84 مليار درهم إنفاق الإمارات على تقنية المعلومات والاتصالات خلال 2024
شهد قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في دولة الإمارات تطورات كبيرة ومتسارعة منذ بداية العام 2024 مع تعاظم دور التكنولوجيا المتطورة ذات التأثيرات الكبرى وفي مقدمتها تقنيات الذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس والأمن السيبراني وإنترنت الفضاء وغيرها من تقنيات مراكز البيانات والحوسبة السحابية والسيارات ذاتية القيادة وصناعة الرقائق وغيرها وهو ما بدأ بشكل واضح في السباق التقني الضخم الذي شهدته دبي في "جيتكس جلوبال دبي 2024 والذي شهد حضوراً عالمياً من أكثر من 180 دولة وفقا لمركز "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" ومقره أبوظبي.
وشهدت دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية خلال 2024، زيادة كبيرة في الإنفاق على تقنية المعلومات والاتصالات وتبرز السعودية بقوة في استشراف تطورات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات عبر التطوير الضخم لبنية الاتصالات وتقنية المعلومات ويُتوقع أن يصل حجم الإنفاق على تقنية المعلومات والاتصالات إلى مستويات مرتفعة.
وقال مركز "إنترريجونال": "تواصل دولة الإمارات الاستثمار في مجالات مثل الحوسبة السحابية والأمن السيبراني، ومن المتوقع أن يصل حجم الإنفاق على تقنية المعلومات والاتصالات (ICT) في الإمارات خلال 2024 إلى 84 مليار درهم ما يوازي 23 مليار دولار، فيما يندرج هذا الاستثمار ضمن رؤية الدولة لتعزيز التحول الرقمي، وزيادة الاعتماد على تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية، مع التركيز على مشاريع متقدمة مثل شبكة الجيل الخامس (5G) والخدمات السحابية.
وتعد الإمارات من الدول الرائدة في تطوير البنية التحتية الرقمية، مما يعكس اهتمام الحكومة بالابتكار ودعم الصناعات المتقدمة لتحقيق اقتصاد رقمي قوي ومستدام في ظل تقديرات "جارتنر" التي تتوقع وصول حجم الإنفاق على تقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى حوالي 193.7 مليار دولار بنمو 5% خلال 2024 ما يعكس التوجهات نحو تسريع التحول الرقمي وزيادة التركيز على أمن المعلومات والتكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
وأضاف "إنترريجونال"، استطاعت دولة الإمارات أن تكون محط أنظار العالم في استقطاب أكبر وأشهر الشركات العالمية العاملة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات على مدار أسبوع كامل في دبي أظهرت فيه مؤسسات الدولة ريادتها التقنية واستشرافها للتطورات الحديثة الرامية إلى تعزيز مشهد الاقتصاد الرقمي وجذب استثمارات كبيرة في ظل ارتفاع الانفاق في الدولة على الاتصالات وتقنية المعلومات بأكثر من 70 مليار دولار العام 2024.
ومع استمرار التطور المضطرد في بعض التطورات التكنولوجية التي برزت في السنوات القليلة الماضية، التي من شأنها أن تسفر عن ارتفاع حدة المنافسة التكنولوجية بين دول العالم وبين الشركات التكنولوجية بعضها وبعض، للفوز بجزء من كعكة الإنفاق الإماراتي والعالمي على تقنية المعلومات والاتصالات المتزايد.
وذكر "إنترريجونال" أنه يمكن الوقوف على أبرز ملامح التطورات التكنولوجية في استمرار نمو شبكات الجيل الخامس حيث ترتبط تكنولوجيا الاتصال بهذه الشبكات في الفترة الحالية والتطورات المتسارعة فيها والتي اقتربت على دخول مرحلة شبكات الجيل السادس كما يشهد العالم صراعاً محموماً حالياً على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات في جميع المجالات لاسيما في التنقل الذكي والصناعة واللوجستيات والخدمات وعشرات القطاعات.
ودخلت دولة الإمارات بقوة ومنذ سنوات في سباق تطوير مراكز البيانات التي تعمل على تخزين واستضافة البيانات وإدارتها بهدف الاستفادة من مخرجاتها لتطوير الخدمات ورفد الاقتصاد بمجالات جديدة في جميع القطاعات كما دخلت الإمارات السباق العالمي لتطوير أجهزة الكمبيوتر العملاقة بمجال الحوسبة الكمومية، التي تستخدم لمعالجة المعلومات وتخزينها، على نطاق واسع.
وقال "إنترريجونال": من المتوقع أن تدخل شبكات الجيل السادس الخدمة العام 2030، والتي بدأ السباق العالمي لاستشرافها والتي ستوفر سرعات اتصالات وإنترنت فائقة فيما بدأت شركات عالمية مثل "زد تي إي" و"تشاينا يونيكوم" و"هواوي" و"أبل" و"جوجل" و"سامسونج"، الصراع على تلك الشبكات لضمان الريادة فيها.
ومن المتوقع أن يبلغ حجم الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة العربية السعودية نحو 46.6 مليار دولار خلال 2024 مدفوعاً بالنمو القوي في قطاعات مثل الحوسبة السحابية، والاتصالات المتنقلة، واعتماد تقنيات الجيل الخامس (5G) وغيرها من التقنيات الرقمية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تحويل الاقتصاد السعودي بعيدًا عن الاعتماد على النفط وتعزيز الابتكار الرقمي.
وفي معرض جيتكس جلوبال 2024 في دبي، شاركت المملكة العربية السعودية بشكل بارز عبر جناح يضم 40 شركة سعودية في مجالات الاتصالات والتكنولوجيا، تحت شعار "صنع في السعودية" وتركزت المشاركة على تعزيز الحضور العالمي للشركات السعودية وتعزيز الابتكار التكنولوجي.