عقاريون: سوق دبي قوية بما يكفي لدخول مطورين جدد
أكد عقاريون أن الرؤية الاستراتيجية لإمارة دبي لتصبح مركزاً عالمياً للاستثمار العقاري، وموطناً لأكثر من خمسة ملايين نسمة بحلول عام 2040، تدعم دخول لاعبين جدد إلى السوق العقارية.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن ظهور مطورين عقاريين جدد في دولة الإمارات عموماً، ودبي خصوصاً، أمر في الاتجاه الصحيح، وإيجابي للغاية، مؤكدين أن السوق العقارية قوية بما يكفي للترحيب بالمطورين الجدد ودعمهم.
وأوضحوا أن سوق دبي العقارية تتمتع بمجموعة وصفوها بالـ«مذهلة» من العوامل التي تميزها عن غيرها من الوجهات العقارية العالمية، ما جعلها وجهة يفضلها المستثمرون الأجانب، بفعل مقومات مجتمعة، أبرزها البنية التحتية المتطورة، والعائدات الكبيرة للاستثمار، والعروض العقارية المتنوعة التي تراوح بين شقق ذات أسعار معقولة وفلل فاخرة، لافتين إلى أن النمو الملحوظ في معاملات البيع خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري يظهر قدرة السوق على استيعاب مشروعات جديدة.
واستعرضوا لـ«الإمارات اليوم» ميزات سوق دبي العقارية في البنية التحتية القانونية والتشريعية الناضجة والداعمة للمطورين العقاريين والمستثمرين، إضافة إلى وجود موفري خدمات عالميين من شركات وساطة وتسويق وتثمين على مستوى عالمي، مع وجود طلب مرتفع عالمي وليس محلياً فقط، مؤكدين أن الإطار القانوني القوي وسياسات الاستثمار الشفافة في دبي توفر للمستثمرين الثقة والطمأنينة.
اتجاه إيجابي
وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لـ«شركة إنجل آند فولكرز الشرق الأوسط»، دانييل هادي: «يعتبر ظهور مطورين عقاريين جدد في دولة الإمارات عموماً، ودبي خصوصاً، أمر في الاتجاه الصحيح، وإيجابي للغاية، إذ إنه ومع دخول مزيد من المطورين العقاريين إلى السوق، لابد أن يستفيد المستثمرون من المزيد من الخيارات من حيث السعر، والموقع، والتصميم، ما يتيح لهم عقارات تتماشى مع تفضيلاتهم».
وأضاف: «تشجع التنافسية مطوري العقارات الجدد على إيجاد طرق جديدة للتميّز والتنافس، وهذا يدفع بدوره إلى الابتكار، والتحسين في التصميم والجودة، والأسعار التنافسية، وخيارات الدفع المرنة، وكلها مؤشرات على سوق صحية».
ولفت هادي إلى أن النمو الملحوظ في معاملات البيع خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري 2024، يظهر قدرة السوق على استيعاب المشروعات الجديدة، مبيناً أن ذلك النمو يعكس الطلب وقدرة السوق على استيعاب الوافدين الجدد.
وتابع: «بدورها، تدعم الرؤية الاستراتيجية لدبي لتصبح مركزاً عالمياً للاستثمار العقاري وموطناً لـ5.8 ملايين شخص بحلول عام 2040، دخول لاعبين جدد إلى السوق»، مبيناً أنه ومع مواصلة دبي توسيع حضورها العالمي، وجذب مستثمرين دوليين، فإن السوق تبدو قوية بما يكفي للترحيب بالمطورين الجدد ودعمهم.
وقال: «تقدم سوق العقارات في دبي العديد من الميّزات التي تساعدها على التميّز في المنطقة، ويشمل ذلك التملك الحر للأجانب، وبيئة خالية من الضرائب على تملك العقارات أو الدخل أو مكاسب رأس المال، إلى جانب تنوع خيارات العقارات، بدايةً من الفلل الفاخرة والمجمّعات المطلة على الواجهة البحرية، وانتقالاً إلى الشقق والمنازل ذات الأسعار المعقولة»، مشيراً إلى تعزيز أعمال السوق العقارية، بفضل الإطار التنظيمي القوي لدائرة الأراضي والأملاك في دبي ومؤسسة التنظيم العقاري، إلى جانب القوانين المتعلقة بالإقامة والمتاحة لمستثمري العقارات.
وجهة عالمية
من جانبه، قال المدير الإداري لـ«شركة هاربور العقارية»، مهند الوادية: «أصبحت دولة الإمارات، وتحديداً دبي، وجهة عقارية عالمية، وأرضاً خصبة للنجاح في القطاع العقاري، سواء للمستثمرين، أو جميع أطراف المعادلة العقارية من مطورين، وموفري خدمات عقارية، فالجميع يستفيد هنا».
وأضاف الوادية: «تتمثل مميزات سوق دبي العقارية في البنية التحتية القانونية والتشريعية الناضجة والداعمة للمطورين العقاريين والمستثمرين المهتمين بالتطوير العقاري، إضافة إلى وجود موفري خدمات عالميين من شركات وساطة وتسويق وتثمين على مستوى عالمي، ما يساعد في نجاح المنظومة ككل».
وأكد أن السوق العقارية في دبي تتميز بطلب مرتفع عالمياً وليس محلياً فقط، إضافة إلى الاستدامة وقصص النجاح الواقعية، لافتاً إلى تميز السوق أيضاً بمستقبل واعد مبني على استراتيجيات طويلة الأمد تقودها الحكومة، منها خطة دبي الحضرية 2040، وأجندة دبي الاقتصادية «D33»، وغيرها، ما يساعد المطورين العقاريين في رسم توجهاتهم.
