للاستفادة من زيادة الأسعار.. شراء العقارات في دبي بغرض الاستثمار يتفوق على «السكن»

أفاد عقاريون بأن السوق العقارية في دبي تستقطب السيولة من المستثمرين الذين يثقون بالقطاع، موضحين أن العديد منهم يقومون بشراء طوابق كاملة في مشروعات جديدة، على المخطط، ثم يطرحونها للبيع في السوق بعد فترة، للاستفادة من ارتفاع الأسعار.

وأضاف هؤلاء لـ«الإمارات اليوم» أن عملية الاستثمار العقاري أصبحت تتفوق على الشراء بغرض السكن بشكل مباشر، مع تفضيل كثيرين الاستفادة من الطفرة الموجودة في السوق، وتحقيق عوائد من خلال إعادة تأجير الوحدات، وذلك بجانب الارتفاع المتوقع في قيمتها السوقية.

نمو استثنائي

وتفصيلاً، قال مدير التسويق في شركة «ساس» للتطوير العقاري، كريم ناصر، إن «قطاع العقارات في دبي يواصل تحقيق معدلات نمو استثنائية، مدفوعاً بإقبال متزايد من المستثمرين الأجانب والمقيمين في الدولة، الذين يتوجهون للاستثمار في السوق العقارية المزدهرة، ورغم هذا الزخم الاستثماري تواصل العقارات السكنية الحفاظ على مكانتها البارزة، نظراً إلى الإقبال الكبير من الأفراد الذين يقيمون ويعملون في دبي، ويسعون إلى الاستثمار طويل الأمد فيها بديلاً للإيجار».

وأكد ناصر أن «الطلب على العقارات الفاخرة يشهد ارتفاعاً ملحوظاً، حيث يجذب هذا القطاع شريحة من المستثمرين الباحثين عن تجربة معيشية فاخرة، تستند إلى نوعية الخدمات والمرافق الراقية التي توفرها هذه العقارات، ويعكس هذا التنوع في الطلب قوة سوق العقارات في دبي، وقدرتها على تلبية احتياجات مختلف الفئات، سواء كانت للإقامة أو الاستثمار».

وتابع: «من خلال عملنا ومتابعتنا المستمرة لقطاع العقارات في دبي، لاحظنا وجود عمليات شراء بالجملة، مثل شراء طوابق كاملة، أو حتى مبانٍ سكنية وتجارية، بغرض الاستثمار، ويعكس هذا الاتجاه ثقة المستثمرين سواء أكانوا محليين أم أجانب، بقوة سوق العقارات بدبي واستقرارها، وغالباً ما يكون شراء العقارات بالجملة مدفوعاً بعوامل عدة، من بينها نوعية الفرص الاستثمارية المميزة التي توفرها السوق العقارية في دبي، وارتفاع العوائد على المدى الطويل، لاسيما في ظل تنوع المشروعات العقارية بين السكنية والتجارية والفاخرة، إلى جانب قوة وتطور البنية التحتية في دبي، ومرونة تشريعاتها، ما يعزز جاذبية الإمارة، حيث تتيح لهم الاستثمار في وحدات عقارية كبيرة بسهولة، مع توفير حماية قانونية شاملة، لكن رغم ذلك لايزال الاستثمار الفردي مسيطراً على السوق».

وأشار ناصر إلى أن العوائد الاستثمارية في دبي مغرية جداً للمطورين الجدد، لاسيما أن الإمارة تعد واحدة من أكثر الأسواق العقارية جذباً على مستوى العالم، بفضل استقرار بيئتها الاستثمارية، وتطور بنيتها التحتية، وهو ما شجع الكثير من المطورين الجدد على دخول السوق، وتقديم مشروعات تتميز بجودتها العالية من حيث البناء، والتصاميم المبتكرة، والمرافق الفاخرة.

نوعان من المستثمرين

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «هاربور» العقارية، مهند الوادية، إن «سوق دبي بها نوعان من المشترين، وهناك العديد من المشروعات التي تُطرح قيد الإنشاء، معظمها يستقطب المشتري المستثمر، بينما المشتري المستخدم يفضّل شراء بيت جاهز أو يقترب تسليمه، أو يفضل بيوت الفلل، وهناك العديد من الصفقات التي تتم بالجملة بهدف الاستثمار».

