حماية الملكية الفكرية هي حماية للمستهلك
تمتاز العلامات التجارية العالمية بسمعتها ومكانتها المرموقة، ولاشك في أن تلك المنتجات أو الخدمات التي تحمل العلامات التجارية، هي منتجات حازت رضا المستهلكين وتوقعاتهم، ولم تصل هذه العلامة التجارية إلى المكانة التي وصلت إليها إلا بعد عناء وجهود كبيرة من أصحابها.
قد يرى بعض المستهلكين أن قيامنا بحماية العلامات التجارية عملية مبالغ بها، لاسيما أن المنتجات المقلدة أسعارها رخيصة مقارنة بالمنتجات الأصلية، لكن للأسف الشديد يجهل مستهلكون العديد من الجوانب الأخرى التي قد تؤثر فيهم وفي صحتهم وفي المجتمع، إضافة إلى الأضرار والخسائر التي سيتكبدها التاجر صاحب العلامة التجارية.
إن عملية صناعة المنتجات تخضع لمعايير يجهلها الكثيرون، فلو لم تكن هناك أسس ومعايير لما رأينا تلك المنتجات ذات العلامة التجارية المميزة تصل إلى هذه المكانة.
فتخيل لو عمل تاجر على تقليد منتج ما، فلاشك في أنه سيتغاضى عن العديد من الأسس والمعايير، بعضها جوهري يجهله، وبعضه مكلف، بحيث لن يستطيع بيع المنتج بسعر رخيص لو استخدمها، وتخيل معي عزيزي المستهلك لو اشتريت هذا المنتج وأنت لا تعلم بأن المنتج مقلد، حتماً عند استخدامك للمنتج ستلاحظ الفرق، وبالطبع سيؤثر ذلك في ثقتك بالمنتج، وعليه لن تقوم بشرائه في المرات المقبلة.
وهناك منتجات حساسة جداً، مثل منتجات العناية الشخصية أو قطع غيار السيارات، وغيرهما من المنتجات التي إن لم تخضع للأسس والمعايير فإن عواقب استخدامها وخيمة.
نتعجب من المستهلك غير الواعي، الذي يتعمد شراء منتجات حساسة مقلدة له ولأهله، وقد تلحق الضرر بهم، فهناك العديد من المنتجات في الأسواق ومعظم تلك المنتجات إن تعمدت شراء المقلد منها فإنها حتماً ستؤثر فيك سلباً، إلا القليل منها، الذي قد لا يؤثر فيك عند استخدامه، لكنها سيؤثر في التاجر الأمين وفي أصحاب العلامة التجارية تلك، الذين بذلوا طاقتهم لمنحك منتجاً مثالياً يحقق لك أعلى مستويات المنفعة.. فلك حرية الاختيار، فنحن في «اقتصادية دبي» اخترنا محاربة هذه الظاهرة حمايةً لحقوق التجار والمستهلك وحماية لأفراد المجتمع.
مدير أول قضايا الملكية الفكرية والوكالات التجارية.