دعوة في «إكسبو دبي».. للاستفادة من «أمنا الأرض»
أكدت الخبيرة في «المحاكاة الحيوية» الدكتورة داينا بوميستر، أن هذه الأداة غير مُستغلة بشكل كافٍ لمواجهة تحديات التغذية، مشيرة إلى أن «المحاكاة الحيوية» تبرز كيف أن كوكب الأرض هو أكبر معلّم لنا، وقد تساعد الدروس المستفادة منه على حل بعض أكثر التحديات إلحاحاً في العالم، وهي القضية التي يناقشها أسبوع الغذاء والزراعة وسبل العيش في «إكسبو 2020 دبي». وسلطت بوميستر، المؤسس المشارك لشركة الاستشارات الحيوية بيوميميكري 3.8، والأستاذة في جامعة ولاية أريزونا، الضوء على المحاكاة الحيوية، وهي ممارسة تتعلّم من الاستراتيجيات الموجودة في الطبيعة، خلال جلسة بعنوان «حصاد الطبيعة.. النمو المستدام من أجل عالم ينمو».
وقالت الدكتورة بوميستر: إن «هناك فرصة لتطوير الزراعة المتجددة، من خلال تبني نهج شامل يضم جميع الأنظمة، ويضمن توفير الغذاء لجميع الكائنات الحية، وليس الجنس البشري فحسب، فهناك كائنات حية تربطها علاقات تكافلية وثيقة ببعضها بعضاً، مثل نبات الصبار الذي يُزهر أثناء فترات هجرة الطيور، ما يوفر لها مصدراً رئيساً للغذاء في هجراتها من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال»، لافتة إلى أن الشمبانزي يعالج نفسه بنفسه، ويعرف نوعية النباتات التي يأكلها لمعالجة الأمراض المختلفة، غير أن هذا الحيوان لا يعمد إلى تفريغ الغابات من جميع النباتات، وإنما يأكل ما يكفيه منها ويترك المتبقي. وتابعت الدكتورة بوميستر: «في مزرعة الصحراء بـ(إكسبو 2020 دبي)، يمكن للزوار التعرف إلى مدى قدرة سمكة البلطي، التي تنمو بسرعة وتتكيّف مع الأجواء الحارة والمياه ذات الملوحة المرتفعة، على إثراء العناصر الغذائية وإنتاجها قبل أن ينتهي بها المطاف كمصدر غذائي للنباتات».
يشار إلى أن تصميم تيرّا - جناح الاستدامة في «إكسبو دبي» مستوحى من مجال المحاكاة الحيوية، التي تتمثل في أشجار الطاقة ذات الألواح الشمسية التي تدور مع اتجاه الشمس، مثل نبات عباد الشمس. ويستعرض «إكسبو دبي» ستة متاحف مصغرة لنماذج للمحاكاة الحيوية، بهدف تعريف الزوار بالمزيد عن هذه الممارسة، ويمثل كل منها معرضاً مستقلاً، يندرج تحت موضوع موطن بيئي مختلف، ويمثل ثلاثة رموز حية مميزة بالوطن العربي، هم المعلمون والمرشدون ورواة القصص، الذين يرمزون إلى: البحر والشمس والأرض. وتقع المتاحف المصغرة في أماكن متفرقة، وهي: بيت الهامور، وعلى زاوية الفرسان، وشارع الغاف، وباحة هلال الفرسان، ومركز الزوّار 2، وصميم، وملعب اليوبيل. ويجمع أسبوع الغذاء والزراعة وسبل العيش صانعي التغيير، والمبتكرين، والأطراف المعنية بشأن سلسلة القيمة الغذائية على مستوى العالم، بهدف تسليط الضوء على النظم الغذائية الأكثر إنتاجية وشمولاً للسكان الفقراء والمهمشين، والنظم المستدامة والمرنة بيئياً، وتقديم أنظمة غذائية صحية ومغذية للجميع.
الإنسان وكوكب الأرض
يأتي أسبوع الغذاء والزراعة، وسبل العيش، ضمن سلسلة أسابيع الموضوعات العشرة، التي ينظمها «إكسبو 2020 دبي» طوال فترة انعقاده الممتدة لستة أشهر، في إطار برنامج إكسبو 2020 للإنسان وكوكب الأرض، الذي يوفّر منصة لتبادل وجهات نظر جديدة ملهمة، لمواجهة أبرز التحديات، والاستفادة من الفرص المتاحة في عصرنا.