أكدوا أن بعض برامج المكافآت دون جدوى رغم التسوّق بمبالغ كبيرة

مستهلكون يطالبون بـ «خصومات حقيقية» في «بطاقات ولاء» منافذ بيع

مستهلكون تسوّقوا طوال أشهر وبرصيد نقاط كبير لكنهم لم يحققوا خصومات تُذكر على مشترياتهم. غيتي

قال مستهلكون إن بعض «برامج المكافآت» وبطاقات الولاء التي تقدمها منافذ البيع، غير مجدية، ولم يحققوا منها استفادة تذكر رغم الحملات الدعائية الكبيرة التي صاحبتها، وإلحاح موظفي منافذ البيع على الاشتراك فيها، كونها تحقق مزايا عدة للمستهلكين المشتركين فيها، وفي مقدمتها الخصومات على فواتير الشراء، وعلى عدد كبير من السلع أسبوعياً لحاملي هذه البطاقات، فضلاً عن خصومات في محال ومرافق تابعة للعلامة التجارية نفسها. وطالبوا عبر «الإمارات اليوم» بوجود فوائد حقيقية ملموسة لبطاقات الولاء، لا سيما خصومات حقيقية مؤثرة في فواتير الشراء.

بدورهما، نصح مسؤولان في منفذي بيع، المستهلكين، بدراسة مزايا بطاقات الولاء، ومقارنتها بغيرها، قبل الاشتراك، مؤكدين أن مفهوم بطاقات الولاء منتشر في العديد من دول العالم، كما أن فوائد بعضها في السوق المحلية يمتد إلى دول الخليج العربي.

آراء مستهلكين

وقال المستهلك أحمد عبدالرحمن: «اشتركت في بطاقة ولاء أصدرها منفذ بيع شهير، وذلك بعد حملات دعائية كبيرة صاحبتها لافتات تشجع المستهلكين على الاشتراك، وتعرض مزايا عدة للبطاقة، أبرزها وجود خصومات كبرى على فواتير الشراء، من خلال نقاط يكسبها المستهلك مقابل الشراء من منفذ البيع».

وأضاف: «بعد أشهر طويلة داومت فيها على الشراء من منفذ البيع أسبوعياً، وبمبالغ كبيرة، استفسرت من موظف صندوق البيع عن رصيدي من النقاط القابلة للاستبدال، فوجدت أن الرصيد الذي بلغ آلاف النقاط يعادل خصماً يقل عن خمسة دراهم فقط».

وطالب عبدالرحمن بوجود فوائد ملموسة لبطاقات الولاء، لا سيما خصومات حقيقية مؤثرة في فواتير الشراء، مشيراً إلى أن تسوقه من منفذ البيع مبني على أمل حصوله على المكاسب التي وعد بها عند الاشتراك.

من جانبها، عرضت المستهلكة ريما فواز تجربتها قائلة: «اشتركت في برنامج ولاء طرحه منفذ بيع كبير، استجابة لـ(إلحاح) من موظفي ذلك المنفذ، وملاحقتي في كل مرة أتسوق فيها في منفذ البيع»، مشيرة إلى أن فريق التسويق للبرنامج أسهبوا في الحديث عن المزايا الكبيرة للبرنامج والبطاقة الصادرة عنه، مثل وجود خصومات على فواتير الشراء، وعلى عدد كبير من السلع أسبوعياً لحاملي هذه البطاقات فقط.

وأكدت فواز أنها لم تستفد شيئاً يُذكر من هذه البطاقة، رغم حرصها على التسوق من منفذ البيع بشكل دوري، منذ أشهر طويلة وبمبالغ كبيرة، بهدف الاستفادة من المزايا التي عرضت عليها.

وتابعت: «اكتشفت بعد استفساري من موظفة صندوق الدفع أن لدي رصيداً كبيراً من النقاط، وفي خانة الآلاف، لكنه يعادل خصماً بقيمة تقل عن ثلاثة دراهم فقط، كما أنني لم ألاحظ وجود خصومات على السلع لحاملي هذه البطاقات إلا في مرات معدودة، ومعظمها على سلع غير مفضلة لدي ولا أشتريها»، متفقة على ضرورة وجود فوائد حقيقية ملموسة لهذه البطاقات، لا سيما أنها متسوقة دائمة لدى منفذ البيع، صاحب برنامج المكافآت، وتتسوّق منه أكثر من مرة واحدة في الأسبوع.

