«الحب» المأثور.. يستهلّ الرحلة إلى بنغلاديش في «إكسبو»
«أكبر مصادر قوتي هو حب شعبي، وأكبر نقاط ضعفي هي حبي الشديد لشعبي».. بهذا القول المأثور لمؤسس دولة بنغلاديش، الشيخ مجيب الرحمن، يستقبل جناح هذا البلد الآسيوي في «إكسبو دبي 2020» زواره، عارضاً فرصاً بالجملة، في دولة نامية استحقت أن يكون جناحها في منطقة الاستدامة التي تضم عدداً كبيراً من الدول المتقدمة والواعدة.
وبالإضافة إلى عرض تفصيلي عن تاريخ مجيب الرحمن، باعتباره الأب المؤسس، الذي يحتل مكانة كبيرة في قلوب شعب بنغلاديش، فإن الجناح يعرض كيف تحولت من اقتصاد زراعي إلى بلد صناعي، يصدر كثيراً من المنتجات، ويزحر بكثير من فرص الاستثمار.
وبحسب القائمين على الجناح، فإن بنغلاديش قطعت خطوات واسعة في طريق الصعود الاقتصادي منذ إعلان استقلالها، فركّزت على تطوير قطاع الصناعة فيها، مستفيدة من الأيدي العاملة الماهرة والرخيصة نسبياً، ثم الانطلاق في إنشاء مشاريع ضخمة مثل الموانئ البحرية ومحطات الطاقة والمناطق الاقتصادية، لتسهيل عملية نقل البضائع للدول المجاورة.
شاشات تفاعلية
ويعرض الجناح من خلال شاشات تفاعلية مميزة نتاج الجهد المبذول في تطوير القطاع الصناعي، ومنها التميز في صناعة الجلود بمختلف أنواعها، سواء الملابس أو الأحذية أو غيرهما، من خلال الحصول على امتياز تصنيع منتجات علامات كبرى، حتى احتلت المركز الثاني عالمياً في صناعة الملابس، كما تميزت بأن سبعة من كل 10 مصانع لديها تصنّف عالمياً باعتبارها مؤسسات خضراء تدار بالطاقة النظيفة.
وتعد بنغلاديش أرضاً للفرص، في ظل كونها تحتل المركز الثالث عالمياً في إنتاج الأسماك والمياه النظيفة، والثالث في إنتاج الأرز، والثالث عالمياً في زراعة الخضراوات، ولديها اكتفاء ذاتي من الإنتاج الحيواني.
ترويج
وتستثمر بنغلاديش الحدث العالمي «إكسبو دبي» للترويج لقطاعها السياحي الثري، إذ تمتلك كثيراً من المناطق الجذابة، مثل مدينة «كوكس بازار» في خليج البنغال، التي تُعد من أجمل المواقع، وتتميّز بأنها تضم أطول شاطئ رملي في العالم، علاوة على كثير من الأديرة والمعابد والمتنزهات وأماكن التسوق.
وتُعتبر جزيرة سانت مارتن من أجمل الوجهات السياحية في ذلك البلد، والجزيرة المرجانية الوحيدة فيها، وتضم كثيراً من الصخور الفريدة، والسلاحف المائية، وتوفّر أنشطة للسياح، كـصيد الأسماك والغوص.
كما يتعرف زائر الجناح إلى مدينة دكا، وهي العاصمة السياسية لبنغلاديش، التي تشتهر بزراعة الشاي والسكر والأرز، وتعد المركز الصناعي والتجاري والإداري، وتشتهر بالصناعات المنزلية المحلية التي تتمثل في صنع الأطعمة والأعمال اليدوية الماهرة كالتطريز ومنسوجات القطن والزجاج والمعادن والجلود وغيرها، كما أن دكا مدينة تاريخية عريقة تعرف باسم «مدينة المساجد».
ثقافة متنوعة
ويوفر الجناح فرصة كذلك للتعرف إلى ثقافة الشعب البنغالي وعاداته، ويتسم هذا الشعب باحترام الكبير، والالتزام، وتقبّل الرأي الآخر، وبساطته في المأكل والملبس. وتُعتبر الزهور البيضاء في بنغلاديش دلالة على المناسبات الحزينة.
كما تتمتع البلاد بثقافة متنوعة تطورت مع مرور الوقت بتأثيرات اجتماعية ودينية، بدأت بالانتشار في القرن الـ19، وجزء من القرن الـ20 خلال عصر النهضة للبنغال، حين لعب علماء ومخرجون وفنانون وباحثون دوراً مهماً، ومن مظاهرها رقص الأمة والموسيقى والأدب والعمارة والملابس.
وتندرج أساليب الموسيقى والرقص في بنغلاديش ضمن الفئات الشعبية والكلاسيكية والحديثة. أما الأغاني الشعبية التقليدية في هذا البلد فغنية بالحب، وكلماتها تأتي من ثقافة الأمة. وتأثرت أساليب الرقص بشبه القارة الهندية، إذ كانت بنغلاديش جزءاً من باكستان. وفي المراكز الحضرية تنتشر الآلات الموسيقية الحديثة من أصول غربية، مثل القيثارات، والأدوات التقليدية بما فيها المزامير المصنوعة من الخيزران، والطبول المسماة باشي والتابلا أو الدهول.
• 7 من كل 10 مصانع ملابس في بنغلاديش تصنّف كمؤسسات خضراء تدار بالطاقة النظيفة.
• بنغلاديش في المركز الثاني عالمياً بصناعة الملابس.
ساري النساء.. وقميص الرجال
يُعد الساري من أكثر الأزياء الشعبية للنساء في بنغلاديش، وتُعرف مدينة دكا بإنتاجها هذا الزي من الأنسجة القطنية من جامداني، وكذلك قميص سلوار.
وفي بعض المدن ترتدي النساء الملابس الغربية المزخرفة، لكنها أكثر انتشاراً عند الرجال، الذين يرتدون الكورتا بيجاما في المناسبات الدينية، واللونجي، وهو عبارة عن قميص طويل.