تقرير يتوقع إنتاج 220 مليون طن من النفايات البلاستيكية عالمياً في 2024

خبير: 50% من «الجِمال» النافقة محلياً سببها أكياس البلاستيك

تصنف النفايات البلاستيكية على أنها واحدة من أكبر مصادر تهديد النظام البيئي بأشكاله كافة، نظراً لتأثيرها السلبي على التربة والمحصولات الزراعية، فضلاً عن تسببها في القضاء على ملايين الأحياء البرية والبحرية بما يهدد الأمن الغذائي العالمي.

وتوقع تقرير صدر حديثاً عن جمعية «إي آي إيرث آكشن» إنتاج ما يقدر بـ 220 مليون طن من النفايات البلاستيكية على مستوى العالم خلال العام 2024، في وقت أشار فيه خبير البيئة رئيس شبكة بيئة أبوظبي، عماد سعد، إلى إحصائيات وزارة التغير المناخي والبيئة التي تظهر أن 50% من الجِمال النافقة محلياً سببها أكياس البلاستيك.

بدورها، أكدت هيئة البيئة - أبوظبي أن المخلفات البلاستيكية تؤثر بشكل كبير على الحياة البحرية، وذلك عبر ابتلاعها من قبل الأحياء البحرية أو وقوع تلك الأحياء في شباكها، وكذلك عبر تفككها في مياه البحار، لتشكل مواد كيماوية سامة ذات آثار سلبية جمة على صحة الإنسان من خلال تلوث الأغذية البحرية.

وأوضحت أن التحدي الأكبر يأتي من المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة مثل الأكياس والعبوات وأدوات الطعام البلاستيكية وغيرها من المواد المشابهة، حيث تبقى لمدة طويلة على أشكال مختلفة من المخلفات في المناطق البحرية والبرية، مسببة تأثيرات بيئية خطيرة جداً من أهمها تكسر هذه المنتجات إلى جزيئات صغيرة تسمى بـ«ميكروبلاستيك» أي قطعة بحجم أقل من 5 ملليمتر، تدخل إلى جسم الإنسان عبر الطعام كمصدر أساسي، أو بواسطة الجلد أو التنفس.

وعن حظر استخدام المنتجات البلاستيكية، أشارت الهيئة إلى عدم وجود حظر للمنتجات البلاستيكية بشكل عام فهي عديدة والبعض منها لا بديل عنه، لذلك فإن الحظر ينطبق على الأكياس البلاستيكية وبعض منتجات الستايروفوم (الفلين) التي تستخدم لمرة واحدة.

وكانت الهيئة دعت في عام 2020 إلى خفض استخدام المواد البلاستيكية وغير البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، والتي يمكن تجنبها من خلال تعزيز ثقافة إعادة الاستخدام وإعادة التدوير، والتشجيع على استخدام المواد البديلة القابلة لإعادة الاستخدام التي لها تأثير أقل على البيئة.

ونفذت الهيئة عدداً من الحملات لتطبيق حظر المواد البلاستيكية في يونيو 2022، حيث أطلقت حملتها المجتمعية «معاً نحو الصفر» لتحقيق «صفر» نفايات من المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، و«صفر» انبعاثات كربونية دون ترك أي أثر يذكر على التنوع البيولوجي، بهدف تشجيع سكان أبوظبي على التحول إلى البدائل المستدامة والصديقة للبيئة، مثل المواد القابلة لإعادة الاستخدام وتقليل الاعتماد على المواد المستخدمة لمرة واحدة وتقليل النفايات.

وقال خبير البيئة رئيس شبكة بيئة أبوظبي، عماد سعد، إن المواد البلاستيكية باتت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية التي لها إيجابيات لا غنى عنها، لكن في الوقت ذاته لها سلبيات كثيرة لابد من الحذر منها.

وأضاف أن النفايات البلاستيكية من أخطر الملوثات على كوكب الأرض بسبب عدم قابلية معظمها للتحلل وإعادة التدوير، وهي مسبب رئيس لنفوق عدد كبير من الثدييات والحيوانات الرعوية البرية مثل الجمال والأبقار والأغنام، مسترشداً بإحصائيات وزارة التغير المناخي والبيئة التي تشير إلى أن 50% من الجِمال النافقة بالإمارات سببها أكياس البلاستيك.

وأشار إلى تحذير برنامج الأمم المتحدة للبيئة «يونيب» من أن كمية البلاستيك قد تفوق كمية الأسماك في المحيطات بحلول 2050، ما لم يتوقف الناس عن استخدام المواد البلاستيكية التي تستعمل لمرة واحدة مثل الأكياس والزجاجات البلاستيكية.

وأكد ضرورة التعامل بحذر مع كافة المواد البلاستيكية، والتقليل من استخدامها قدر المستطاع في الحياة العامة، موضحا أن إنتاجها قد لا يتطلب سوى دقائق لكن عمرها في الطبيعة يمتد لقرون لصعوبة تحللها وإعادة تدويرها.

تويتر