أبرزها الموقع الجغرافي والرقابة والبيئة الاستثمارية الآمنة
شركات: 5 عوامل حفزت صادرات القطاع الخاص والمشروعات الصغيرة
قال مسؤولو شركات صناعية في الإمارات، إن إنتاجهم يصدر إلى أكثر من 100 دولة، تغطي مختلف القارات، مشيرين إلى نمو صادراتهم للأسواق الخارجية، بشكل مستمر، خلال الفترة الأخيرة، لافتين إلى أن شعار «صنع في الإمارات» أصبح علامة على الثقة وارتفاع الجودة.
وأوضحوا، لـ«الإمارات اليوم»، أن هناك خمسة عوامل أسهمت في رفع جودة المنتج الإماراتي وزيادة صادرات القطاع الخاص والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتتضمن تميز الصناعات الإماراتية، وتسهيل الخدمات الحكومية وتبسيطها للمستثمر، وإصدار القوانين التي تدعم الرقابة على المنتجات والبيئة الاستثمارية الآمنة، والتوقيع على اتفاقيات الشراكة مع عدد من دول العالم، فضلاً عن الموقع الجغرافي.
وأعلنت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة أخيراً أن الصادرات الصناعية بلغت 187 مليار درهم خلال عام 2023، بنمو 60% مقارنة مع عام 2020.
دعم حكومي
وتفصيلاً، قال المدير العام ومالك شركة «سايجن» الإماراتية لصناعة المعدات الطبية، الدكتور سعيد الحمادي، إن قراره بالاستثمار في الإمارات، يرجع إلى وجود دعم كبير من الحكومة لعمليات التصنيع، مع العمل دوماً على تسهيل وتبسيط إجراءات التصنيع والتصدير، خصوصاً أن الإمارات تحتفظ بعلاقات صداقة مع مختلف دول العالم، فضلاً عن وجود نظام صحي متطور وتبني سياسة تقوم على الاستثمار في الوقاية من الأمراض لدعم الاقتصاد المحلي.
وذكر أن «المبادرات الحكومية كالتوقيع على اتفاقيات الشراكة مع عدد من دول العالم، وتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري مع مختلف الدول، وتسهيل الخدمات الحكومية وتبسيطها بالنسبة للمستثمر وإصدار القوانين التي تدعم الرقابة على المنتجات، رفعت جودة المنتج الإماراتي، ما أسهم في زيادة صادرات القطاع الخاص والمشروعات الصغيرة والمتوسطة».
وأضاف أن شعار «صنع في الإمارات» أصبح علامة على الثقة وارتفاع الجودة، مشيراً إلى أن الإمارات تمكنت من وضع اسمها بقوة في مجال التصنيع والتصدير، وتُعد من الدول المتطورة في هذا المجال، ما جعل القطاع الخاص يستفيد من ذلك في زيادة صادراته بشكل مستمر.
وبين أن «(المصنع) تقدر قدرته الاستيعابية بـ500 ألف عبوة في اليوم الواحد، على الرغم من افتتاحه في دبي منذ عام ونصف العام».
وأضاف الحمادي، أن «إنتاج الشركة يصدر للخارج بشكل أساسي، حيث تشمل عمليات التصدير 15 دولة تقريباً، تغطي مختلف القارات خصوصاً الأسواق الأوروبية وأسواق جنوب أميركا»، مشيراً إلى أن «التصدير يشهد نمواً مستمراً بشكل شهري في ضوء المشاركة في عدد كبير من المعارض والفعاليات التي يتم تنظيمها داخل الدولة وخارجها للتعريف بالإمكانات الكبيرة للصناعة الوطنية والتطوّر الكبير الذي شهدته خلال الفترة الأخيرة».
التصدير للخارج
وقال المدير التجاري للخليج للسحب لإنتاج الألمنيوم، فراس الكيالي، إن «شركات كثيرة تعمل في الإمارات، وأصبحت تصدر للخارج وتشهد صادراتها نمواً كبيراً، عاماً بعد عام، حتى استطاعت المنافسة في الأسواق العالمية بقوة، بفضل الدعم الحكومي الكبير لزيادة عمليات التصنيع والتصدير وتسهيل دخول أسواق جديدة والجهود المبذولة لتسهيل عمليات التواصل مع دول العالم».
