مسؤولو فنادق استعرضوا جهود «التحول» في منشآتهم وتوقعوا مزيداً من المبادرات
قطاع الضيافة في دبي يتجه إلى الاستدامة بـ «صفر بلاستيك»
أكد مسؤولون في قطاع الفنادق والضيافة في دبي، أن القطاع شهد، أخيراً، توسعاً في تطبيق مبادرات الاستدامة والتحول لأهداف «صفر بلاستيك»، لافتين إلى أن تلك المبادرات أصبحت مجالاً تنافسياً جديداً بين مؤسسات القطاع.
وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن السياحة المستدامة، أصبحت أحد التوجهات العالمية الشهيرة، مع زيادة وعي الأفواج السياحية بأهمية أن تكون الوجهات التي يقصدونها تشتمل على خيارات فندقية وسياحية تعتمد معايير الاستدامة. واستعرضوا جهود مؤسساتهم في تبني «الاستدامة» والتحول نحو ممارسات خضراء، مشيرين إلى أن التحول إلى مشروعات فندقية مستدامة يزيد من الكُلفة التشغيلية أو الإنشائية للمشروعات بنسب تراوح بين 10 و15% مقارنة بالفنادق التقليدية.
وتفصيلاً، قال مدير المبيعات في «أتلانتس دبي» لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، مصطفى درويش: «أصبح التوسع في تطبيق مبادرات الاستدامة من المجالات التنافسية اللافتة في قطاع الضيافة بدبي».
وأضاف: «استطاعت منتجعات (أتلانتس) الوصول إلى (صفر بلاستيك) في كل وحدات الغرف لديها، إذ تم التحول من عبوات المياه البلاستيكية إلى عبوات مستدامة صديقة للبيئة، ما أسهم في توفير ما يجاوز الـ10 آلاف عبوة بلاستيكية يومياً، كاستهلاك لأكثر من نحو 2300 غرفة فندقية».
وتابع: «تستخدم المنتجعات نسبة 2% من الطاقة لديها عبر أنظمة مستدامة صديقة للبيئة، مع خطط طموحة للتحول بوتيرة أكبر خلال فترات مقبلة».
بدوره، قال مدير إدارة المبيعات في «دوسيت ثاني دبي»، هاني وجدي طه: «تُعدُّ دبي سبّاقة في التحول للاستدامة في قطاع الفنادق والضيافة، إذ أصبحت مبادرات الاستدامة في القطاع بمثابة مجال تنافسي جديد».
وأضاف: «يتم التوسع في مبادرات الاستدامة في قطاع الفنادق بدبي على مسارات متنوعة، من أبرزها خطط التحول إلى الصفرية البلاسيتيكة التي خاضت العديد من الفنادق تحديات تنفيذها»، كاشفاً أن إدارة الفندق نجحت في التخلص من عبوات المياه البلاستيكية التقليدية لمصلحة عبوات مياه صديقة للبيئة، ما وفر استهلاك أكثر من نحو مليون عبوة مياه بلاستيكية سنوياً كانت تورد لخدمة غرف النزلاء.
إلى ذلك، قال نائب المدير الأول لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والهند في «مجموعة مينور» للضيافة والفنادق، أمير جولبارج: إن «فنادق المجموعة في دبي توسعت في تطبيق مبادرات الاستدامة لتتحول من مرحلة خطط (صفر بلاستيك) إلى سياسات تطوير مبادرات الاستدامة وتطبيق مشروعات مبتكرة فيها».
وأوضح: «شملت المشروعات المبتكرة للاستدامة قطاع التصميم والبناء والديكورات، التي تمت على مسارين، الأول استخدام مواد تتسم بمعايير الاستدامة، والثاني عبر توفير الكربون المستخدم في شحن المواد، ومثال ذلك شحن المواد والخامات والأغذية من مصادر داخل الدولة مثل الشركات والمزارع المحلية، أو قريبة جغرافياً منها، بدلاً من استيرادها من دول آسيوية وأوروبية، ما يوفر انبعاثات كربونية ناتجة عن عمليات الشحن».
وتابع: «شهدت فنادق المجموعة كذلك تطبيق مبادرات مبتكرة عبر استخدام الطعام المتبقي وإعادة تدوير المياه لاستخدامها في الزراعة والحدائق في الفنادق».
ولفت كذلك إلى خطط لاستخدام الطاقة الشمسية في فنادق المجموعة بدبي، مشيراً إلى توفير ما يجاوز مليون عبوة بلاستيكية من مياه الشرب سنوياً لفندق تابع للمجموعة في دبي. وقال: «من أبرز تحديات التحول للاستدامة، الكُلفة المرتفعة لاستثماراتها، لكنها على المدى الطويل تتضمن عائدات ذات جدوى مرتفعة ومستمرة على الفنادق».
