التكامل بين الرقابة والتخطيط

هل وجود خطة يعني أن الهدف قد تحقق؟ وهل تنفيذ الخطة يعني أن الإنجاز المحقق هو فعلاً الإنجاز المخطط؟

للإجابة عن هذين السؤالين، نستطيع القول إن هناك مجموعة احتمالات، فقد يتساوى الإنجاز المحقق مع الهدف، وقد يقلّ الإنجاز المحقق عن الهدف، وقد يكون أكبر من الهدف، وأخيراً قد يساوي الإنجاز المحقق صفراً.

ولذلك، فإن وجود الخطة لا يعني مطلقاً أن الهدف قد تحقق، كما أن الإنجاز المحقق قد لا يساوي الإنجاز المخطط لتحقيق الأهداف. ولتحقيق هذا التوازن، لابد من وجود وظيفة رقابية تتكامل مع وظيفة التخطيط.

لكننا نقرأ في العديد من الصحف اليومية، تصريحات من مسؤولين عن العديد من الأمثلة على وظائف رقابية بعيداً عن التخطيط، إذ تركز اهتمامها بشكل موسمي، فعندما يقترب موسم الأعياد أو المدارس تتشدد الرقابة. وعليه، فإن هذا الأسلوب من الرقابة يعد مشكلة رئيسة للجهات الرقابية، وعليه لابد أن يرتبط بالخطط والأهداف التي تعتبر القوة المركزية للجهات الرقابية، لأن مفهوم الرقابة عبارة عن جهد منظم مستمر، وليس موسمياً كما يفعل آخرون.

لابد من تحقيق «الرقابة الإيجابية»، للتأكد من أن الأنشطة والإجراءات والتصرفات تسير وفق الأنظمة والقوانين واللوائح والتعليمات الخاصة، لتجنب الوقوع في المخالفات والأخطاء بما يكفل تحقيق الأهداف، أما إذا تم الاستمرار في الرقابة بشكل موسمي، فإن ذلك يدفعنا إلى «الرقابة السلبية» التي تهدف إلى اكتشاف الانحرافات والأخطاء بطريقة يقصد بها تصيّد تلك الأخطاء، دون توجيه الانتباه إلى أوجه القوة والضعف أثناء عملية التنسيق، ودون تقديم افتراضات وحلول لمعالجة المشكلة القائمة، وتلافي تكرار حدوثها.

وهذا النوع من الرقابة غير بناء، ولا يخدم المستهلك أو المورد أو الاقتصاد.

وعليه لابد من توفير بيئة مستقرة، والتنبؤ بالانحرافات قبل وقوعها، واتخاذ الإجراءات التصحيحية، وألا يخضع أي نظام رقابي إلى محددات واعتبارات شخصية، لأنها تؤثر في الحكم، وتجعله حكماً غير سليم.

مدير أول قسم حماية الملكية الفكرية

الأكثر مشاركة