إكسبو.. «عوشة».. حكاية إماراتية من عالم الأساطير
رأت قمراً في الحلم، وعندما استيقظت من نومها راحت تنظم الشعر.
هكذا بدأت حكاية عوشة بنت خليفة السويدي مع القصائد، التي قدمها عرض «عوشة والقمر»، للمخرجتين نهلة الفهد وآمنة بلهول، خلال 12 دقيقة.
يقدم العرض يومياً على قبة الوصل في «إكسبو 2020 دبي»، ليحملنا إلى حياة الشاعرة، ويروي قصتها منذ الطفولة، إلى أن منحها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لقب «فتاة العرب»، وأهداها عقداً من اللؤلؤ تزينت بألوانه وصورته قبة الوصل في نهاية العرض.
يحمل «عوشة والقمر» كثيراً من الألوان الحالمة، وينبض بالهوية الإماراتية، بدءاً من حكاية الشاعرة، وصولاً إلى تصوير البرجيل والنخيل وفنون الخط العربي، والمجاراة الشعرية بينها وبين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، «فجميعها عناصر امتزجت في تكوين هذا العمل الإماراتي المتكامل»، وفقاً للمخرجة آمنة بلهول، التي أكدت لـ«الإمارات اليوم» أن «قصة عوشة قريبة الشبه بالأساطير القديمة، وقد قررنا أن تكون القصص التي تروى في ساحة الوصل عالمية المنحى، خصوصاً أن الشعر مهم جداً للناس في الإمارات».
ويقدم العرض، الذي يعتمد على الرسوم التصويرية ذات الألوان الحالمة، الهوية الإماراتية بشكل مميز، مستعرضاً الشعر بفن الخط العربي، ترافقه مجموعة من الرموز الإماراتية.
وتضيف بلهول: «حلمت عوشة بأنها ابتلعت القمر، وعندما استيقظت بدأت نظم الشعر». وأضافت انها والمخرجة نهلة الفهد تواصلتا مع الدكتورة رفيعة غباش «للتأكد من الرواية كاملة، كونها قدمت كتاباً توثيقياً عن حياتها وتجربتها، ومن هنا أتت عناصر العمل المتكاملة».
ولفتت بلهول إلى أنها اعتمدت مع المخرجة الفهد على الجمع بين الحقيقة والخيال، لضمان وصول عوشة إلى القمر بأسلوب يروي الماضي بدقة، ويتطلع إلى المستقبل.
وشرحت: «استخدمنا في العرض كل تقنيات الرسوم التصويرية، فقد بدأنا العمل على المشروع خلال جائحة (كورونا)، وحينها كان السفر غير متاح، وبالتالي تم الاعتماد على التكنولوجيا كثيراً لإتمام العرض».
وأوضحت أن فريق العمل استعان بفتاة تدعى مريم السويدي، من العين، والتُقطت تعابيرها وكلامها، ودمجا مع تعابير شخص آخر، في سيدني (أستراليا)، ما أضفى على العرض بعده الواقعي.
وأشارت بلهول إلى عمل فريق العرض على وضع القصائد التي ردّ عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتوثيق مجاراتهما الشعرية، ومنح القصة عمقاً في التفاصيل.
وقالت: «رافق العمل خلال جائحة (كورونا) كثير من التحديات، وقد رأينا في ذلك فرصة لإلغاء معنى المستحيل، فحين يكون هناك شغف في العمل يمكن تطويع كل التكنولوجيا والإمكانات من أجل الوصول إلى النتيجة النهائية».
ومن جهتها، أكدت المخرجة، نهلة الفهد، أن «عوشة قامة كبيرة في الشعر، وقد أثرت في الساحة الأدبية، وهي من الشخصيات التي تستحق إلقاء الضوء على تجربتها، خصوصاً في ساحة الوصل التي تتحدث إلى كل الجنسيات، ولهذا أُنتج العمل باللغتين العربية والإنجليزية».
وأضافت: «عملت الدكتورة رفيعة غباش على توثيق حياة وشعر عوشة في كتاب، وهذا الكتاب يوثق أيضاً قصائد المجاراة بين عوشة والشيوخ والقادة في الإمارات، وهو كتاب غنيّ ومهم في مجال الشعر الإماراتي، ولهذا كان مهماً بالنسبة لنا تقديم هذه الشخصية في (إكسبو) ليعرف الناس قصائدنا والشخصيات التي أصبحت أيقونات في المجال الأدبي».
امتزجت في العرض الموسيقى والمؤثرات الصوتية وغناء الكورال، وصوت الراوية، والإلقاء الشعري، وهي كلها عناصر تجعل الحضور يندمج مع العمل والشخصيات، ويتتبعها حتى النهاية.
وشددت الفهد على أن تفاصيل الصوت والإلقاء مُنحت عناية شديدة، فقد اختيرت فتاة تبلغ 12 سنة لتقدم صوت عوشة وهي طفلة، ليكون العرض مقنعاً جداً للحضور، وعمل على الإلقاء الصوتي للطفلة وديمة أحمد، بينما قدمت صوتها هدى الفهد حين كبرت
أما صوت راوية القصة، التي كتبتها الشاعرة والأديبة شيخة الجابري، فيعود للإعلامية أمل محمد، فيما ألقيت قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بصوت محمد يوسف.
• العرض يقدّم قصة الشاعرة برسوم تصويرية تجمع بين الحقيقة والخيال.
• العرض يعرّف الآخرين بشخصيات إماراتية أصبحت أيقونات في الأدب.
بطاقة شخصية
عوشة بنت خليفة السويدي «فتاة العرب»، شاعرة إماراتية، وشخصية استثنائية مبدعة.
وُلدت عام 1920، وفي رصيدها أكثر من 600 قصيدة.
ألحان فايز السعيد
قُدّمت القصائد في العرض بألحان فايز السعيد، الذي عمل على الموسيقى الكاملة للعرض.
وقالت المخرجة، نهلة الفهد، إن ما يميز فايز السعيد أنه يحمل هوية خاصة في إبراز الألحان الإماراتية، خصوصاً أنه عمل على مجموعة كبيرة من الأعمال الوطنية.
وأكدت الفهد أن «الألحان منحت كل قصيدة أجواءها المناسبة، مع إيجاد مساحات جميلة للحلم».