ونوه بأن «علاقات الصداقة بين الإمارات ومختلف دول العالم، وتميّز الصناعات الإماراتية، والموقع الجغرافي للدولة، متوسطاً للعالم شرقاً وغرباً، والبيئة الاستثمارية المتميّزة، والأمن والأمان في الاستثمار والعيش، تجعل الإمارات من الدول الرائدة في تسهيل عمليات التصدير وفتح الأسواق أمام المنتجات الإماراتية»، مشيراً إلى بعض الصعوبات التي تعترض التصدير بشكل عام مثل اتهامات الإغراق وفرض الرسوم الجمركية من جانب بعض الدول، كما تؤثر التغيرات السياسية العالمية بشكل كبير على أسواق التصدير.
وأكد الكيالي قوة السوق الإماراتية، وأنها ستصبح أكثر تنافسية من خلال توقيع اتفاقية تجارة حرة مع أوروبا وأميركا.
وأشار إلى أن «حصة الشركة من إنتاج الألمنيوم في أسواق الدولة، تصل إلى 36%، حيث أنتج المصنع 65 ألف طن خلال عام 2023، ويتم تصدير 27% من الإنتاج إلى أسواق رئيسة على رأسها دول أوروبا وأميركا الشمالية ومجلس التعاون الخليجي والهند والعديد من الدول العربية مثل العراق ولبنان والأردن، كما يوجد للشركة مخازن في أوروبا ومكاتب بكندا والسعودية والهند وغيرها»، مشيراً إلى أن «هدفنا الوصول إلى إنتاج 80 ألف طن بنهاية العام الجاري».
ولفت إلى أن «الشركة صدرت لأوروبا 4000 طن خلال عام 2020، وارتفعت الصادرات إلى 12 ألف طن خلال عام 2022، ثم إلى 13 ألف طن في عام 2023»، مشيراً إلى أن إحدى الشركات التابعة، التي تنتج العديد من لوازم السيارات، تقوم بالتصدير لشركات عالمية كبرى تعمل في قطاع السيارات، والسيارات الكهربائية.
دعم الإنتاج
وقال الرئيس التنفيذي لإحدى شركات المواد الغذائية في الدولة، التي تتخذ من دبي مقراً لها، سوراتي اندرا، إن «الشركة تنتج 42 منتجاً غذائياً متنوعاً ولديها 24 مصنعاً في الإمارات ومكاتب وأفرع في 50 دولة، وتقوم بتصدير منتجاتها إلى 101 دولة»، موضحاً أن «العمل في الإمارات أسهم في دعم الإنتاج والتصدير للكثير من الأسواق الخارجية، في ضوء وجود بنية تحتية قوية وتوافر أعلى معايير الجودة وسهولة تسويق المنتجات في العالم باستخدام شعار (صنع في الإمارات)»، مشيراً إلى أن اتفاقيات الشراكة التي وقعتها الإمارات والتسهيلات التي تقدمها للشركات للحصول على التمويل الميسر والتكنولوجيا المتقدمة، تسهل التصدير لمختلف أنحاء العالم.
وأشار إلى أن التوقعات بإنجاز المزيد من اتفاقيات الشراكة تدعم زيادة الصادرات وفتح المزيد من الأسواق.
الحفاظ على الموروث الإماراتي
قالت مديرة إدارة مشروع الغدير، هند المحيربي، إن «المشروع، الذي بدأ العمل عام 2006 ويتبع (الهلال الأحمر الإماراتي)، هدفه المحافظة على الموروث الإماراتي، عبر التمكين الاقتصادي للإماراتيات بمشاركة 400 حرفية إماراتية على مستوى الدولة، ونخطط للوصول إلى 1000 حرفية بنهاية عام 2025»، مشيرة إلى أنه يتم استخدام جانب كبير من منتجات المشروع كهدايا من الجهات الحكومية للترويج للموروث الإماراتي والحرف اليدوية التي تتمتع بخصوصية خارج الدولة.
وأوضحت أن هناك نمواً كبيراً في الإنتاج تصل نسبته إلى 70% خلال عام 2023، مقارنة بعام 2020، وأن المشروع سيبدأ التصدير للخارج خلال الفترة المقبلة، ولذلك يكثف مشاركته في العديد من المعارض المحلية والدولية لفتح مجالات التصدير وزيادة دخل الحرفيات الإماراتيات، مشيرة إلى أن التوجه نحو زيادة عدد الحرفيات يرتبط بزيادة الإنتاج والتصدير للخارج.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news