ثقافات إكسبو.. زيارة بطعم السكر.. بين شوارع «هافانا»
رحلة طويلة من التجارب الثقافية والإرث الحضاري وإيقاعات شوارع «هافانا» النابضة بالحياة، يصحب فيها جناح كوبا في «إكسبو 2020 دبي» زوّاره، ليتيح لهم تجربة اكتشاف استثنائية تمتزج فيها الإيقاعات الصاخبة بمكتسباتها هذه الدولة الطبيعية والسياحية المتنوعة وفخر صناعاتها العريقة التي باتت إحدى أهم ركائز الهوية الكوبية، وجواز سفرها حول العالم.
رغم الأزمات المتوالية التي لاحقت كوبا أخيراً جراء أزمة «كورونا»، وتداعياتها على القطاع السياحي، ومن ثم الاقتصاد بشكل عام، ارتأت كوبا أن تتبنى إيقاعات الفرح عنواناً لجناحها المفتوح على العالم في منطقة الاستدامة بمعرض إكسبو 2020 دبي.
بوجه يبتسم للزوار وتجارب «الفرح العام» الذي يكرسه هذا البلد وعادات شعبه وتقاليده البسيطة، يقدم جناح كوبا سلسلة تفاصيل ثقافية متنوعة على أحد الجنبات منذ المدخل، لتجسد بعض تفاصيل الحياة التي ينتصر لها الشعب الكوبي بشكل عام، والتي تكرسها الفنون الكوبية الأشهر، أي الموسيقى ورقصات «الصلصة» و«الرومبا» و«المامبو» و«التشا تشا تشا» الشهيرة التي تعكس حماسته وعشقه الدائم للحياة.
وإلى جانب الألوان الثقافية المتنوعة للبلد كموسيقى الرومبا وسيارات كوبا القديمة وفنون شوارعها اللافتة للأنظار والتي تزين واجهات وجدران الجناح، يكتشف زوار الجناح الكثير من تفاصيل المطبخ الكوبي وتقاليده الأصيلة التي كشف عنها بطل المشروبات المحلية بامتياز، وهو مشروب قصب السكر الكوبي بنكهات النعناع العشبي، إذ يُعد أحد المشروبات المفضلة لدى السكان المحليين، والذي نجح في شق طريقه إلى قوائم المشروبات الشهيرة في أنحاء العالم وصولاً إلى الجناح الكوبي في «إكسبو دبي» الذي يمكن زوّاره اليوم، من تجربة نسخة منعشة من المشروب الحلو، بينما يتعرفون إلى تاريخ عاصمة قصب السكر في العالم، في تجربة مشهد نابض بالحياة بين شوارع هافانا المتمايلة على أنغام الموسيقى الكوبية.
كما يعرض الجناح إمكانات كوبا عبر مجموعة من القطاعات، أبرزها السياحة، القطاع الأكثر ريادة في الاقتصاد المحلي من بوابة الشواطئ الجميلة والمدن المستدامة وصولاً إلى الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية التي تستعرض عدداً من التجارب الابتكارية للجزيرة في قطاعات مثل اختراعات الطب الرائدة وغيرها.
«السكر أمتنا ووطننا».. عنوان اختارته عاصمة قصب السكر الأبرز حول العالم في جناحها في المعرض، لتجسد به بعض أهم مكتسبات البلد وأهم مرتكزاته الطبيعية التي لا تنحصر أهميته في عراقة زراعته منذ خمسة قرون وأهميته، ليس كركيزة أساسية في الاقتصاد المحلي وقوة دافعة لمكانتها فحسب، وإنما في قيمة قصب السكر التاريخية التي باتت جزءاً من حياة الشعب وهويته وثقافته.
يُشكل هذا النبات في كوبا أسلوب حياة وبنية اجتماعية قائمة بذاتها، في الوقت الذي دخل هذا المنتج في صناعات عدة مثل المنتجات الغذائية كالحلوى والعصائر والعسل وعدد من الصناعات المتنوعة مثل صناعة الأدوية والورق ومنتجات العلف المتنوعة.
فخر الصناعة
تجربة استثنائية يطرحها جناح كوبا في «إكسبو 2020»، تتجسد في عرض تفاصيل فخر الصناعة الكوبية، السيجار الشهير، الذي خصصت له في الجناح، تجربة تجسيدية تحاكي تجربة الصناعة العريقة التي تجاوزت القرنين من الزمن، لتتحول من نطاق المحلية إلى العالمية، بعد أن زاد الطلب على أنواعها الفاخرة من الطبقة المخملية، في الوقت الذي شكل السيجار جزءاً لا يتجزأ من حياة الشعب الكوبي.
• بإمكان ضيوف الجناح اكتشاف الكثير من تفاصيل المطبخ الكوبي وتقاليده الأصيلة.