة.
ولفت إلى أن تكاليف الصيانة السنوية في «طيران الإمارات» بما في ذلك المحركات وصلت إلى نحو 11 مليار درهم سنوياً خلال الفترة الحالية.