إكسبو.. جورجيا تحفظ هويتها في «قصيدة» من القرون الوسطى
اختارت دولة جورجيا بُعداً ثقافياً لجناحها في «إكسبو 2020 دبي» يستند بشكل أساسي إلى طبيعة لغتها وأبجديتها، التي تُعد إحدى أقدم لغات العالم، وهي ذات طبائع وخصائص فريدة، دفعت منظمة اليونسكو إلى تصنيفها كثقافة حية لثلاثة أنظمة كتابية.
وعلى الرغم من ثراء اللغة الجورجية، إلا أن كثيراً من مفرداتها ومصطلحاتها الرائعة تفقد معناها إذ ترجمت إلى لغة أخرى، بسبب دقتها المتناهية، وارتباطها المباشر بالثقافة والمعتقدات المحلية.
ويعرض جناح جورجيا في منطقة الاستدامة، مجسماً فنياً جميلاً للأبجدية الجورجية، يحكي قصة هذه اللغة الرائعة، التي تتميز بأشكال حروفها الفريدة.
ويرجع أول ظهور للكتابة الجورجية إلى عهد الملك بارنافاز، الذي حكم البلاد في القرن الثالث قبل الميلاد. وتطوّرت الكتابة الجورجية من صورتها الأصلية عبر ثلاث مراحل، تعرف الأولى باسم «اسومتافرولي» في القرن الخامس الميلادي. والثانية مرحلة «نوسخاخوتسوري» في القرن التاسع. والثالثة مرحلة «مخيدرولي» في القرن العاشر.
وتتكون حروف الهجاء في الأبجدية الجورجية الحديثة من 33 حرفاً، خمسة منها حروف مدّ، و28 حرفاً ساكناً، ولا توجد فيها حالة كبيرة للحروف، وكل واحد منها ينطق تماماً كما يكتب.
وأدرجت حروف الهجاء الجورجية الموجودة حالياً بوصفها «الثقافة الحية لثلاثة أنظمة كتابية عبر التاريخ»، وذلك ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
ويعرض الجناح الجورجي عدداً من المصطلحات التي تفقد معناها بالترجمة، ومنها «الولادة تحت نجم سعيد»، فنصه الأصلي يشمل عدداً كبيراً من المعاني، لكنه يحتاج إلى شرح وليس ترجمة، فهو يشير إلى الأشخاص سعداء الحظ في كل شيء يفعلونه، وبحسب اعتقاد جورجي قديم، فعندما يولد شخص يبزغ نجمه الخاص في السماء، وعندما يموت يأفل النجم. ومنها أيضاً مصطلح «السكر لفمك»، وهو مرتبط بثقافة تاريخية، كان يكافأ فيها الشخص الذي يجلب خبراً سعيداً بقطعة حلوى كنوع من التعبير عن الاحترام لمن يأتي ببشرى سارة. لكن المصطلح في حدّ ذاته لا يعني شيئاً عند ترجمته.
وعرض الجناح قصيدة ملحمية تراثية تعرف باسم «فيبخيست كاوساني» وتعني الفارس في جلد النمر. كتبها الشاعر روستافيلي في القرن الـ12 الميلادي، وترجمت إلى 49 لغة، ونشرت بأكثر من 420 إصداراً في أنحاء العالم.
ولهذه القصيدة تاريخ رائع، فقد فقدت نسخ عدة منها، أو اندثرت، بسبب الحروب التي تعرضت لها جورجيا. لكن تقاليد الترديد السماعي على مرّ الأجيال حفظتها من الضياع.
ونشرت أول نسخة مطبوعة لها في تبليسي سنة 1712 ميلادية، وتُعد واحدة من الركائز الثقافية المحورية لجورجيا، وتعبر عن هوية البلاد.
• اللغة الجورجية تتضمن مصطلحات تفقد معناها عند الترجمة إلى لغة أخرى.
• 33 حرف هجاء في الأبجدية الجورجية الحديثة.. خمسة منها حروف مدّ، و28 حرفاً ساكناً.