نهيان بن مبارك: «الدولي للتسامح» من أقوى المبادرات لمكافحة التعصب
قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، خلال إعلانه عن التحالف العالمي للتسامح، أمس، إن التحالف من أقوى المبادرات التي تتبناها الإمارات لتحقيق التعايش السلمي بين البشر، وإدراك أهمية قيم التسامح والأخوة الإنسانية، ومكافحة الجهل والتعصب والتمييز، مشيراً إلى أن القمة تتبنى نشر هذه الرسالة القوية إلى العالم.
وأكد أن دولة الإمارات حريصة على نقل رسالتها الإنسانية، القائمة على التسامح والسلام، والتعايش السلمي للعالم أجمع، وإنها لن تدخر جهداً بكل ما لديها من عزم للحفاظ على الأخوة الإنسانية، ورفع راية السلام.
وأطلق التحالف العالمي للتسامح، على هامش قمة استثنائية كبرى للحوار بين الأديان، عقدت بحضور قادة دينيين بارزين بالجناح الإيطالي في «إكسبو 2020 دبي».
وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن القمة العالمية للحوار بين الأديان هي جزء من احتفال دولة الإمارات باليوم العالمي للتسامح والمهرجان الذي تنظمه الوزارة ترسيخاً لقيم الحوار والتعايش والانفتاح على الآخر.
وأشار إلى أن نشر التسامح يستلزم جهداً وتعاوناً كبيرين، والتزاماً من جانب جميع الهيئات والمنظمات الحكومية والمدنية، باعتباره ضرورة لإثراء حياة البشر، والحفاظ على كرامتهم، وتحقيق السلام والاستقرار للجميع.
وأوضح أن التحالف العالمي للتسامح سيتخذ من الأخوة الإنسانية أساساً لعمله، ولن يدخر جهداً لترسيخ حرية المعتقد، واحترام الأديان، وسيادة القانون، مشيراً إلى أن هناك حاجة لوضع آلية للعمل، يحدد على أساسها كيفية تفعيل دوره، وتحديد أعضائه، سواء كانوا أفراداً أو من المنظمات، ووضع تصور لسبل تمويل أنشطته، واختيار اسم له.
من جهته، قال الممثل السامي لتحالف الحضارات، التابع للأمم المتحدة، ميغيل أنخيل موراتينوس، إن هذه قمة استثنائية بكل المقاييس، فعلى عكس المعتاد من إقامة تحالفات عسكرية، يعلن من قلب «إكسبو دبي» عن تحالف إنساني بين الحضارات، بحضور قادة دينيين، ما يمثل رسالة قوية ترسخ قيمة التعايش السلمي، وقبول الآخر.
وأضاف أن «هذا التحالف يعد خطوة مهمة نحو الأمام، وسوف تعمل الأمم المتحدة معه جنباً إلى جنب لتحقيق أهدافه، في ظل مواجهة كثير من التحديات، وارتفاع في مؤشر جرائم الكراهية والتمييز والعنصرية».
وأفاد بأن جائحة «كوفيد-19» أظهرت جانباً سلبياً متأصلاً في كثير من المجتمعات، مثل الخوف من الآخر والعنصرية والفئوية، لذا يتحتم على المشاركين في القمة إيجاد حلول للحدّ من هذه المظاهر، وتوفير الحماية اللازمة للأقليات، ومكافحة الإرهاب، وحماية المرأة والفئات المستضعفة.
وأشار إلى «ارتفاع مؤشر الاعتداءات على دور العبادة في عام 2020، وتراجع المؤشر نسبياً في عام 2021، حتى حدث التغير السياسي أخيراً في أفغانستان، فتكررت الاعتداءات مجدداً، لذا تبرز أهمية القمة العالمية للتسامح والتحالف المعلن».
وأكد أن القمة تتسق مع «إكسبو دبي»، مشيراً إلى أنه «يمثل واحة لجمع القلوب وتلاقي الأفكار، ولذا يحدونا الأمل في نجاح المساعي لنشر التسامح والأخوة الإنسانية».
وقال وكيل الإمام الأكبر للأزهر الشريف، الدكتور محمد الدويني، إن «دولة الإمارات استطاعت أن تجعل من التسامح قيمة ملموسة، من خلال مبادرات حقيقية وجادة، تمثلت في وثيقة التسامح التي وقعت عام 2019، واعتماد برنامج وطني للتسامح، واستحداث وزارة لهذا الغرض. وهذا ليس بغريب على دولة تحتضن عشرات الجنسيات في ودّ وسلام واحترام للقانون، وإدراك كل منهم حدوده ومسؤولياته».
وأضاف الدويني أن «جميع الأديان ترسخ قيم التسامح والمحبة، لكن الواقع يشهد أحداثاً مؤسفة، تثبت أن كثيرين في العالم يفتقدون الأمن والسلام»، مؤكداً أن «الحديث عن التسامح، وإن كان محفوظاً ومكرراً، إلا أنه ضرورة لاستقرار الأمم والشعوب».
وأكد النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية، المطران بول هيندر، أهمية التحالف العالمي للتسامح في ترسيخ قيم السلام والتعايش، منوهاً بتجربة الإمارات في هذا الصدد.
لقاء تاريخي
خصصت الإمارات عام 2019 للتسامح، وشهد ذلك العام اللقاء التاريخي بين رئيس مجلس حكماء المسلمين شيخ الأزهر، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وقداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، في أبوظبي، وصدرت عنه «وثيقة الأخوة الإنسانية» من أجل السلام العالمي والعيش المشترك.