الشيخ الدكتور عمر عبد الكافي يدعو للتفاؤل في محاضرة بعنوان"واحة الأمل"
أقيمت الأول من أمس محاضرة باللغة العربية بعنوان ’واحة الأمل‘ للشيخ الدكتور عمر عبد الكافي ضمن فعاليات ملتقى دبي الرمضاني الرابع عشر، الذي تنظمه دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي برعاية كريمة من سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم. ويعتبر ملتقى دبي الرمضاني، أحد أبرز فعاليات "رمضان في دبي".
وقد توجه الشيخ الدكتور عمر عبد الكافي بالشكر لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي على دعوتهم له للمشاركة في المحاضرات التي تقام ضمن ملتقى دبي الرمضاني الرابع عشر. وأثنى على الجهود التي تبذل للارتقاء بالملتقى من عامٍ لآخر، مشيراً إلى أنه شارك في فعاليات ملتقى دبي الرمضاني في أعوام سابقة، ويشعر بالسعادة بهذا التطور الكبير الذي يشهده الملتقى كل عام.
وقال الشيخ الدكتور عمر عبد الكافي: "يتميز ملتقى دبي الرمضاني بالتنوع والثراء في أنشطته المختلفة، وله بصمة واضحة في الدعوة إلى الله وجمع وتأليف القلوب في شهر رمضان المبارك. إذ يجمع ملتقى دبي الرمضاني نخبة من كبار علماء ودعاة الدين الإسلامي من مشارق الأرض ومغاربها، يعلمون الناس شؤون دينهم وينصحونهم ويرشدونهم إلى سبيل الله، كما يستفيد جمهور الملتقى من الأنشطة التي تقام على هامش المحاضرات."
وأضاف: "لقد اخترت عنواناً لمحاضرتي اليوم، وهو ’واحة الأمل‘ في ظل حالة الحزن والأسى التي بات يعيش فيها الكثير من المسلمين لما يجري على الساحتين الإسلامية والعالمية، ووددت أن أبث الأمل فيهم وأن أحثهم على الأمل والتعلق بالله عز وجل، فنحن أمة مشرقة دائماً لتخرج الناس إلى النور رغم ما يحاك لدين الله."
محاضرة بعنوان"واحة الأمل"
وفي محاضرته، أشار الدكتور عمر عبد الكافي إلى أنه للدخول في واحة الأمل، لا بد على المرء من المرور بواحة الألم، فالله عز وجل يبتلي المؤمنين بعطايا إلهية، مثل المال والجاه وغيرهما الكثير، ثم يختبر الله سبحانه وتعالى عبده ليرى إن كان سيشكر أم يكفر. وأعطى الدكتور عبد الكافي بعض الأمثلة والمقارنات بين نبي الله سليمان عليه السلام وقارون، وبين يوسف عليه السلام وفرعون، وكذلك بين ذو القرنين وفرعون. فأنبياء الله قد أوتوا النعم وشكروا الله عليه فأعزهم الله ورفعهم ومكن لهم، أما قارون وفرعون فقد كفرا وطغيا. وبذلك، فعلى كل مؤمن يؤتيه الله من فضله أن يشكره.
وقال الدكتور عمر عبد الكافي أن الله يبتلي عباده المؤمنين أيضاً بالمصائب، فمن صبر وشكر كان له أجر عظيم ويكون يوم الحساب من الفائزين. كما أن الألم أنواع، وأشد أنواع الألم هو البعد عن الله سبحانه وتعالى، وأسوأ فراق هو فراق الطاعات وفراق عمل الخيرات وفراق العبادات. وللدخول في واحة الأمل، لا بد للمؤمن من التحلي بالصبر على ما يبتليه الله به، والثقة بالله عز وجل والتعلق بالله وبالأمل أن الغد أفضل من اليوم وأن كل شيء مقدر.