واتفق المستهلك فريد حمدي مع نظيريه في عدم حصوله على فوائد تُذكر من الاشتراك في بطاقة ولاء لمنفذ بيع كبير يتسوّق منه عادة، رغم الحديث عن خصومات كبيرة في الفواتير والمحال والمرافق التابعة للعلامة التجارية نفسها.

وقال: «اشتراكي منذ شهور طويلة في بطاقة الولاء دون فائدة، رغم ولائي التقليدي كمستهلك بشراء كل احتياجات الأسرة من هذا المنفذ ومنذ فترة طويلة».

بطاقات الولاء

إلى ذلك، قال مسؤول كبير في منفذ بيع، مسعود آنال: «مفهوم بطاقات الولاء منتشر في العديد من دول العالم، وهناك عدد من البطاقات التي تقدم مزايا وفوائد عدة للمستهلكين، بحسب مبالغ الشراء، إذ كلما تسوّق المستهلك بمبالغ أكبر، فإنه يحصل على مزايا أكبر مثل استبدال النقاط بخصومات كبيرة، والاستفادة من خصومات في فنادق ومراكز تسوّق، ومطاعم ومرافق ترفيهية مثل مناطق ألعاب الأطفال، وصالات السينما».

ونصح آنال المستهلكين بدراسة مزايا بطاقات الولاء، ومقارنتها بغيرها، والتحقق من البطاقة التي تناسبهم، وكيفية تحقيق أقصى استفادة منها قبل الاشتراك.

من جهته، اعتبر المسؤول في منفذ بيع آخر، حسن رزق، أن بطاقات الولاء تتضمن مزايا كثيرة، لكنها ترتبط بقيمة المشتريات، مشيراً إلى منافسة كبيرة بين منافذ البيع على تقديم العديد من العروض عبر هذه البطاقات لجذب المستهلكين.

وقال: «تحقق بعض بطاقات الولاء خصومات كبيرة على سلع عدة، كما تطرح منافذ بيع عروضاً دورية على بعض السلع لحاملي هذه البطاقات فقط»، مبيناً أن فوائد بعض برامج المكافآت تمتد إلى منطقة الخليج العربي بأكملها وليس داخل دولة الإمارات فقط.

• نصائح للمستهلكين بدراسة مزايا بطاقات الولاء ومقارنتها بغيرها قبل الاشتراك في برامجها.

 


البحر: ربط المستهلك بمنفذ البيع

قال خبير شؤون التجزئة رئيس شركة البحر للاستشارات، إبراهيم البحر: «تعتبر بطاقات الولاء من الأساليب التسويقية المهمة، إذ اعتادت منافذ البيع على طرح مزايا حقيقية للمستهلكين عند طرحها للمرة الأولى منذ سنوات، أبرزها خصومات حقيقية راوحت بين 2 و5% على كل فاتورة شراء».

وأضاف: «مع مرور الوقت، أصبح العديد من هذه البطاقات بلا جدوى، وأصبح بعض منافذ البيع يقدم للمستهلكين خصومات ضئيلة للغاية تصل إلى 0.1% تقريباً من حجم المشتريات».

ونوه البحر بأن بطاقات الولاء تستهدف ربط المستهلك بمنفذ البيع، بحيث يحرص على الشراء منه بشكل دائم ودوري، رغبة في الحصول على فوائد البطاقة، ما يؤدي إلى زيادة مبيعات منفذ البيع بشكل كبير.

ودعا البحر منافذ البيع إلى تقديم خصومات حقيقية مقابل النقاط التي يكسبها المستهلك، وطرح خصومات على عدد كبير من السلع بشكل دوري لحاملي البطاقات، مؤكداً أن عدم وجود «مقابل»، يدفع المستهلك مع الوقت للانصراف عن الشراء من منفذ البيع.

وتابع البحر: «على المستهلك أن يكون واعياً، ولا ينخدع ببعض هذه البطاقات التي تحول بعضها إلى مجرد وسيلة لسياسات تسويقية بحتة دون فوائد حقيقية»، مشدداً على أهمية الشراء من منافذ البيع التي تقدم خصومات حقيقية مثل متاجر البيع بالجملة.

تويتر