رحلة إنسانية إلى «سورينام».. وطن التسامح والتنوّع

«رئة الأرض» تتنفس في «إكسبو 2020»

صورة

رحلة إلى السحر والخيال، مغلفة بكثير من الدفء والإنسانية، يوفّرها معرض «إكسبو 2020 دبي»، من خلال زيارة جناح دولة صغيرة في حجمها وعدد سكانها، وربما لا تكون معروفة للكثيرين، لكنها كبيرة في قيمتها وما تقدمه للعالم.

إنها سورينام، تلك الدولة المغمورة في أميركا الجنوبية، فهي أصغر دولة ذات سيادة، من حيث المساحة وعدد السكان في أميركا الجنوبية، لكنها على الرغم من ذلك تصنف باعتبارها «رئة الأرض»، لما تولده من أكسجين، بفضل الغابات التي تمثل نحو 93% من مساحتها، كما أن جناحها يحوي تفاصيل مثيرة للغاية، منها «شجرة الحياة» التي تؤوي مئات الأنواع من الطيور والحيوانات، تعيش معاً بألفة وانسجام نادرين، بالإضافة إلى قصص مدهشة حول دولة تصنف باعتبارها من أكثر الأوطان تسامحاً وتنوعاً عرقياً ودينياً وثقافياً في العالم.ويسيطر على زائر «إكسبو 2020»، شعور مختلف حين يدخل جناح دولة سورينام، فثمة دفء غير معتاد، وطاقة إيجابية تسيطر على المكان، سببها كما تحكي المرشدة الثقافية بالجناح، جيرمين أوستويك، طبيعة شعب سورينام، الذي يتكون من أعراق عدة.

وقالت، لـ«الإمارات اليوم»، إن أسرتها نفسها، مثل الأمم المتحدة، أب ينحدر من أصول هندية إفريقية، وأم متنوعة الجذور الآسيوية، كما أن أفراد العائلة يعتنقون عدداً من الديانات، دون أن يكدر أحدهم صفو الآخر، لأن هذه هي طبيعة سورينام، فالمسجد يجاور المعبد اليهودي والكنيسة دون حواجز، ويحتفل الجميع بالأعياد لكل الأديان، مؤكدة أن هذا التسامح ليس مفروضاً من قبل سلطة أو قانون مثل غالبية دول العالم، لكنه في صميم قناعات شعب سورينام، لذا لا توجد أي عراقيل في الزواج بين أهل ديانة وأخرى، أو عرق وآخر.

وأضافت أوستويك، إن «تركيبة المجتمع السورينامي بالغة الثراء، فحتى الآن يحتفظ كل عرق بعاداته وتقاليده الأصيلة التي لم يطرأ عليها تطور أو تغيير، فقبائل المارون الإفريقية تعيش في قراها وفق أصول تمتد لعشرات القرون، وكذلك اليابانيون والصينيون والهنود وغيرهم من الأعراق التي جلبها الاستعمار الهولندي»، لافتة إلى أنه على الرغم من احتفاظ كل عرق بتقاليده، إلا أنهم يتمازجون ويتزاوجون دون عراقيل أو حساسيات.

ولا يخلو جناح سورينام من تفاصيل طريفة، منها الزي التاريخي للمرأة، إبان عهد الاستعمار، والذي كان عبارة عن لغة تخاطب عاطفية وإنسانية، إذ كان العبيد آنذاك غير مسموح لهم بإقامة علاقات طبيعية، لذا كانت المرأة ترتدي القبعة بطريقة معينة لتحدد موعداً مع الرجل.

ويحوي الجناح نموذجاً من غابة مطيرة نادرة تعد فرعاً لغابات الأمازون الشهيرة، وتحوي حيوانات وطيوراً رائعة الجمال، منها «كوكو الصخور» الذي ينفق الزوار عشرات الآلاف من الدولارات لمشاهدته فقط، بالإضافة إلى «الضفدع الأزرق» السام، المعرّض للانقراض، و«شجرة الحياة» التي تمثل بيئة غنية فريدة، تقطنها مئات الفصائل من الطيور والحيوانات التي تعيش معاً في ألفة ووئام.

تويتر