في السياق نفسه، قال المدير العام بالإنابة في منتجع «ذي 8 شاطئ النخلة دبي، فينيت كولكشن»، محمد العقاد: «تسير مبادرات الاستدامة في قطاع الفنادق بدبي بخطى سريعة ولافتة»، لافتاً إلى أن «المنتجع» حقق نتائج مثمرة من تطبيق الاستدامة، سواء من خلال مبادرات غرس الأشجار، أو حملة التبرع بالأغذية والملابس التي أسفرت عن جمع وتوزيع 600 قطعة من الملابس للمحتاجين.
وأضاف: «كان لمبادرات الاستدامة المنفذة فوائد بيئية كثيرة توازي خفض انبعاثات الكربون بمقدار 432 كيلوغراماً، وتوفير 720 ألف لتر في استهلاك المياه، و36 كيلوغراماً من الأسمدة، و24 كيلوغراماً من المبيدات الحشرية».
أما نائب الرئيس ومدير التطوير في الشرق الأوسط والهند وإفريقيا في مجموعة «إتش ورلد إنترناشونال» للفنادق والضيافة، سيجفريد نيرهاوس، فقال: «قطع قطاع الفنادق في دبي خطوات متقدمة وموسعة في التحول نحو الاستدامة رغم أن عملية التحول ليست سهلة التنفيذ كما يتوقع البعض».
وأضاف: «هناك كُلفة استثمارية مرتفعة لعمليات التحول للاستدامة والتوسع في تطبيقها»، مبيناً أن التحول إلى مشروعات فندقية مستدامة يزيد من الكُلفة التشغيلية أو الإنشائية للمشروعات الفندقية بنسب تراوح بين 10 و15% مقارنة بالفنادق التقليدية.
وأوضح أن ذلك يتضمن التحول نحو استخدام عبوات مياه صديقة للبيئة، إضافة إلى طاقة مستدامة، واستخدام مواد وخامات خضراء صديقة للبيئة في البناء والتصميم.
وشدد نيرهاوس على أن التحول الفندقي للمشروعات المستدامة، أصبح من التوجهات الضرورية التي تفرضها آليات السوق.
إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة «إتش أم إتش» للفنادق والضيافة، باتريك أنطاكي: «يُعدُّ التحول إلى الصفرية البلاستيكية من أبرز المبادرات التي يتم العمل عليها في قطاع الضيافة والفنادق، وهي من المبادرات التي تحتاج إلى مجهود كبير وخطط عمل للنجاح فيها، عبر مخصصات مالية للتخلص من عبوات المياه البلاستيكية التقليدية»، متوقعاً أن تشهد الأسواق تحولاً موسعاً خلال الفترة المقبلة في تبني وتطبيق «الصفرية البلاستيكية» والتوسع بتنفيذ مبادرات مستدامة أكثر ابتكاراً.
السياحة المستدامة
قال الخبير السياحي رمضان يوسف طنطاوي: إن «التوسع في مبادرات الاستدامة أصبح من المظاهر والتوجهات التنافسية خلال الفترة الأخيرة»، مؤكداً أن قطاع الفنادق والضيافة في دبي، قطع خطوات متقدمة في هذا المجال عبر مبادرات التحول الخضراء المختلفة.
وأضاف: «أصبحت السياحة المستدامة أحد التوجهات العالمية الشهيرة، مع زيادة وعي الأفواج السياحية بأهمية أن تكون الوجهات التي يقصدونها تشتمل على خيارات فندقية وسياحية تعتمد معايير الاستدامة، سواء في المرافق والخدمات، أو إدارة الطاقة والمياه، والمواد المستخدمة».
«ختم دبي»
طرحت دبي «ختم دبي للسياحة المستدامة» في إطار مساعيها لتطوير السياحة المستدامة، وتماشياً مع اعتمادها لنهج صديق للبيئة في قطاع الضيافة.
وينطوي أحد الأهداف الرئيسة لـ«ختم دبي للسياحة المستدامة» على تشجيع الفنادق التي تُظهر التزاماً استثنائياً بمعايير الاستدامة، وأبرزها خطط إدارة الطاقة والمياه والنفايات.
ويشمل ختم دبي نظاماً بثلاث فئات هي: الذهبية، والفضية، والبرونزية.
«الضيافة المستدامة»
أظهرت دراسة دولية أجراها «تحالف الضيافة المستدامة»، مسؤولية صناعة الضيافة عن 8% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، مشيرة إلى أن هذه الصناعة بحاجة إلى العمل على خفض انبعاثات الكربون بنسبة 66% لكل غرفة بحلول عام 2030، وبنسبة 90% لكل غرفة بحلول عام 2050.
جهود الاستدامة
قال المدير العام في فندق «جراند ميلينيوم الوحدة»، فادي عماش: إن الفندق يحرص على تعزيز جهود الاستدامة عبر التوفير في الطاقة، وترشيد استهلاك المياه، وتقليل النفايات ومراقبة انبعاثات الكربون، إضافة إلى تطبيق برنامج إعادة التدوير لخفض النفايات، واستخدام صناديق إعادة التدوير.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news