خبراء تقنية يحذرون: «البيانات العادية» مدخل القراصنة لاختراق حسابات المتعاملين
حذّر مسؤولون في شركات تقنية من إفصاح المتعاملين عن بياناتهم الشخصية «العادية»، مثل تواريخ انتهاء بطاقات الهوية الشخصية، أو بطاقات الائتمان، أو الرموز السرية الموجودة خلف تلك البطاقات، نظراً لأن القراصنة يجمعون البيانات على مراحل مختلفة، ويعرضونها على الضحايا للحصول على بيانات أكثر أهمية لاحقاً لاختراق حسابات المتعاملين، مشيرين إلى أن أكبر التهديدات وأكثرها استمراراً يتمثل في الاحتيال عبر البريد الإلكتروني والتصيد الاحتيالي.
وأوضحوا في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»، أن التوسع باستخدام الذكاء الاصطناعي زاد من تعقيد استخدام التهديدات الإلكترونية، لافتين إلى أن العام الجاري شهد ارتفاعاً عالمياً في هجمات الفدية.
وتفصيلاً، قال رئيس الخبراء التقنيين لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى شركة «كاسبرسكي»، عماد الحفار، إن «التوسع نحو أنماط الخدمات الرقمية في مؤسسات المنطقة أضاف تحديات جديدة، تتمثل في زيادة فرص التعرض للهجمات الإلكترونية، وبالتالي زيادة تدعيم الأنظمة اللازمة للأمن الإلكتروني المصاحبة لعمليات التحول الرقمي».
وأضاف: «شهد العام الجاري 2024، منذ بدايته، تنامياً عالمياً، وعلى مستوى المنطقة في هجمات الفدية، التي تستخدم جميعها ممارسات احتيالية لخداع الضحية، وإقناعه بالكشف عن معلومات خاصة».
وتابع: «من الشائع وبشكل متزايد خلال الفترة الأخيرة، لجوء بعض المهاجمين الإلكترونيين إلى جمع معلومات شخصية للضحايا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدامها لطلب معلومات أخرى قد تبدو عادية، لكن يتم استخدامها لاحقاً وتجميعها وربطها لاختراق حساباتهم الشخصية والمالية».
وقال: «من أبرز البيانات التي يجب على الأفراد عدم الإفصاح عنها: تواريخ انتهاء بطاقات الهوية الشخصية، أو بطاقات الائتمان، أو الرموز الخلفية على تلك البطاقات، خصوصاً أن القراصنة يجمعون البيانات على مراحل مختلفة، ويعرضونها على الضحايا للحصول على بيانات أكثر أهمية».
من جانبه، قال المدير الإقليمي الأول لهندسة الحلول في الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، في مؤسسة «سينتيل وان»، عزالدين حسين: «أدى التحول الرقمي السريع في أسواق المنطقة والعالم إلى توسيع مساحة الهجمات الإلكترونية، وزيادة التعقيدات الأمنية، حيث أصبحت البنى التحتية الرقمية هدفاً رئيساً للتهديدات، إذ إن المؤسسات التي تعتمد على الحوسبة السحابية والتطبيقات الرقمية تواجه تحديات جديدة في حماية البيانات وضمان استمرارية الأعمال، ما يتطلب استراتيجيات حماية متكاملة تعتمد على أدوات متقدمة».
وأضاف: «من ضمن التحديات الجديدة أن يستغل المهاجمون الذكاء الاصطناعي لتطوير تقنيات اختراق أكثر تعقيداً، لكننا نرى في المقابل أن التقدم في مجال الأمن السيبراني المبني على الذكاء الاصطناعي يوفر حلولاً لمواجهة هذه التهديدات بسرعة تتفوق على قدرات المهاجمين».
من جهته، قال مدير أول هندسة الأمن السيبراني في مؤسسة «تينابل» التقنية، وليد الناطور، إن «زيادة التحول نحو تقنيات إنترنت الأشياء، شكل مساحات أكبر للهجمات الإلكترونية، ما يتطلب تدابير أمنية قوية لحماية الأنظمة من الهجمات السيبرانية، وضمان سلامة وموثوقية العمليات الحيوية».
في السياق نفسه، اعتبر المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى شركة «بروف بوينت» التقنية، إميل أبوصالح، أن «زيادة التحول الرقمي سلاح ذو حدين، فمقابل كل منصة أو حل تكنولوجي جديد لتحسين الإنتاجية، يظهر نوع جديد من التهديدات الإلكترونية التي تستهدف هذه التقنيات»، لافتاً إلى أن «الاحتيال عبر البريد الإلكتروني والتصيد الاحتيالي من أكبر التهديدات وأكثرها استمراراً».
ولفت إلى أن «الشعبية المتزايدة لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، أصبحت تشكل مخاطر كثيرة، إذ تعمل بعض المؤسسات على دمج البيانات الحساسة في هذه التطبيقات بشكل متزايد، ما يخلق ثغرة أمنية محتملة».