ثقافات إكسبو.. «شاعرات التسامح» إبداع بالكلمات على أنغام الموسيقى العربية الأصيلة
نظمت وزارة التسامح والتعايش في «إكسبو 2020 دبي» أمسية «شاعرات التسامح»، التي تناولت التسامح والقيم الإنسانية من خلال إبداعات للشاعرات العربيات من مختلف الدول العربية، وذلك ضمن الأنشطة الدولية للمهرجان الوطني للتسامح.
كما ركزت الأمسية، التي حضرها لفيف من المفكرين والمثقفين والشعراء العرب والإماراتيين، على دور الكلمة في تعزيز القيم الإنسانية، وفي القلب منها التسامح والتعايش والتعاطف الإنساني، حيث استمتع رواد «إكسبو 2020» بالإنتاج الإبداعي لهؤلاء الشاعرات، تغلف كلماتهن موسيقى عربية أصيلة على آلة العود، مع الفنان العربي عمر قصاص. كما أطلقت الوزارة برنامج «الفارس الصغير» لطلاب المدارس، بهدف غرس قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر في نفوس الجميع.
وعبّرت المدير العام بوزارة التسامح والتعايش، عفراء الصابري، عن اعتزازها بمشاركة هذه الكوكبة العربية من المبدعات والشاعرات في أنشطة المهرجان الوطني للتسامح والتعايش، باعتبار وجودهن في «إكسبو 2020 دبي»، ضمن أنشطة التسامح، إضافة حقيقية للمهرجان، لأنهن يسلطن الضوء على أهمية الإبداع الأدبي والفني في تعزيز ثقافة التسامح على المستويين المحلي والعالمي، كما أن وجودهن يدفع الأجيال الجديدة للتعرف إلى مكانة الكلمة الشاعرة في ذائقة الإنسان العربي.
وفي ما يتعلق ببرنامج «الفارس الصغير»، قالت الصابري إن «المهرجان الوطني للتسامح في نسخته العالمية استطاع، بتوجيهات مباشرة من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، الوصول برسالته وأنشطته إلى كل فئات المجتمع وشعوب العالم»، مؤكدة أن «الاهتمام بوصول ثقافة التسامح إلى الأطفال وطلاب المدارس من أهم أهداف وزارة التسامح والتعايش على مدار العام وليس في المهرجان فقط، لأنهم جيل المستقبل، ومن المهم أن ينشأوا على القيم الأصيلة التي غرسها فينا الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه».
وأدارت الأمسية عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وعضو اتحاد الكتاب والأدباء العرب، الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد، التي تعد من أهم الأديبات الإماراتيات، وأكدت في بداية كلمتها على الرسالة السامية للإبداع الأدبي وفي القلب منه الشعر، الذي يركز على تعزيز القيم الإنسانية في النفوس بل ويحمل تلك الرسالة إلى أجيال متعاقبة.
وعبّرت عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وعضو اتحاد كتاب مصر، الشاعرة المصرية هبة الفقي، عن اعتزازها بالمشاركة في هذا اللقاء، ووسط هذا الجمع من المبدعين، وفي قلب «إكسبو 2020 دبي»، الذي يحمل للعالم رسالة رائعة عن العرب وثقافتهم ومعارفهم ودورهم الحضاري، مشيدة بتنظيم وزارة التسامح والتعايش لهذه الأمسية على هامش مهرجان التسامح، ليكون للشعراء كلمتهم إلى جانب مختلف فئات المجتمع.
كما شاركت في الجلسة الشاعرة العراقية، ساجدة الموسوي، عضو اتحاد الكتاب العرب، وعضو اتحاد الكتاب والأدباء في الإمارات، كما تحدثت الشاعرة والروائية السودانية، منهال حسن، عن أهمية هذه الأمسيات التي تحمل، إلى جانب الإبداع الأدبي، القيم الإنسانية التي تعد العامل الأهم في تقدم الأمم وازدهار الحضارات، مشيدة بدولة الإمارات وجهودها لتعزيز ثقافة التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية عربياً وعالمياً.
وضمت الأمسية إلقاء الشاعرات لأشهر قصائدهن، التي ركزت على القيم الإنسانية والمشاعر الراقية، وسط إعجاب كبير من الحضور.
وركز المهرجان الوطني للتسامح على الأطفال وطلاب المدارس الحكومية والخاصة، من خلال تقديم برنامج الفارس الصغير في «إكسبو 2020 دبي» وحضره عدد كبير من طلاب المدارس والمدرسين وأولياء الأمور، وركز البرنامج على القصة والصورة والفيديو وألعاب الكرتون، لتعريف النشء بمفهوم التسامح وبالمفاتيح الستة لسمات الشخصية المتسامحة وهي، التعاطف، والتعارف، والحوار، وحل النزاعات، والمرونة، والعمل الجماعي، وحظيت القصص والأفلام القصيرة التي تتضمن مواقف تعكس سلوكيات ذات علاقة بالمفاتيح، باهتمام كبير من جانب الطلاب المشاركين، وتعرفوا من خلالها إلى القيم المراد التأكيد عليها فـي مجال التسـامح، كالتنوع، وسلبيات الحكم السريع على الآخرين بشكل مبسط وتفاعلي، كما تضمن البرنامج أنشطة تعليمية لتعريفهم بمظاهر التسامح الفكري والأخلاقي، وآثاره الإيجابية لتنشئة جيل متعلم متسامح قادر على إدراك التنوع الثقافي والتعايش السلمي بشكل متدرج.
وأشاد المدرسون وأولياء الأمور، الذين حضروا جانباً من البرنامج مع أبنائهم، بحرص وزارة التسامح والتعايش على الوصول إلى الأجيال الجديدة برسالة التسامح بأسلوب راقٍ وبسيط، مؤكدين أهمية أن تستمر أنشطة هذا البرنامج على مدار العام، لما له من أهمية قصوى في التأثير الإيجابي في سلوكيات الأطفال بالمجتمع الإماراتي، الذي يتسم بالتنوع الفكري والثقافي والديني.