فلنرفع شعار «لا لن نندفع»
أضاء رمضان ليالينا وحياتنا لتدبّ فينا طاقة هائلة للقيام بالأعمال الصالحة والاجتهاد في العبادة، إذ إن الثواب مضاعف، كما أن فرص المغفرة كثيرة بهذا الشهر الفضيل. فالصيام هو نوع من أنواع الجهاد، حيث إنك تمتنع عن قول ما هو مسيء، وتبذل الجهد بفعل الصالحات وتجاهد قلبك وروحك بالابتعاد عن كل ما يغضب الله تعالى، وكذا يوجد هناك جهاد البطون بجعلها تتدرب على عدم الأكل والشرب طول 15 ساعة، ونتحسس حاجة الناس الذين لا طعام لهم ولا مشرب، ونحس بمعاناة الفقراء والمحتاجين في العالم.
لكن سرعان ما يتحول هذا الجهاد الى كارثة عند اول مدفع إفطار، فتصاب المعدة بحالة من الفزع لدخول كميات كبيرة مما لذّ وطاب ولكن بكميات مضاعفة لم تعتد عليها «المسكينة»! ما قد يتسبب بحالات عسر هضم وحالة من الكسل والخمول، وما ذلك إلا نتيجة الإسراف في شراء المواد الغذائية وطهي الكثير من الأطباق التي قد لا يستطيع جميع من على المائدة أكلها، فهناك من يرمي النعمة المتبقية، وهناك من يقومون بالتصدق بالطعام، ولكن لماذا نقوم بمضاعفة فاتورة رمضان وجر محافظ نقودنا للإفلاس مقدماً، علماً بأننا مقبلون من بعد عيد الفطر على موسم السفر، ومن ثم المدارس.
دعونا من اليوم نرفع شعار «لا لن نندفع وراء رغباتنا الاستهلاكية»، فيجب تحديد ميزانية خاصة لشهر رمضان لا تتعدى الميزانية الشهرية العادية إلا ببضع مئات وليس الآلاف، علينا تحديد أولوياتنا من مأكل ومشرب وتحديد ميزانية لها تبعاً للأيام التي سنفطر بها في رمضان، حيث توجد أيام تقوم فيها بعض الأسر بالإفطار خارجاً. وفي هذه الأيام استهلاك لا يمتد فقط للمأكل والمشرب، بل يمتد إلى الملبس، حيث يقوم التجار بتشجيع الإناث من المستهلكين على شراء أوانٍ خاصة فقط لرمضان، أو ملابس خاصة لرمضان.. إلخ، فيتحول شهر العبادة والروحانية إلى شهر استهلاكي قد يفوق ميزانية الفرد.
لا لن نندفع، سنقوم بترتيب الأولويات، وتقنين الزيارات غير المهمة، والتركيز على صلة الرحم، وسنقوم بشراء ما يلزمنا فقط من دون بهرجة، كما سنقوم بمقارنة الأسعار، وتفقد العروض الشرائية بحرص، والتأكد من صلاحية السلع أولاً. وسنقوم أيضاً بعمل نظام لموضوع الأكل المتبقي بالتواصل مع الجمعيات الخيرية المتخصصة بحفظ النعمة أو التصدق بالطعام، وطرق عديدة جداً تمنحكم الرضا الداخلي، ومعدة مرتاحة، ومحفظة نقدية تتنفس الصعداء.
مدير أول التطوير في قطاع الرقابة التجارية وحماية المستهلك
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news