الشراء بالجملة

من جانبه، قال المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة «بيزنت» للاستشارات العقارية، إسماعيل الحمادي، إن «عملية شراء العقارات بالجملة موجودة في السوق منذ زمن، ويقوم بها رجال الأعمال وكبار المستثمرين، وتتم هذه العملية غالباً على المشروعات قيد الإنشاء، وفي مواقع مميزة يكثر عليها الطلب، وهذا النوع من عمليات الشراء يعد من الدوافع الداعمة لتسريع عملية بيع المشروع العقاري خلال ساعات قليلة من طرحه، إذ يقوم بعض المشترين بشراء عدد من الطوابق من المشروع، أو حتى المشروع كاملاً، بهدف استثماره عن طريق إعادة البيع للوحدات أو تأجيرها».

وأضاف الحمادي أن «السوق اليوم تستقطب كلاً من المستخدم النهائي والمستثمر، وقد ارتفع الطلب على العقارات للاستخدام النهائي بسبب التغيرات العالمية الحالية، وقوة اقتصاد دبي، علاوة على التغيرات التي طرأت على نظام تأشيرة الإقامة لمشتري العقارات والكوادر المهنية المتخصصة»، مشيراً إلى أن العقارات الفاخرة في مناطق معينة من دبي، يتم شراؤها للاستخدام النهائي، من طرف المشاهير ورجال الأعمال، فيما يزيد الطلب على العقارات بمناطق التملك الحر المتوسطة، والمناطق السياحية، بهدف الاستثمار، خصوصاً في المناطق التي يكثر فيها الإقبال على السكن من خلال الموظفين، باعتبار أن دبي مدينة المال والأعمال.

ارتفاع الطلب

بدوره، قال رئيس مجلس إدارة شركة «أون بلان العقارية»، أحمد الدولة، إن «الطلب ارتفع بشكل ملحوظ في ما يخص الشراء بغرض الاستثمار، كما زاد أيضاً في ما يخص الشراء للسكن على الوحدات الفاخرة»، موضحاً أن المشتري أصبح يبحث عن الوحدات الفاخرة بتشطيبات وجودة عالية للسكن، أما الوحدات التي تكون أسعارها مميزة مقارنة بأسعار المدن العالمية فهي ممتازة للاستثمار، فأصبح الطلب مرتفعاً جداً من المستثمرين بغرض الاستثمار، بهدف شراء طابق كامل وإعادة بيعه، أو الاستثمار في إعادة بيعه، في حال شراء طابق كامل بتسعيرة ممتازة من المطور.

وأضاف الدولة أن «هناك من يشتري بالجملة بهدف البيع، ولإعادة الاستثمار من خلال شراء طابق كامل وإعادة بيعه مستقبلاً»، موضحاً أن الامتياز بهدف شراء طابق كامل من المطور، باعتبار أن الأخير يوفر تسهيلات وامتيازات للمستثمر، بدفع مبالغ في حساب الضمان، سواء (كاش) أو على دفعات، وذلك بخصومات ممتازة، مقارنة بسعر السوق، ما يسهل عليه عملية إعادة البيع، لأنه يأخذ بتسعيرة متميزة أقل من سعر بقية المستثمرين أو الذين يشترون بالمبنى.

سعر خاص

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتوم» لإدارة العقارات، سعيد عبدالكريم الفهيم، إن «هناك العديد من المستثمرين الذين يشترون بالجملة، بعدد من الطوابق، بغرض الاستثمار، ويشترون الطوابق بسعر خاص»، موضحاً أن «هؤلاء المستثمرين موجودون بكثرة، ويحققون أرباحاً مرتفعة، وهم الذين يحركون السوق العقارية في دبي».

القفزات السعرية

من جانبه، قال رئيس شركة «دبليو كابيتال» للوساطة العقارية، وليد الزرعوني، إن «الطابع الاستثماري يغلب على القطاع العقاري في دبي خلال السنوات الأخيرة، في ظل القفزات السعرية التي سجلتها الأسعار، والعوائد الكبيرة المحققة من عملية التأجير».

وذكر الزرعوني أن «الأوضاع الاقتصادية الإيجابية في دبي، ومزايا منح تأشيرات الإقامة، والنظام الضريبي الجاذب لتأسيس وإطلاق الأعمال الجديدة، إلى جانب التنوع الثقافي مع احتضان نحو 200 جنسية من جميع أنحاء العالم، تعزز من الاستثمار في السوق العقارية في الإمارة».

وأوضح أن «العقار لايزال ملاذاً آمناً للاستثمار، لاسيما في سوق دبي العقارية التي تحافظ على كل هذه المقومات التي تعزز من ثقة المستثمرين المحليين والأجانب»، مضيفاً أن «من تتوافر لديه الثقة الكافية بالسوق العقارية، ولديه السيولة الكافية، فإنه يفضّل ضخها في العقار، عبر شراء طوابق كاملة وإعادة بيعها، وهذا ما نرصده مراراً وتكراراً داخل السوق».

