أقنعة غامضة وتوابيت على هيئة بشر ولوحات ناطقة بالتاريخ
3 أجنحة في «إكسبو» تستقطب الزوّار بقطع أصلية من حضارتها
استقطبت بلدان زوّار المعرض العالمي «إكسبو 2020 دبي» بعرض قطع أصلية من موروثها الحضاري، تجسّد هوياتها. منها جناح دولة الغابون، الذي يحتوي على أقنعة خشبية أصلية، تشع بالغموض والسحر، وجناح بنين، حيث تعرض مجموعة من التحف الحقيقية، إلى جانب لوحات لأشهر الرسامين هناك، والجناح المصري، الذي يلقى إقبالاً واسعاً من الزوّار لمشاهدة محتوياته العريقة، خصوصاً «تابوت الكاهن بسماتيك».
ويقف الزوّار مطولاً داخل جناح الغابون وهم يشاهدون مجموعة من الأقنعة الخشبية، التي تثير الرهبة في النفوس بسبب غرابتها. وقد يتخيل البعض أنها نحتت حديثاً، على غرار التحف الإفريقية التي تُباع في الأسواق. لكن الحقيقة أنها قطع أصلية تحمل أسماء معينة، هي: (كدما وموي وتستس وأوس وموهان وميودي وأكوا وموكدجي).
وترجع هذه الأقنعة لقبائل استوطنت الغابون منذ مئات السنين، ودأب أهلها على ارتدائها في مناسبات الحداد والحزن، أو لإحلال السلام ونزع فتيل الحروب.
وأفاد القائمون على الجناح بأن الأقنعة جلبت من المتحف الوطني في الغابون لمنح الزوّار فرصة التعرف عن قرب إلى ثقافة دولتهم، مشيرين إلى أن «المتحف يحوي 40 قناعاً مختلفاً، جلب ثمانية منها لمزج الماضي المفعم بالأصالة والأساطير بالحاضر الطموح والمستقبل المشرق».
ويحرص الجناح على وضع شرح لكل قناع، فأحدها يرتدى أثناء طقوس تؤدى فجراً للحماية من الأرواح الشريرة، ومباركة مراسم الزواج، وولادة التوائم التي تعد حدثاً مهماً في الغابون القديمة، وزرع الطمأنينة في روح المتوفى. ويرتدى آخر للتعبير عن شجاعة الشباب.
ويضم جناح دولة بنين عدداً من المنحوتات الخشبية الأصلية، التي تعبّر عن ثقافة هذه الدولة الواعدة، وفنانيها الرائعين. منها مجموعة من الأقنعة التي تجسد قصات شعر وحيوانات، فضلاً عن مجموعة لوحات رسمها أشهر الرسامين هناك.
ويضم الجناح مجموعة رائعة من التحف الفنية التي توثق ظاهرة «نانا بنز»، حيث تُنشئ نساء فرضن احترامهن على الجميع إمبراطوريات تجارية، إلى جانب استعراض واكتشاف ثقافة هذا البلد، من خلال التحف التي صممها عدد من أشهر النحاتين في بنين وقارة إفريقيا.
وتبرز أسماء ثلاثة فنانين تعرض أعمالهم الفنية في الجناح، هم: نثاناييل فودوهي، وإيبافراس تويهين، ووابي دوسو.
ويُعدّ تمثال «الصرخة» للفنان إيبافراس تويهين من أهم التماثيل المعروضة في الجناح، وتبلغ قيمته 19 ألفاً و404 دراهم.
وينضم الجناح المصري إلى قائمة الأجنحة التي اختارت استقطاب الزوّار بقطع أصلية، تمثلت في تابوت حقيقي يعود للكاهن بسماتيك ابن بادي أوزير، الذي عاش خلال فترة نهاية عصر الدولة الحديثة (1550-1069 قبل الميلاد).
وفي تلك الفترة، بدأت التوابيت تتخذ دور المقابر من حيث أشكالها، وزخارفها، ونصوصها، التي يمكن أن يُبعث فيها المتوفى من جديد، بحسب المعتقد المصري القديم.
وكان التابوت الخشبي، بالهيئة الآدمية، من بين التوابيت الخشبية الملوّنة التي اكتُشفت حديثاً في منطقة سقارة الأثرية من قبل البعثة الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار المصري، وهو أحد التوابيت التي ربما كانت تخص كهنة الإلهة «باستت».
• «الصرخة» من أهم التماثيل في جناح بنين، وتبلغ قيمته 19 ألفاً و404 دراهم.
• «تابوت الكاهن بسماتيك» ذات الهيئة البشرية يثير اهتمام زوّار الجناح المصري.