أكدوا أن تأخر شركات السياحة في الرد على الطلبات رفع تكاليف حجوزاتهم وأربك ميزانياتهم
متعاملون: «تقسيط تكاليف العطلات».. برامج دون جدوى
قال متعاملون لـ«الإمارات اليوم» إن تأخر شركات سياحة وسفر في الرد على طلباتهم الخاصة بتقسيط تكاليف العطلات الصيفية سبب إرباكاً كبيراً لهم من حيث البحث عن وجهات سفر أخرى، وارتفاع تكاليف الحجوزات المتأخرة.
وأوضحوا أن بعض الشركات أبلغتهم بقبول التقسيط الجزئي ولفترات قصيرة لا تتجاوز شهرين، كما أن بعض العروض تتضمن وجهات محدودة وباهظة الثمن، معتبرين أن ذلك يُفقد برامج تقسيط تكاليف العطلات مضمونها، وتصبح دون جدوى.
بدورهما، قال مسؤولان في شركتي سياحة وسفر إن الموافقة على تقسيط كلفة العطلات السياحية ترتبط بموافقة البنوك، وذلك وفقاً لمجموعة شروط وأحكام تختلف من شخص لآخر، بحسب الجدارة الائتمانية للشخص، وقيمة راتبه، ومدى انتظامه في سداد الأقساط، ودفع الفواتير، فضلاً عن الشركة التي يعمل بها.
ونصحا المسافرين بمعرفة كل التفاصيل الخاصة بالسفر بشكل مبكر، وإرسال طلبات التقسيط قبل السفر بمدة طويلة حتى لا يحدث تأخير يؤدي إلى تكاليف إضافية.
تجارب متعاملين
وتفصيلاً، قال المتعامل شوقي السيد: «أعلنت شركات سياحة وسفر عن برامج لتقسيط تكاليف العطلات السياحية دون فوائد، ولفترات تصل إلى ستة أشهر، وذلك إلى وجهات مفضلة خلال موسم الصيف، وبالتعاون مع عدد من البنوك».
وأضاف: «تقدمت بطلب إلى إحدى هذه الشركات للاستفادة من برنامج التقسيط إلا أنني فوجئت برفض الطلب بعد فترة طويلة من تقديمه دون ذكر أي أسباب، وهو أمر سبب لي حالة ارتباك كبيرة في الإجازة العائلية الصيفية، واضطررت لحجز وجهة أخرى في وقت قريب من السفر، ما رفع تكاليف السفر بنسب جاوزت 30% مقارنة بحال الحجز مبكراً».
من جانبه عرض المتعامل جاد سليمان تجربته مع برامج تقسيط تكاليف العطلات، قائلاً: «تقدمت بطلب لشركة سياحة وسفر قرأت لها إعلانات عن تقسيط تكاليف السفر دون فوائد، لكن الشركة أبلغتني بعد مضي وقت طويل من تقديم الطلب الذي تم تحويله إلى بنك متعاقد مع الشركة، برفض التقسيط الكلي للمبلغ، وأن التقسيط سيشمل جانباً بسيطاً من الكلفة فقط، وليس الرحلة كاملة»، مشيراً إلى أن ذلك أثر على خططه في موسم الصيف، إذ اضطر إلى الحجز في وقت متأخر، ما رفع بدوره تكاليف السفر بنسبة كبيرة أثرت على ميزانيته.
في السياق نفسه، قالت المتعاملة سامية العطار، إن شركة السياحة والسفر أبلغتها بأن المؤشرات الأولية لطلبها تُظهر أنه سيُقبل إلا أنه تبين لها أن التقسيط يشمل وجهات سفر محدودة للغاية، ومعظمها باهظ الثمن. وتابعت: «أعلمتني الشركة بأنه تم رفض تقسيط التكاليف الكاملة مع موافقة على تقسيط جانب من الكلفة ولمدة شهرين حداً أقصى، ما يعني أن برنامج التقسيط أصبح دون جدوى، نظراً لأن المبلغ سيكون كبيراً».
وأضافت: «دفعني ذلك إلى ترتيب إجازتي وكلفتها بمفردي دون الاستعانة بشركة السياحة والسفر، لكنني اضطررت إلى تغيير وجهة السفر، ما كلفني مبلغاً إضافياً كبيراً نتيجة ارتفاع تذاكر الطيران وأسعار الفنادق في الوجهات الخارجية بنسب تزيد على 25%، لاسيما أنني لم أحجز مبكراً».
الجدارة الائتمانية
إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة نيرفانا القابضة»، علاء العلي، معلقاً على برامج تقسيط تكاليف العطلات: «ترتبط الموافقة على تقسيط الكلفة بموافقة البنوك على ترتيبات التقسيط، وذلك وفقاً لمجموعة شروط وأحكام تختلف من شخص لآخر، بحسب الجدارة الائتمانية للشخص، وبالتالي فقد تتم الموافقة لأشخاص دون آخرين، كما يختلف الحد الأقصى الخاص بالاقتراض من شخص لآخر».
ونصح العلي المسافرين بمعرفة التفاصيل الخاصة بالسفر بشكل مبكر، وبكل دقة، والإلمام بالشروط والأحكام الخاصة بالسفر كافة قبل فترة كافية حتى يتم الحجز مبكراً، وبالتالي الحصول على أسعار جيدة، ما يقلل من كلفة الرحلة.
وأوضح العلي: «هناك شركات سياحة وسفر جادة تحل محل المسافر، وتنسق بشكل كامل مع البنك، كما أنها تكون صلة وصل بين المسافر والبنك»، مشدداً على أهمية أن يتأكد المتعامل من أن التقسيط يتم مع البنك وليس مع شركة السياحة والسفر.
عوامل قبول التقسيط
من جهته، قال مدير المبيعات في وكالة «إم ـ كيه» للسفر والسياحة، وائل سالم: «طرحت بعض الشركات نظام تقسيط التكاليف نظراً لوجود إقبال كبير على رحلات السفر والسياحة، خلال فترة الصيف، في ظل وجود تنافس شديد بين الشركات السياحية على تنظيم الرحلات والعطلات في هذا الموسم، الذي يعد أهم موسم على مدار العام».
وأضاف: «يرتبط قبول أو رفض تقسيط تكاليف العطلات بالجدارة الائتمانية للشخص، وقيمة راتبه، ومدى انتظامه في سداد الأقساط، ودفع الفواتير، فضلاً عن الشركة التي يعمل بها وغيرها من اعتبارات».
ودعا سالم الراغبين في السفر والاستفادة من هذه البرامج إلى إرسال طلبات التقسيط قبل السفر بمدة طويلة حتى لا يحدث تأخير يؤدي إلى تكاليف إضافية، كما اقترح زيادة عدد البنوك التي تتعامل معها شركات السياحة والسفر، والقيام بإجراءات الاستعلام الائتماني في وقت أقصر مع إبداء بعض المرونة بما لا يخل بشروط الإقراض، كما شدد على أهمية أن تتضمن العروض عدداً كبيراً من الوجهات بتكاليف مختلفة ومتنوعة، بحسب قدرة الأشخاص وميزانياتهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news