يذكر أن الشيخ الدكتور عمر عبد الكافي هو أحد الدعاة إلى الإسلام من مواليد مصر في محافظة المنيا 1 مايو 1951. نشأ في كنف أسرة ملتزمة بتعاليم الإسلام، وأتم حفظ القرآن قبل بلوغ العاشرة من عمره، وتخرج من كلية الزراعة ثم لم يلبث أن حصل على درجة الدكتوراه في العلوم الزراعية، كما درس بأكاديمية البحث العلمي وعمل باحثاً بالمركز القومي للبحوث. تنقل وهو صغير بين أيدي أساتذة وعلماء في شتى العلوم الشرعية من فقه وتوحيد وتفسير وسيرة وأصول فقه وعلوم حديث، وحفظ على يد أساتذته صحيحي البخاري ومسلم بالأسانيد وكان لهذا الحفظ أثره الواضح في تلقيه العلم طوال سنوات عمره. والشيخ عاشق للغة العربية وآدابها وعلومها لذا فقد درس البلاغة والنحو والصرف وحفظ كثيراً من المتون كألفية بن مالك وغيرها، وتأثر كثيراً بشخصية أبي حنيفة وابن تيمية والحسن البصري وأبى حامد الغزالي وفى السنوات التي كان فيها عضواً بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي برابطة العالم الإسلامي عاصر وعايش كثيراً من علماء العالم الإسلامي في شتى العلوم والثقافات. والدكتور عمر عبد الكافي حاصل على درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في العلوم الزّراعيـّة، ودرجة الليسانس في الدراسات العربيّة والإسلامية، ودرجة الماجستير في الفقه المقـارن.
السكري مرض العصر
وسبقت المحاضرة الرئيسية للشيخ الدكتور عمر عبد الكافي محاضرة قصيرة للتثقيف الصحي ضمن برنامج ’صحة صائم4‘، والتي ألقاها الدكتور محمد حسنين، استشاري أمراض السكري والغدد الصماء. قدم الدكتور خلال المحاضرة عرضا تقديميا عن مرض السكري والأسباب المتعددة للإصابة به، وكذلك كيفية الوقاية منه من خلال نمط حياة وبرنامج غذائي صحي، فضلاً عن كيفية التعايش مع المرض والحفاظ على مستوى معتدل من السكر في الدم من دون التأثر بأضراره.
وواصلت أنشطة الكشف الطبي المجاني في جذب المزيد من الجمهور، وتقديم الخدمات الطبية المجانية لهم من خلال فحوصات الدم والسكري وضغط الدم وفيروس سي وتقديم النصائح والإرشادات الطبية للجمهور. ويقوم مستشفى برايم بتقديم خدمات راقية لزوار الملتقى.
حُسن الخلق
وعقب محاضرة التثقيف الصحي، انطلقت منافسات مسابقة ’خطيب الأمة‘، التي تهدف إلى دعم الأطفال الموهوبين في فن الخطابة وإلقاء الشعر، ضمن مسابقة يشارك فيها الأطفال من سن 6 إلى 11 عاماً. وقدم محمد عبد القادر محمد علي، من الهند، خطبة رائعة باللغة العربية بعنوان ’حُسن الخلق‘، والتي أشار فيها إلى أهمية الأخلاق الحميدة ومعاملة الناس معاملة حسنة وبر الوالدين والإحسان إلى الفقير والمحتاج.
كما أقيم معرض "نشأة الخلق" الذي يعرض لوحات معبرة تتضمن آيات من القرآن الكريم عن قصة وبداية نشأة الخلق مع وجود الترجمة إلى اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى وجود عرض مصور على الشاشة.
وفي ركن "كن داعياً"، تم تقديم هدايا مجانية عبارة عن مواد تعليمية وتعريفية بالدين الإسلامي، يتم توزيعها على الحضور بالمجان.
وفي ختام الأمسية الرمضانية العطرة، تم إجراء سحوبات للجمهور على رحلات عمرة وأجهزة لوحية وهواتف ذكية، فضلاً عن العديد من الجوائز الأخرى المقدمة من المستشفيات والمراكز الطبية المشاركة في الملتقى، وتم الإعلان عن الفائزين من الرجال والسيدات.
يذكر أن "ملتقى دبي الرمضاني" يحظى هذا العام برعاية كبيرة من أبرز الرعاة الإستراتيجيين وهما: المكتب للثقافة والإعلام، ومبادرة حمدان بن محمد للإبداع الأدبي، إلى جانب الرعاة الرئيسيين سعيد ومحمد النابودة القابضة، وصديقي القابضة، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وملبار ذهب وألماس، وشبكة قنوات دبي، وفليكر شو للإنتاج ذ.م.م. والرعاة الداعمين: موانئ دبي العالمية، وإينوك، وتماني مارينا فندق وشقق فندقية، وآي فون إسلام، وباور برينت.