العقار الجاهز

إلى ذلك، قال خبير التسويق العقاري، علاء مسعود، إنه «بالنسبة للسكن، فإن الناس دائماً تبحث عن العقار الجاهز للسكن، بينما شراء عقار تحت الإنشاء يكون بغرض الاستثمار، لأن غرض السكن يجب أن يكون فورياً وسريعاً، أما العقارات تحت الإنشاء فإن أقرب مشروع حالياً سيتم تسليمه يكون خلال أعوام 2027 و2028 و2029، ومن الصعب أن يقوم أحد بشراء عقار تحت الإنشاء بغرض السكن، حيث إن أقرب موعد للتسليم يكون خلال ثلاث سنوات».

وأوضح مسعود أن هناك نوعاً جديداً من الاستثمار عبر الشراء بأسعار ما قبل الطرح، بحيث يستفيد المستثمر من هذا الطرح عند حدوث زيادة في الأسعار، وبالتالي عندما ينتهي بيع المشروع بالكامل، فإن المستثمر الذي قام بالشراء منذ البداية يكون مستفيداً بنسبة 12 إلى 15% كعائد على رأس المال.

وأضاف مسعود أنه في الفترة الأخيرة شهدنا إقبالاً كبيراً على عدد كبير من الوحدات، وقابلية لشراء طوابق كاملة، ودفع نسبة 40% وأخذ «شهادة لا مانع» من المطوّر، ثم إعادة البيع والاستفادة بشكل كبير من ارتفاع الأسعار، موضحاً أن هذه الثقافة أصبحت موجودة في سوق دبي العقارية، وهناك العديد من المستثمرين في السوق، من الخليج وأوروبا، خصوصاً من ألمانيا وبلجيكا وهولندا والنمسا والنرويج، لافتاً إلى أن «تسويق عقارات دبي قوي جداً، ويساعد في جلب المستثمرين بأعداد كبيرة، ونحن حالياً في أعلى ذروة للسوق العقارية بإمارة دبي».

عوائد مرتفعة

من جهته، قال الخبير العقاري، فراس ألفا، إن «الكثير من المشترين ينظرون إلى دبي كوجهة استثمارية رائدة»، موضحاً أن «ذلك يرجع للعوائد المرتفعة من الإيجارات، والزيادة المستمرة للطلب على العقارات من قبل المقيمين والسائحين الذين يأتون إلى دبي».

وأضاف ألفا أن «القوانين المرنة تدعم ملكية الأجانب وتمنحهم تأشيرات إقامة، سواء للمستثمرين أو غيرهم، وهناك تسهيلات كثيرة تدعم هذا التوجه، ولاحظنا زيادة في عمليات الشراء بالجملة، بغرض الاستثمار، لأنه من الشائع شراء مستثمرين طوابق كاملة في هذه الأوقات، أو عدداً من الوحدات في بناية واحدة، بهدف تحقيق عوائد طويلة الأجل، من خلال إعادة بيع هذه الوحدات بأسعار أعلى في المستقبل، وهذا هو التفكير الاستثماري في القطاع العقاري بدبي».

وأشار ألفا إلى التطورات التي تشهدها دبي، والتكنولوجيا المتطورة تساعد الناس على الاستثمار، خصوصاً الاستثمار العقاري الذي يأتي في صدارة قطاعات الاستثمار، وفي ظل وجود فرص استثمارية كبيرة في دبي، والقطاع العقاري يشهد تفوقاً ملحوظاً، فالعقار وجهة أولى للاستثمار قبل السكن.

أفضل استثمار

 

قال الرئيس التنفيذي لشركة «ملاك العقارية»، طارق رمضان، إنه «في القطاع العقاري هناك من يشتري بغرض الاستثمار، وهناك من يشتري بغرض الإقامة، وهناك فئة المستثمرين الذين يشترون طوابق كاملة، وعادة ما يتم التركيز على الوحدات الصغيرة كالاستوديو، باعتبارها الأفضل للاستثمار»، موضحاً أن توجهات عملية الشراء تعتمد على نوعية المشروع وموقعه، فمثلاً المشروعات الفاخرة والمرتفعة الأسعار، معظم المشترين فيها يكونون مشترين نهائيين، بينما العقارات المتوسطة يكون عليها الطلب أكثر للاستثمار.

. الطلب على العقارات الفاخرة في دبي يشهد ارتفاعاً ملحوظاً.

الأكثر مشاركة