سوق السيارات.. توسّع في «الفائدة الصفرية» و«الصيانة» ومحدودية في «التأمين»
تشهد أسواق السيارات حالياً تنافسية بين «وكالات» على طرح عروض متنوعة، تتركز في منح المتعاملين «فائدة صفرية» على تمويل المركبات على فترات متباينة، وعقود صيانة مجاناً، في وقت أشار فيه متعاملون إلى محدودية عروض التأمين التي تطرحها الوكالات عادة لتسويق مبيعاتها من المركبات.
وقال هؤلاء المتعاملون لـ«الإمارات اليوم» إن وكالات سيارات بدأت تتوسع في عروضها بشكل تدريجي أخيراً، مع استحواذ «الصيانة المجانية» على الحصة الكبرى من العروض، وتراجع الخاصة بالتأمين بشكل لافت أو حتى غيابها، فضلاً عن عروض تتعلق بالتظليل المجاني، وخدمات حماية الطلاء الخارجي، داعين وكالات السيارات إلى طرح عروض تلبي احتياجات المستهلكين، وليس وفقاً لحسابات أرباحها.
بدورهم، أرجع مسؤولو وكالات سيارات، تراجع العروض الخاصة بالتأمين على المركبات إلى ارتفاع أسعار وثائق التأمين، خصوصاً للسيارات الجديدة التي تحصل على تأمين شامل للتصليح داخل الوكالة.
وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن تنوع العروض المطروحة خلال موسم الصيف الحالي، يعود إلى ارتفاع التنافسية مع تنامي معدلات الطلب، وتوجه وكالات السيارات إلى رفع مبيعاتها خلال موسم الصيف.
وقال المتعامل نادر نبيل: «لاحظت خلال الفترة الأخيرة توسعاً لافتاً من جانب بعض وكالات السيارات في طرح عروض تتضمن منح المتعاملين الراغبين في اقتناء مركبة جديدة عقوداً مجانية للصيانة على فترات مختلفة، إضافة إلى منحهم فائدة صفرية على التمويل لفترات زمنية مختلفة تراوح بين عامين وثلاثة أعوام».
وأضاف: «لكن الملاحظ هو التراجع الواضح في عروض التأمين على المركبات، والتي كانت تطرح في المعتاد مجاناً للسنة الأولى، وتستحوذ على حصة من العروض المتداولة في الأسواق».
من جانبه، قال المتعامل رامي سعيد: «شهدت أسواق السيارات في الدولة خلال الصيف الجاري كثافة وتنوعاً كبيراً في العروض مقارنة بموسم الصيف الماضي، مع تنامي عروض الفائدة الصفرية على تمويل السيارات، مقابل تراجع ملحوظ في العروض الخاصة بالتأمين على المركبات التي كانت تطرح بشكل أساسي، لكنها محدودة للغاية خلال الفترة الأخيرة».
أما المتعامل ماجد إبراهيم، فقال: «العروض الخاصة بالتأمين تعد الأكثر فائدة للمستهلكين خلال الفترة الحالية في ظل زيادة أسعار الوثائق»، لافتاً إلى أن «عقود الصيانة المجانية تستحوذ على الحصة الكبرى من العروض المطروحة، ويراوح متوسط فتراتها بين عامين وخمسة أعوام».
في السياق نفسه، قال المتعامل وائل صادق، إن وكالة للسيارات استبدلت عرضاً للتأمين لديها بعرض آخر يتضمن تخفيضاً سعرياً قيمته 2500 درهم، وذلك وفقاً لمسؤول مبيعات في الشركة.
وأضاف: «أبديت رغبتي الشديدة في الحصول على عرض التأمين، إلا أن مسؤول المبيعات أفاده بأن أسعار وثائق التأمين ارتفعت، ومن الصعب حصوله على العرض»، داعياً إلى طرح عروض تناسب احتياجات المستهلكين.
إلى ذلك، قال المتعامل وليد محمود: «على الرغم من أن أسواق السيارات شهدت توسعاً وتنوعاً خلال الفترة الأخيرة في العروض المطروحة من الوكالات، مقارنة بموسم الصيف السابق، فإنها شهدت في الوقت نفسه محدودية كبيرة أو غياباً لعروض التأمين المعتادة على السيارات، مقارنة بعروض موسم رمضان الماضي، أو عروض صيف 2023».
وتابع: «تضمن عدد كبير من العروض عقوداً مجانية للصيانة لفترات مختلفة، مع عروض تمويل بفائدة صفرية، وأخرى تتعلق بالتظليل المجاني، وخدمات حماية الطلاء الخارجي، إضافة إلى خدمات مختلفة تتركز في الصيانة».
وقال مسؤول المبيعات في إحدى وكالات السيارات، عبدالله يوسف: «يعزى تراجع عروض وكالات السيارات الخاصة بالتأمين، إلى ارتفاع أسعار وثائق التأمين على المركبات خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً للسيارات الجديدة التي تحصل على تأمين شامل للتصليح داخل الوكالة، ما صعب من انتشار عروض التأمين بشكل مماثل لفترات سابقة، واستبدالها بعروض خاصة بالتمويل، مثل منح (فائدة صفرية) تبدأ من عامين إلى ثلاثة أعوام، إضافة إلى عروض تتعلق بالصيانة، وتظليل المركبة، وخدمات المساعدة على الطريق».
واتفق معه في الرأي، مسؤول المبيعات في وكالة سيارات، أيمن ناجي، الذي قال لـ«الإمارات اليوم» إن «الارتفاعات الكبيرة في أسعار وثائق التأمين هي السبب الرئيس في تغيير طبيعة العروض المطروحة في الأسواق».
وأضاف: «كانت عروض التأمين على المركبات في المعتاد لا تطرح منفردة، بل تشمل تسجيل المركبة، إضافة إلى عروض مصاحبة تتعلق بتظليل المركبة أو صيانتها، وهو ما يجعل من كلفة العروض مرتفعة، خصوصاً أن بعض أسعار التأمين على المركبات يراوح بين 4000 و5000 درهم».
وفي ما يتعلق بتنوع العروض المطروحة حالياً، قال رئيس «هيونداي وجينيسيس الإمارات»، سليمان الزبن: «ترجع زيادة كثافة وتنوع العروض المطروحة من الوكالات في الأسواق خلال موسم الصيف الحالي، إلى ارتفاع التنافسية بمعدلات كبيرة في قطاع السيارات بالسوق المحلية، مع تنامي معدلات الطلب، ما تطلب مواكبة ذلك بزيادة وتنوع المعروض مقارنة بفترات سابقة».
وأضاف: «تتيح العروض على اختلافها قيمة إضافية للمتعاملين في الأسواق، وتعزز من المناخ الإيجابي للتنافسية»، متوقعاً أن تشهد الأسواق معدلات إيجابية في الطلب على شراء السيارات خلال الفترات المقبلة.
بدوره، أرجع المدير العام لـ«مركز سيارات بورشه أبوظبي»، وسام خليل، تنوع عروض وكالات السيارات خلال موسم الصيف، إلى زيادة حدة التنافسية في الأسواق، خصوصاً مع توافر طرز جديدة للمركبات، وتوجه عدد كبير من الوكالات لرفع مبيعاتها السوقية خلال الفترة الحالية، وتنشيط معدلات الإقبال على الشراء عبر العروض.