وأشار الوادية إلى وجود تنوع في المنتجات العقارية، وفرص للتطوير العقاري، إذ توفر السوق جميع أنواع التطوير: تجاري، سكني، محال، مكاتب، مولات، مخازن، كما أن جميع أنواع الأراضي متوافرة في دبي، إضافة إلى توافر شركات استشارات ومقاولات على مستوى عالٍ، إضافة إلى تنظيم للعقود ومتابعة. وقال: «هي منظومة متكاملة لإنجاح أي مشروع تطوير عقاري، كما أن هناك نسبة ربحية تعد من الأعلى في العالم للمطورين العقاريين».
موقع استراتيجي
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لـ«شركة متروبوليتان بريميوم بروبرتيز»، نيكيتا كوزنيتسوف: «تتمتع سوق العقارات في دبي بمجموعة مذهلة من العوامل التي تميزها عن غيرها من الوجهات العقارية العالمية، إذ إن الموقع الاستراتيجي لإمارة دبي عند تقاطع أوروبا وآسيا وإفريقيا، واقتصادها القوي، والدعم الحكومي الذي تحظى به سوق العقارات، جعل من المدينة مركزاً عالمياً رائداً للأعمال والسياحة»، مؤكداً أن هذا الطلب القوي يعزز من سوق العقارات، ويؤدي إلى ارتفاع قيمة العقارات بشكل مطرد.
وأضاف كوزنيتسوف: «من المهم الإشارة إلى أن التزام الإمارة بتطوير بنيتها التحتية، بما في ذلك أنظمة النقل عالمية المستوى، ووسائل الراحة الفاخرة، يعزز جاذبيتها وجهة رئيسة للعيش والعمل، كما يوفر الإطار القانوني القوي وسياسات الاستثمار الشفافة في دبي للمستثمرين الثقة والطمأنينة».
وتابع كوزنيتسوف: «العروض العقارية المتنوعة في المدينة، التي تراوح بين شقق ذات أسعار معقولة وفلل فاخرة، تلبي احتياجات ومتطلبات مختلف الأذواق والميزانيات، سواء للأفراد من ذوي الثروات العالية، أو المغتربين الباحثين عن أسلوب معيشة نابض بالحياة»، مشيراً إلى المعالم الشهيرة في الإمارة مثل «برج خليفة» و«نخلة جميرا»، ما يعزز جاذبية دبي العالمية، كما أنها تسهم في زيادة قيمة العقارات بشكل كبير.
وأكد أن هذه العوامل، إضافة إلى المستويات الرائدة من الأمن والسلامة في دبي، تجعل من هذه المدينة خياراً جذاباً للغاية للاستثمار العقاري.
تجربة جيدة
في السياق نفسه، قال مؤسس ومدير «شركة الليوان الملكي للعقارات»، محمد بوحارب، إن تجربة دخول المطورين العقاريين في السوق الإماراتية تجربة رائدة وجيدة في نظر المستثمرين العقاريين، نظراً لما تقدمه الشركات الجديدة من عروض وتشطيبات مميزة في البناء وخدمات ما بعد البيع، حيث تحولت الأسواق العقارية في الإمارات من الأسواق الناشئة إلى الناضجة جداً، كما أسهمت الارتفاعات في الأسواق العقارية، سواء من حيث القيمة الإيجارية، أو القيمة السوقية للعقار، في ازدياد حركة المطورين الجدد في السوق العقارية، فضلاً عن تكوين السمعة للمطور بأن سوق دبي العقارية هي السوق المناسبة للانطلاق في جميع أنحاء العالم، فالجميع ينظر إلى دبي على أنها نقطة انطلاق بالنسبة لريادة الأعمال والتطوير العقاري.
وأضاف بوحارب: «أسهمت الشركات العقارية في زيادة الطلب في جميع الفئات العقارية، بما ذلك العقارات الفاخرة، مع تحسين جودة المواصفات والتشطيبات العقارية والتصاميم المختلفة التي نراها في الأبراج السكنية والفلل والشقق، لتصبح دبي منصة انطلاق لهؤلاء المطورين العقاريين».
وأكد بوحارب أن دبي أصبحت ناضجة جداً، وتعد دليلاً ومؤشراً للأسواق الأخرى، بما يقدمه هؤلاء المطورون من أبراج وتصاميم مميزة.
بيئة جذابة بقوانين واضحة وشفافة
قال الرئيس التنفيذي لـ«شركة ملاك العقارية»، طارق رمضان، إن دائرة الأراضي والأملاك في دبي، ومؤسسة التنظيم العقاري، قامتا بمجهود كبير خلال الـ20 سنة الماضية لتنظيم القطاع العقاري، وتوفير بيئة جاذبة ومناسبة للمستثمرين، خصوصاً الشركات الراغبة في الاستثمار بالتطوير العقاري، وهذه تشمل قوانين واضحة وشفافة، وتنظيم آليات التعامل بين المطور والمشترين، إضافة إلى وجود نظام مصرفي متطور، يوفر التمويل لمشتري هذه العقارات.
وأضاف: «أسست دبي بيئة جاذبة للمستثمرين والمشترين لهذه المشروعات، بما يساعد المطورين على النجاح في إطلاق مشروعات عقارية مرة أخرى، وذلك من خلال توفير بيئة جذابة ومنظمة، تتضمن بنية تحتية قانونية تحمي جميع الأطراف، وتنظم العلاقات بين المشترين والمطورين».
وأوضح أن دبي عملت على محورين: الأول يتمثل في تطوير بيئة عمل مناسبة للمطورين العقاريين للنجاح والعمل، والثاني يتمثل في جذب المستثمرين والمشترين لإنجاح هذه المشاريع.