حروف منقوشة على وجه الزمن.. تروي حكايات أرمينية في «إكسبو» (فيديو)

بتحف، وحروف منقوشة على وجه الزمن، يصحب جناح أرمينيا زوّار «إكسبو 2020 دبي» في رحلة إلى الماضي البعيد، بما يعرضه من مخطوطات ولوحات ومقتنيات أثرية ضاربة في عمق التاريخ، يعود بعضها إلى القرن الـ22 قبل الميلاد، علاوة على لوحة تعود إلى أكثر من 2800 عام، تروي حكاية مملكة «أيريوني-يريفان» عاصمة أرمينيا الحالية.

وقال مدير العمليات في الجناح، ماركوس أزديان، لـ«الإمارات اليوم»: «إن الجناح يضم العديد من القطع الأثرية، التي تمثل حقباً حضارية مختلفة لتاريخ أرمينيا وإرثها الغني، من ضمنها لوحة تعود إلى عام 782 قبل الميلاد تقريباً، نقش عليها كتابة مملكة (إيربوني-يريفان)»

وأضاف: «تنسب هذه اللوحة إلى فترة حكم الملك أرغشتي الأول، (سادس ملوك أرمينيا المعروفين)، وامتد حكمه لـ22 عاماً ما بين (764-785) من القرن السابع قبل الميلاد، في فترة نجح خلالها ذلك الملك في ضم ممالك صغيرة، وتعزيز وتوسيع الدولة التي أنشأها أسلافه، والحروب التي خاضها، وأبرزها ضد الملك الأشوري شلمنصر الرابع، التي انتصر فيها الأول على الآشوريين خلال حكمة، وجعل من المملكة الأرمينية قوة بارزة في المنطقة في تلك الحقبة الزمنية».

تحف وقلائد

وأوضح أزديان: «تأتي اللوحة من ضمن 20 قطعة أثرية، عرضت جنباً إلى جنب مع ابتكارات تكنولوجية، للربط بين الإرث التاريخي الغني للبلاد والإنجازات المتقدمة. وتعود القطع الأثرية والقلائد والكتب والمخطوطات المعروضة في جناحنا، إلى عصور تاريخية مختلفة، بدءاً من قبل الميلاد، وصولاً إلى العصور الحديثة».

واعتبر أن «هذه المعروضات تأتي في مزيج يسلط الضوء الإرث العريق للأمة الأرمينية، الذي شكل حجر أساس نحو تقاليد وثقافات عريقة في كل المجالات، سواء الطبية منها أو علوم الفك والرياضيات وغيرها، في حقب زمنية متتالية قادتنا اليوم إلى التفوق التكنولوجي، خصوصاً أن جناح أرمينيا في (إكسبو 2020) يدار بشكل أساسي بواسطة أحدث الأنظمة التكنولوجية، بما يسلط الضوء على القوة الأرمينية في عالم التكنولوجيا المتقدمة».

نموذج رمزي

وعن بقية المعروضات الضاربة في أعماق التاريخ، أفاد أزديان بأن «الجناح يعرض نموذجاً رمزياً للمنظومة الشمسية صنع بين القرنين الـ11 والـ12 قبل الميلاد، وكأساً فضية وجدت في قرية كاراشامب الأرمينية، تعود إلى القرن الـ22 قبل الميلاد. ومن بين المعروضات تمثال طائر حديدي صغير يعود إلى العصر البرونزي، وأوان على شكل رأس عجل ورأس ثور استخدمت بين القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد للتعاويذ السرية للخصوبة».

وأشار إلى المخطوطات والكتب المتنوّعة والغنية المعروضة في الجناح، ومنها كتاب «يوم الجمعة»، الذي يعد أول كتاب أرميني بالطباعة عام 1512، وكتاب آخر حول علم الفلك للمؤلف الأرميني مختيار سباستاذشي، الذي يعود للقرن الـ18، وكتاب للرياضيات همروغوتيون للمؤلف أنانيا شيراكاتسي، الذي عاش في القرن السابع الميلادي، ويُعدّ من العلماء والفلاسفة الأرمن، وكتاب رابع للناسخ يعقوب يروي «ملحمة القديس فارتان» في منطقة بتليس عام 1569، وخامس للناسخ والرسام غريغور دي مليش في منطقة سكفيرا عام 1137 يحمل عنوان «المرائي»، في حين تعود المخطوطة اليدوية للقرن الـ18 في منطقة نوغلفا وتدور حول طب الأعشاب في تلك الحقبة، حسب أزديان.

• 20 قطعة أثرية يعرضها الجناح في منطقة الفرص.

• «يوم الجمعة» يُعدّ أول كتاب أرميني بالطباعة عام 1512.

للإطلاع على الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.

حاضر ومستقبل

أكّد مدير العمليات في جناح أرمينيا بـ«إكسبو 2020 دبي، ماركوس أزديان، أن الجناح لا يقتصر على الإرث التاريخي فحسب، مضيفاً: «يتميز الجناح في تطويع التكنولوجيا، ويحرص على تشكيل مستقبل أرمينيا بناءً على تقاليدها، إذ نملك تراثاً قديماً وتاريخياً طويلاً من التقاليد والتراث والثقافة، الذي حرصنا على عرضها بشكل متوازٍ في الجناح مع التقنيات المتقدمة، التي تمتلكها أرمينيا في حاضرها المبني على التكنولوجيا ومستقبلها الواعد».

الأكثر مشاركة