جناح غينيا يصطحب زوار المعرض في رحلة مع صاحبات نجاحات
ملهمات خدمن بلادهن بإخلاص.. محل احتفاء في «إكسبو دبي»
يقف زوار «إكسبو 2020 دبي» باهتمام أمام منحوتتين خشبيتين أصليتين بمدخل جناح غينيا، إحداهما لمقعد أثري، والأخرى مجسم لحيوان غريب الشكل، يعبّر عن إرث وثقافة هذه الدولة الإفريقية العريقة، ثم يدخل الزائر إلى الجناح ليسافر في رحلة شيقة عبر الماضي والحاضر والمستقبل في غينيا الرائعة، التي تملك تاريخاً إنسانياً عظيماً، ويكفيها أن تكون مهد أول وثيقة مكتوبة لحقوق الإنسان يعرضها جناحها في «إكسبو 2020 دبي».
ويحتفي جناح غينيا بنماذج نسائية خدمن بلادهن بإخلاص، وحققن نجاحات ملموسة، منهن الحقوقية الشابة حاجة إدريسا باه، التي قاتلت من أجل حقوق المرأة في إفريقيا، وأسست نادي قياديات غينيا، ورئيس برلمان الأطفال السابقة، وناضلت طويلاً ضد انتهاكات لطالما مست المرأة في القارة السمراء، مثل الاعتداءات والزواج القسري المبكر، والعنف ضد النساء، وحققت نجاحات كبيرة، وأسهمت في سن قوانين وصدور قرارات تنصف النساء في بلادها وقارتها.
فيما تعد جنين مراتين سيسيه، التي ولدت عام 1926، من أهم النماذج النسائية التي تحتفي بها غينيا في جناحها في «إكسبو دبي»، فهي أول معلمة في بلادها، ثم احترفت السياسة، وحلّقت بالمرأة الإفريقية بعيداً حين احتلت كامرأة أول كرسي لبلد إفريقي في مجلس الأمن عام 1972.
وسلّط الجناح الضوء كذلك على ملهمة أخرى هي جنين ماكاوالي، رمز الحب والفن، التي نقلت ما يعرف بالباليه الإفريقي (الرقصة الشعبية في غينيا) إلى العالمية، وجابت دولاً كثيرة لتقدم فنها كسفيرة استثنائية لبلادها، ومن فرط تعلق الناس بها في غينيا لُقّبت بـ«أم الأمة»، نظراً لتأثيرها الذي لايزال ملموساً حتى الآن.
جوانب إنسانية
وعلى غرار جميع أجنحة البلدان المشاركة في «إكسبو دبي»، يتعلق قلب الزائر بالجوانب الإنسانية التي يسلط عليها الضوء، وفي جناح غينيا - التي احتفت بيومها الوطني في «إكسبو 2020 دبي» - يقف الزائر طويلاً أمام سجل هذه الدولة العريق كموطن لأول وثيقة عالمية مكتوبة لحقوق الإنسان، التي تعرف باسم «كوروكان فوجا»، وصدرت في عصر إمبراطورية ماندينغو، وتضمنت مبادئ لا تختلف كثيراً عن تلك التي تتضمنها الوثيقة الحالية لحقوق الإنسان، بل إنها سبقت العالم في إلغاء العبودية، وصنفتها منظمة اليونسكو كإرث ثقافي إنساني عظيم.
وتأسست إمبراطورية ماندينغو في القرن الـ13 على يد الإمبراطور سوندياتا كيتا، الذي وضع هذه المبادئ مع حاشية من حكماء الإمبراطورية، ورغم زوال مملكته، فإن مبادئه السبعة لاتزال تُتوارث جيلاً بعد جيل، لتكون بمثابة ميثاق أخلاقي عظيم لهذه الدولة، وتناولت قيم المساواة والعدل، والقصاص، والشجاعة، وتبادل العون والمساعدة، وتهذيب الأطفال وتربيتهم بطريقة سليمة، والسلام والوطنية، وحرية الرأي والتعبير.
اقتصاد واعد
واختارت غينيا أن تقدم نفسها في «إكسبو دبي» ليس كمصدر أول للمياه في غرب إفريقيا، ولكن كمحرك اجتماعي واقتصادي واعد في منطقتها، مرتكزة على أسس تاريخية عظيمة وبرامج تنمية واعدة، لتلعب دوراً بارزاً في تطور إفريقيا خلال العقود الأخيرة.
وتعد المياه المحفز التاريخي لتنوع الحياة في غينيا، فعلى ضفاف نهر النيجر التي ينبع منها نشأت وازدهرت امبراطورية مالي العريقة، ومع انحسار المحيط الأطلنطي وجد البريطانيون والبرتغاليون والفرنسيون طريقهم إلى هذه الأراضي، لتبدأ الحملات الاستعمارية، وتعد غينيا أول دولة تتحرر من الاستعمار.
ولم يغفل الجناح الجانب الثقافي في غينيا، فعرض عدداً من الملامح الفنية البارزة، منها قناع «الإلهة» أو نيمبا، الذي يرمز إلى الخصوبة، ويعد الأشهر من بين كل أقنعة غينيا، وألهم الفنان الشهير بابلو بيكاسو.
أول رائدة طيران في إفريقيا
تُصنّف العقيد فاطموطا بنتا ديالو من عظيمات غينيا، فهي نموذج للشجاعة والصلابة، إذ إنها أول رائدة طيران في إفريقيا، واختيرت من قبل الرئيس أحمد ساكو توري لتقود مروحيته الشخصية، بعد اقتحامها مجالاً طالما احتكره الرجال لسنوات، وسار على نهجها نساء كثيرات لاحقاً.
• الحقوقية الشابة حاجة إدريسا باه ناضلت من أجل حقوق المرأة، وضد انتهاكات لطالما مست المرأة في القارة السمراء، وأسست نادي قياديات غينيا.
• يسلّط الجناح الضوء على جنين ماكاوالي، رمز الحب والفن، التي نقلت ما يعرف بالباليه الإفريقي (الرقصة الشعبية في غينيا) إلى العالمية.