رسائل اعتذار بالشوكولاتة.. مبادرة نبيلة في «إكسبو دبي»
انطلقت من قلب «إكسبو 2020 دبي» مبادرة استثنائية، تهدف إلى التصدي لظاهرة التنمر الإلكتروني، عبر حملة مجتمعية باسم «تشوكابولوجيز» تسعى إلى زيادة الوعي حول التنمر الإلكتروني، والتصدي للتصرفات السلبية على الإنترنت.
وقال المدير الإبداعي لشركة مولن لو التي أطلقت المبادرة، بول بانهام، لـ«الإمارات اليوم» إن الحملة لها أهداف سامية، أهمها تكاتف وتعاضد أفراد المجتمع كافة ومؤسساته للتصدي لهذا السلوك الشائن، والحيلولة دون وقوعه بين الأفراد صغاراً وكباراً.
وأكد «حرصنا على إطلاق هذه المبادرة من أرض الإمارات بشكل خاص، كونها السباقة دوماً في مواجهة ومكافحة كل أشكال العنف والتنمر، وتركز كذلك في مواجهتها لمثل هذه المشكلات العالمية على التنمر الإلكتروني، بالإضافة إلى سنِّها العديد من القوانين والتشريعات والنظم التي تتصدى لتلك السلوكيات، وعرض المبادرة في قلب (إكسبو 2020 دبي) سيسلط الضوء على أهدافها، ويوسّع من تأثيرها».
وانطلقت الحملة بهدف رئيس، وهو جعل الإنترنت مكاناً أكثر سعادة للجميع، من خلال تصميم ألواح من الشوكولاتة تحمل رسائل اعتذار «نيابة عن الإنترنت». وعملت الحملة مع الشيف اللبناني كريم برجي، في ابتكار إبداعات شوكولاتية قدم من خلالها تصوره لماهية الحملة. وتمكن برجي من تصميم اعتذارات نسجت بشكل فريد ومميز ورسومات تتصدى لسلوكيات التنمر.
وتم إنتاج قوالب الشوكولاتة وتعبئتها وتسليمها إلى عدد من ضحايا التنمر حول العالم، كما وزعت على عدد من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي والمشاهير في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصمم الشيف كريم برجي ثلاثة نماذج لهذه الرسائل المصنوعة من الشوكولاتة: واحدة لرفع مستوى الوعي حول آثار التنمر على الشكل والجسم، وأخرى تسلط الضوء على الكراهية، بينما تسلط الرسالة الثالثة الضوء على كل أشكال التنمر.
رفع الوعي
وأوضح بانهام: «أردنا من خلال الحملة رفع الوعي بآثار التنمر، والتصدي للذين يتصيدون لأبنائنا ويتسببون لهم بآلام جسيمة، إذ يتسبب التنمر بإصابة البعض بالاكتئاب الشديد واضطرابات الأكل وانخفاض الدرجات الدراسية والمعدلات الأكاديمية، فضلاً عن الاضطرابات النفسية طويلة المدى، وإلحاق الأذى بالنفس، والإقدام على الانتحار، وهذا هو الجانب المظلم لوسائل التواصل الاجتماعي مع الأسف».
وتابع: «التنمر بكل صوره يشكل آفة ينبغي التكاتف المجتمعي لاجتثاثها، من خلال نشر الوعي وإطلاق مبادرات من شأنها التصدي لتلك السلوكيات، إذ بات التنمر الإلكتروني أشد وأخطر أنواع التنمر، بسبب سرعة انتشاره عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة والمتطورة».
الحملة سارية
وأشار بانهام إلى أن «الحملة سارية على منصات التواصل الاجتماعي، ووصلت إلى أكثر من 261 مليون شخص حتى الآن، وهي مستمرة في الانتشار والتوسع، وما بدأ كمبادرة، قد أصبح الآن حملة كبيرة توصّل رسائل الحب والإيجابية إلى ضحايا التنمر، إذ أسهمت في جعل الإنترنت مكاناً أجمل بالفعل، إذ إن اختيار تلك الرسائل من الشوكولاتة، يأتي بهدف إدخال البهجة والسعادة على نفوس ضحايا التنمر، فالشوكولاتة لها إيجابيات كثيرة، إذ تؤثر على الصحة النفسية وتعديل المزاج، وتقليل الاكتئاب».
وعن أهمية العمل الجماعي، رأى بانهام أن «المسؤولية تقع على الجميع، أفراداً ومؤسسات، للتصدي بكل ما يمكنهم من وسائل لمحاربة هذه الآفات بشكل مترابط».
علاج
تأتي الفتيات في طليعة الأشخاص الأكثر تناولاً للشوكولاتة بأنواعها المختلفة، في العديد من المواقف والحالات النفسية المرتبطة بأوضاع نفسية معينة، إذ يلجأن لتناولها كوسيلة للعلاج. وتشير الدراسات إلى أن ثلاثة من أصل خمسة أطفال يتعرضون للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي، وأن سبعة من أصل 10 شباب يتعرضون للتنمر عبر الإنترنت قبل بلوغهم سن 18 عاماً.