نساء بنين ورثن شجاعة وصلابة جدّاتهن
«محاربات داهومي».. جيش من المحاربات أنزل الرعب في قلوب الأعداء
دولة بنين هي مهد ديانة «الفودو وأوريشا»، وهي أيضاً أرض «محاربات داهومي»، اللاتي يمثلن حالة استثنائية في التاريخ، ويستقبلن زوار جناح بنين في «إكسبو 2020 دبي»، وهو استقبال استثنائي بكل المقاييس، إذ اختارت الدولة الإفريقية، ذات الشخصية الفريدة، نموذجاً من النساء اللاتي غيرن قناعة العالم عن شجاعة المرأة، وإقدامها، وقدرتها على خوض الصعاب.
وتثير قصة «أمازونات» أو «محاربات داهومي» اهتمام جميع زوار الجناح، وتروي القصة أنه في مملكة داهومي «السابقة»، بنين حالياً، تكوّن جيش من المحاربات الجريئات خلال القرن الـ18، ونجحن في تغيير الصورة النمطية لدى الناس عن المرأة، إذ أثبتن قدرتها على التدريب القاسي والحرب والقتال اليدوي، لدرجة أنزلت الرعب في نفوس الأعداء.
وأطلق على هؤلاء المقاتلات اسم «مينو» أو «أمهاتنا» باللغة البنينية، ثم أسماهن المستوطنون لاحقاً اسم «الأمازونات»، ثم حصلن على شهرة واسعة، لدرجة حصولهن على لقب «نبيلات» في القرن الـ19، من قبل الملك «غيزو»، الذي صعد إلى العرش، وشكّل فرقة من نخبة المحاربات لحماية سلامته الشخصية.
وتوطدت علاقة الملك بمحارباته، فكان يثق بهن ثقة عمياء، وحظي بدوره بمكانة مقدسة لديهن، وكان شعارهن إما النصر أو الموت من أجله. وكانت فرقة «الأمازونات» تخضع لتدريب مختلف وقاس على القتال والتعامل مع جميع الأسلحة، لدرجة أنهن كن مهيآت نفسياً لتحمل الألم، لذا لم تكن لديهن رحمة بالأعداء، وقد هابهن الناس واحترموهن، حتى وصلن إلى مكانة شبه مقدسة.
وبحسب جناح بنين، فإن «كتائب الأمازونيات» كانت تتكون من 4000 إلى 5000 محاربة، أي ثلث جيش «مملكة داهومي»، حين واجه الغزو الفرنسي، وتولين الدفاع عن القصر من جانب، وتولي طليعة الجيش النظامي من جانب آخر.
وتعرض تجربة «محاربات داهومي» جانباً مختلفاً كلياً في شخصية المرأة، وهو القدرة على تولي جميع المهام، حتى أكثرها قسوة وخطورة، إذ استخدم معظمهن البندقية في الحرب، وكن يتميزن بخفة الحركة والدقة ومهارة التصويب، فيما كانت هناك فرقة تسمى «الحاصدات»، يتم تسليحهن بمناجل طويلة وحادة.
أما المجموعة الأكثر رعباً فهن مجموعة «الصيادات»، وهن يمثلن نخبة المحاربات وأقواهن، ويتسمن بالقسوة البالغة، والقدرة على إثارة الخوف في نفوس الأعداء، لكن بعد قتال صعب، تمكن الجيش الفرنسي، بفضل حداثة معداته، من التغلب عليهن، لإعلان نهاية «كتائب الأمازونيات»، وسقوط «مملكة داهومي».
ويكشف الجناح، أن نساء دولة بنين، ورثن صفات كثيرة من مقاتلات «داهومي»، إذ يشاركن في جميع الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، ولا يدخرن جهداً في تلبية احتياجات أسرهن ومجتمعاتهن.
وإضافة إلى تجربة «أمازونيات داهومي»، يوفر جناح بنين فرصة لمشاهدة نماذج فريدة من متحف البلاد الوطني، مقدماً منحوتات خشبية مبهرة، حظيت باهتمام جميع الزوار، وتعكس شغف سكان هذه البلاد بالفن الأصيل.
• الجناح يبهر الزوار بتشكيلة من منحوتات ولوحات متحف بنين الوطني.