مواسم المستهلك

المستهلك وبطاقة الائتمان

خبير اقتصادي

باتت بطاقات الائتمان في متناول جميع المستهلكين في معظم دول العالم للتعامل في الشراء، لما لها من سهولة في الاستخدام والأمان، ونتيجة لاتساع آفاق حاجات الأسر وزيادة طموح أفرادها ازداد البيع بنظام بطاقة الائتمان، إذ إن معظم التجار وأصحاب الشركات يرون أن هذا النظام يعمل على تحسين مستوى المعيشة، أما معارضوها فيرون أنها دعوة للتبذير، وتحريض لذوي الدخل المحدود على العيش فوق طاقاتهم باستهلاكهم السلع الكمالية، فتقل مدخراتهم الضرورية.

«زيادة معدل الإنفاق الاستهلاكي بالمجتمع تؤدي إلى انخفاض الميل للادخار والاستثمار وظهور العديد من المنازعات التجارية».

ويرى خبراء الاقتصاد أن زيادة معدل الإنفاق الاستهلاكي بالمجتمع يؤدي إلى انخفاض الميل للادخار والاستثمار، وظهور العديد من المنازعات التجارية، وعدم الوفاء بكل أو بعض الأقساط، وما يترتب على ذلك من تكاليف قضائية لحل هذه المنازعات، لذا فإن الأسرة مطالبة بمزيد من الوعي المالي والموازنة السليمة بين مواردها واحتياجاتها الفعلية، وكيفية استخدام نظام بطاقة الائتمان، ومتى تختاره سلوكاً شرائياً.

ويجب على المستهلك أن يكون محترفاً في استخدام هذه البطاقة، من خلال التأكد من سداد المبالغ مباشرة من الحساب بعد استخدام البطاقة، ورفض السماح للبنك بترحيل المبالغ، بل السداد الفوري، إضافة إلى تفعيل استخدام بطاقة السحب الإلكتروني التي تتضمن خدمة الائتمان، وتقوم في أوقات كثيرة بدور البطاقة الائتمانية، نتيجة ارتباطها بشبكات مالية محلية وإقليمية وعالمية.

وعلى المستهلك المعرفة عند تحويل رصيد ما، أو شراء شيء، أو سحب مبلغ نقدي معين، فمعدلات الفائدة تختلف، فبطاقة تحويل الرصيد النموذجية لا تفرض أي رسوم، أو أنها تلزم بمعدلات فائدة منخفضة جداً، خلال المرحلة الأولية، لكن هناك معدلات فائدة أعلى على المشتريات والسحوبات النقدية، وعندما يتم السداد عند نهاية الشهر، يطبّق البنك المبلغ المحصّل إلى الرصيد الذي لديه أدنى معدل، مع ترك الدين الأكبر كي يستحق مزيداً من الفائدة. ويعرف هذا الأسلوب بالنظام العكسي للمدفوعات، وهو يكلّف المستهلك رسوم فوائد إضافية. وعند أخذ العروض فلابدّ من استخدامها لتحويل الدين وسداد المبلغ المستحق، وكذلك من مصلحة المستهلك استعمال بطاقة التحويل لدفع المستحقات، من دون أن يستخدمها لشراء أي شيء كان، كي لا تترتب عليك أي نفقات، وبالتالي دفعات إضافية، وذلك قبل انتهاء الفترة الأولية ودخول سعر الفائدة المتغيّر حيز التنفيذ.

أصبحت بطاقة الائتمان أداةً مالية تمكّن الجميع من العيش خارج واقعهم، إلا أنهم يصبحون أخيراً مثقلين بالديون، التي تترتب عليها فوائد كبيرة، لذا ندعو المستهلك إلأى تعلم كيف تعمل هذه البطاقات، وأستطيع الجزم بأن هناك نسبة كبيرة من المستهلكين يرزحون تحت وطأة ديون بطاقات الائتمان، علماً أن كثيرين منهم لا يمتلكون أدنى معرفة بآلية عمل بطاقة مثل هذه البطاقات أو الشروط المتعلّقة باستخدامها.

تويتر