«السيزال» و«المكاداميا» و«الأفوكادو» من أشهر منتجات أرضها
عين إكسبو.. كينيا تعطر أوروبا بالرائحة السمراء
يستقبل جناح كينيا بمنطقة الفرص في «إكسبو 2020 دبي» زواره بتشكيلة من عطور زهور الزنبق والورد الجوري والأوراق العطرية، والموسيقى الإفريقية الهادئة، مخاطباً حواسهم مباشرة.
ويكشف الجناح عن ثروات «المحبوبة السمراء»، البلد الإفريقي الواقع على المحيط الهندي في شرق قارة إفريقيا، والجار لكل من جنوب السودان، وتنزانيا وإثيوبيا والصومال وأوغندا، الذي يشتهر بكثير من منتجاته الفريدة، أبرزها «السيزال» و«المكاداميا» و«الأفوكادو».
صمم جناح كينيا بعناية تصبغ الرحلة تحت سقفه بالمعرفة، إذ قسم الى مناطق جغرافية ومعلوماتية، لكل منها رائحة وموضوع تحكيه الردهات والممرات التي اكتست بصور ثابتة وأخرى متحركة، تطغى عليها ألوان الأرض الخضراء، التي تشكل ما يزيد على نصف المساحة الاجمالية للبلاد (276 ألف كيلومتر مربع).
وفيما لايزال حجم الصادرات الزراعية الكينية دون الـ4% من الحجم الإجمالي لمنتجاتها الزراعية، يبلغ حجم العائدات المالية التي يحققها القطاع الزراعي الكيني سنوياً نحو 150 مليار شيلينغ كيني (الدولار الأميركي يساوي 112 شيلينغا).
محاصيل زراعية ثمينة، واستثمار في البنية التحتية لقطاع الاتصالات والمعلوماتية، ومساحات ضخمة لإنتاج الطاقة الشمسية، كلها أعمدة لقوة كامنة في اقتصاد كينيا، لكنها لم تستغل بعد.
اشتهرت كينيا بزراعة وإنتاج مجموعة من المحاصيل المهمة، مثل قصب السكر والقهوة والشاي. غير أن العهد الحديث للتنمية الزراعية في البلاد، شهد في السنوات الأخيرة اهتماماً بثلاثة منتجات ثمينة عالمياً، تتضمن: «السيزال» و«المكاداميا» و«الأفوكادو».
وتطمح كينيا إلى أن يكون بيع هذه المنتجات مصدراً أساسياً من مصادر ثروتها الاقتصادية، ما حملها على التوجه إلى إنتاجها بكميات مُنافسة عالمياً.
ويمثل «السيزال»، الذي تحتل كينيا المركز الثالث في قائمة أكبر البلدان المنتجة له في العالم، مصدراً للطاقة في عدد من القطاعات الصناعية، مثل قطاع السيارات وقطاع إنتاج البلاستيك وصناعة الأدوية. ويعد «السيزال» سلعة حيوية يصنع منها الغاز الحيوي والمكونات الدوائية ومستلزمات البناء، فضلاً عن صناعة الحبال والخيوط التقليدية المستخدمة في صنع الملابس والأثاث، إضافة إلى صناعة المطاط والبلاستيك المختلفة.
وينمو «السيزال» في المناطق الشرقية والساحلية لكينيا التي يناسب مناخها الحار على مدار العام هذا النوع من النبات.
أما «المكاداميا»، المعروفة أيضاً بـ«الجندل»، فقد ثبت أنها ليست مجرد مصدر غني بالطاقة للجسم البشري، بل هي مهمة أيضاً لتغذية جسم كينيا الاقتصادي، المعتمد بشكل كبير على قطاع الزراعة، إذ تحتل كينيا المركز الثالث في الدول المصدرة لها. وتزرع «المكاداميا» طبيعياً في تربة كينيا، وقد دعمت الدولة 30 مصنعاً يعمل في معالجتها وتصنيعها لمدّ السوقين المحلية والعالمية عبر ما يوفره لهم مليونا مزارع.
ويعد محتوى «المكاداميا» من مضادات الأكسدة القوية، حيث ثبت علمياً أن لها دوراً فاعلاً في محاربة الجذور الضارة في الجسم، ومنع الأكسدة، وتلف الخلايا والأحماض النووية، الذي قد ينجم عنه السرطان. كما أنها تعدّ مصدراً للدهون المفيدة، والألياف، ومجموعة من المعادن المهمة لحماية القلب وانتظام عمله.
بدأت كينيا أيضاً في السنوات الأخيرة الاهتمام بزراعة أشجار «الأفوكادو» أو «الأفوكاته»، المعروفة بـ«الذهب الأخضر الإفريقي»، بسبب أهميتها الغذائية والتنافس العالمي على إنتاجها وتصديرها، ما جعلها منتجاً اقتصادياً ثميناً. وزادت أهمية شجرة «الأفوكاته»، المعروفة أيضاً بشجرة «الزبدية»، بعد الاكتشافات العلمية الطبية التي أثبتت قدرة المواد الكيميائية الطبيعية الموجودة في مكونات ثمرتها على خفض نسبة الكوليسترول السيئ في الدم، وأكدت أنها تحتوي على مضادات أكسدة تحارب السرطان.
كما أظهرت غناها بمادة (اللوتين) التي تمنع انطفاء عدسة العين، عدا عن دور الفيتامينات التي تحتويها في تجديد خلايا البشرة ومكافحة الشيخوخة.
وأصبحت كينيا ثالث أكبر بلد منتج للأفوكادو في العالم، بعدما غطت تجارة الأفوكادو الكينية نحو 10% من حجم تجارة الثمرة الثمينة على مستوى العالم، وهو ما فتح آفاقاً جديدة في قطاع الزراعة الكيني.
وتعتمد بريطانيا على كينيا في مدّ أسواقها بالورود، إذ تشير المعلومات الى اعتماد 25% من محال الزهور فيها على استيراد الورود والنباتات المزهرة من كينيا.
وتنافس الورود والنباتات الكينية بنضارتها وحيويتها زهور الحدائق الأوروبية، ما جعل كينيا المصدر الرئيس حالياً لواردات دول الاتحاد الأوروبي من الورود.
• %25 من محال الزهور في بريطانيا تستورد ورودها من كينيا.
• %80 من السكان يعملون بالزراعة، التي يصدر من إنتاجها 4%.
4 محاور للتنمية
حددت كينيا في خطتها الاستراتيجية للنهوض بالبلاد أربعة محاور، تتضمن التحديث في أدوات ومخرجات القطاع الزراعي، الذي يعمل به نحو 80% من السكان، والاستثمار في تطوير البنية التحتية التكنولوجية، وتحديث أدوات التعليم، وتطوير وإنتاج مصادر مستدامة للطاقة الكهربائية تعتمد بشكل رئيس على مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية.
40 مجموعة عرقية
يتكون شعب كينيا من مجموعة متعددة الأعراق، بينهم هنود آسيويون وأوروبيون وعرب.
وينتمي الكينيون الأفارقة إلى نحو 40 مجموعة عرقية، أكبرها مجموعة «كيكويو» أو «الجيكويو»، إذ تشكل نحو 22% من حجم السكان، إضافة إلى أربع مجموعات أخرى، هي: «الكالنجي» و«كامبا» و«لوهيا» و«اللوو»، التي تشكل كل منها ما بين 10 و15% من عدد السكان.