سوق العقارات تتجه لتبني مفاهيم الاستدامة في البناء والتصميم

«بيوت»: المشترون المحتملون يبحثون عن «منازل خضراء»

مفاهيم الاستدامة طبقت في العديد من المشروعات مثل «المدينة المستدامة». أرشيفية

أفاد تقرير حديث لموقع «بيوت» العقاري، بأن السوق العقارية في الإمارات تتجه إلى تبنّي مفاهيم الاستدامة في بناء وتصميم العقارات، لما يتركه التصميم المستدام من أثر على رضا مشتري العقارات، في وقت ترى فيه الشركات العقارية ضرورة وجود وحدات عقارية بتصاميم مستدامة. وأشار التقرير إلى توجه العديد من المشترين المحتملين إلى «المنازل الخضراء» التي تراعي شروط الاستدامة، وتدعم نمط الحياة الصديق للبيئة.

وأوضح أن مفهوم الاستدامة في الإمارات من الناحية العقارية، هو مجموعة شروط وأساليب يتم تطبيقها على مراحل البناء والتنفيذ، بغرض توفير احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال التالية على تلبية احتياجاتها، لافتاً إلى أنه يمكن القول إن «الاستدامة عموماً هي التنمية الاقتصادية دون استنزاف الموارد الطبيعية للدولة».

وبحسب التقرير، فإنه يمكن تفسير مفهوم الاستدامة بطرق عدة، إذ يختلف هذا المفهوم من دولة إلى أخرى، لكن يُمكن القول إن جوهر مبدأ الاستدامة هو الموازنة بين الاحتياجات المختلفة للدولة، مع مراعاة القيود البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها.

وأكد التقرير أن مفاهيم الاستدامة طبقت في العديد من المشروعات المستدامة في دولة الإمارات، مثل «مدينة مصدر»، و«المدينة المستدامة»، ومدن الشارقة المستدامة.

ولفت إلى أن العديد من الحكومات وضعت تشريعات تنظم بناء العقارات وفق معايير الاستدامة البيئية، التي تعد أساساً لخططها الرامية إلى توفير مجتمعات أكثر صحة وتحقيق بيئة نظيفة، لذا بات من السهل العثور على عقارات ذات تصاميم تتيح فرص العيش المستدام دون التضارب مع تطلعات المشترين، وفق التقرير.

وأوضح أن العديد من الشركات العقارية ركز على بعض الخصائص، نظراً لأهمية أثر التصميم المستدام على رضا مشتري العقارات، ومنها أن يأخذ التصميم المستدام لأي عقار في الاعتبار كفاءة استهلاك الطاقة، ما يمنح العقار طابعاً صديقاً للبيئة، ويعزز من صحة سكانه ومستخدميه.

وتابع: «عند تقديم العقار للمشترين، يجب التركيز على مدى تأثير تصميمه في تقليل استهلاك الطاقة والمزايا المتعلقة مثل الإضاءة الطبيعية، والألواح الشمسية، وأنظمة الكهرباء المتقدمة، واستخدام المواد المُعاد تدويرها في البناء، وأنظمة التحكم في استهلاك الطاقة».

وأكد التقرير أن بيئات المعيشة الأكثر صحة تُعد من أبعاد أثر التصميم المستدام على رضا مشتري العقارات، إذ تراعي تصاميم وهندسة المنازل المستدامة عناصر متنوعة، مثل: تحسين جودة الهواء، والإضاءة الطبيعية، والمساحات الخضراء، مبيناً أن هذه الميزات تساعد على رفع مستوى الرفاهية، إضافة إلى ضمان بيئة صحية أكثر للسكان، فالضوء الطبيعي مثلاً يزيد الإنتاجية، ويحسن المزاج، بينما تساعد جودة الهواء الممتازة على التقليل من خطر التعرّض لأمراض تنفسية.

وذكر أن العقارات المستدامة تنفرد عن غيرها من العقارات في السوق العقارية بقيمتها السوقية المرتفعة، وانجذاب المشترين لها، مع انتشار الوعي بأهمية العيش في أنماط حياة صديقة للبيئة، ولذلك يبحث السكان عن الخيارات المستدامة، ويحاولون العثور على مساحات معيشية أكثر صحة وخضرة.

وأوضح التقرير أن التصميم المستدام يسهم في تعزيز الشعور بالرضا الداخلي والإيجابية الدائمة، ويلبي احتياجات المشترين المهتمين بتأثيرهم البيئي، فالعيش أو العمل في مبنى يعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، وإعادة تدوير النفايات، ويقلل من انبعاثات الكربون، يمنح سكانه شعوراً بالفخر والإنجاز، مشيراً إلى أن هذا الشعور بالرضا العاطفي والنفسي يصبح عاملاً أساسياً في جذب المشترين إلى العقارات ذات التصميم المستدام، حيث يتطلع الكثير من الأفراد والشركات إلى توافق قيمهم الشخصية أو المؤسسية مع تأثيرهم البيئي.

تويتر