مهندس سوداني في «إكسبو دبي».. بـ 6 ابتكارات وحلم كبير
بأحلام كبيرة يتمنى تحقيقها بعد سنوات من الاجتهاد، يعرض المبتكر السوداني حاتم الفاتح عبداللطيف اختراعات عدة له في جناح بلاده في «إكسبو 2020 دبي» الذي يراه البوابة الأنسب، وملتقى الأفكار والأحلام أيضاً.
يأمل المهندس الفاتح، أن تسهم اختراعاته في تغيير حياة كثيرين نحو الأفضل، لاسيما في الدول الفقيرة، إذ تعتمد على مصادر طاقة نظيفة وآمنة بشكل كامل وغير مكلفة، ما يخفف الانبعاثات الكربونية التي يعانيها العالم.
أسس المهندس حاتم الفاتح في عام 2015 برفقة فريق مكون من عدد من المهندسين المتخصصين في مجالات الكهرباء والميكانيكا، مصنع «سودو أكوا» لتصنيع وتجميع معدات الطاقة البديلة، الذي نجح في اختبار تقنيات حديثة وابتكارات جديدة فاعلة، قرر طرحها أخيراً في «إكسبو دبي»، واصفاً الحدث بالبوابة الأنسب للمبدعين لعرض ابتكاراتهم، لما يضمه من فرص استثمارية مفتوحة على العالم، وتجارب شراكات في مختلف الميادين.
وكشف المهندس السوداني لـ«الإمارات اليوم» عن تلقيه مقترحات خاصة بتبني مشروعاته في مجال الطاقة النظيفة، والمعتمدة على تقنيات متعددة لتحليل المياه من أجل استخلاص غاز الهيدروجين، الذي يتمتع بدرجة اشتعال عالية، تصل إلى 3000 درجة مئوية، وقدرة على أن يكون البديل الأوفر من الطاقات الأخرى ذات الكلفة العالية.
أجهزة
وحول ابتكاراته الستة المعروضة في جناح السودان، أوضح الفاتح أن الأول متخصص في مجال قطع الحديد وتجميعه. وقال: «نجحنا في تقديم آلة جديدة بمقاسات متنوعة تناسب قطاع الحرفيين، وصلت نسبة تخفيض الطاقة فيها إلى أكثر من 85%، وتعتمد على تحليل الماء واستخلاص غاز الهيدروجين، ما دفع نقابة الحرفيين في السودان لطلب إنتاج 96 ألف قطعة بمقاسات مختلفة، بالإضافة إلى ابتكار جهاز ثانٍ يخفض استهلاك الطاقة في محركات السيارات، وصل معه معدل صرف وقود الخزان الواحد للسيارات العادية إلى أكثر من 1900 كم، بدلاً من 600 كم معتادة، فيما الابتكار الثالث يعمل بالطاقة نفسها، ويمكنه تنظيف محركات السيارات من الانبعاثات الكربونية بسهولة».
واستعرض الفاتح مشروعاً آخر يتمثل في «بوتاغاز» منزلي يستوعب ثمانية لترات من الماء، ينتج كل لتر منها 2200 لتر من غاز الهيدروجين، ما يعني توفيراً كبيراً في استهلاك الكهرباء.
وحول أهم المشروعات التي نجح في تنفيذها رفقة فريق من المهندسين السودانيين، قال الفاتح: «لقد عملنا على تصنيع آلة تسهم في إنتاج أكثر من 30 ألف رغيف خبز يومياً، وبلغت قيمة صرفها للوقود اعتماداً على تقنية غاز الهيدروجين 700 دولار شهرياً، بعد أن كانت تكلف قطاع المخابز الحكومي في السودان خمسة أطنان من الوقود بقيمة 5100 دولار».
فاعلية
وفي المجال الطبي عرض الفاتح جهازاً للتنفس الهيدروجيني، تم اختباره على أكثر من 480 مصاباً بفيروس «كورونا» في مستشفيات السودان، وأثبت بعد أقل من أسبوع فاعليته في شفاء حالات عدة، موضحاً أنه «يعتمد على استنشاق المريض غاز هايدروكسي مدة نصف ساعة، ترتفع معه نسب المواد القلوية إلى أكثر من 7.35%، لمساعدة المريض على تحفيز جهازه المناعي»، لافتاً إلى أن الصين اعتمدت هذه التقنية بطريقة مغايرة، فأنتجت أكثر من مليوني قطعة، قامت بتوزيعها على المراكز الطبية والمستشفيات.
وأكد تعلقه بدولة الإمارات التي أمضى فيها فترة من حياته، خلال عمله فيها بمجال الهندسة المعمارية، ثم الانخراط في مجالات البحث والابتكار في الطاقة المستدامة، معولاً على إمكاناته المادية الفردية، ومداخيل شركة المقاولات الخاصة التي أنشأها في بلده، ليمول بها على مدى أربع سنوات أهداف بحوثه العلمية، مشيراً إلى مشروع الربط الذكي بين كليات الهندسة التقنية مع وزارة الصناعة، الهادف لجعل جميع مشروعات الخريجين تواكب وتندمج مع نهج التطور في مختلف مجالات الصناعات الحديثة.
الإمارات.. بلد الاستدامة
شدد المهندس والمخترع السوداني حاتم الفاتح، على ضرورة توافر دعم حكومي يتبنى الابتكارات. وقال «أتمنى أن تكون الإمارات، بتوجهها الواضح نحو الاستدامة في مجال الطاقة البديلة، وريادتها في مجال رعاية مشروعات الطاقة النظيفة، الانطلاقة العالمية الحقيقية لمشروعي الجديد، الذي سيغير حتماً مفاهيم ومصادر الطاقة التقليدية، ويسهم في حل مشكلات الدول الفقيرة حول العالم».
اتفاقية جديدة
وقّع المبتكر السوداني حاتم الفاتح عبداللطيف، مذكرة تفاهم مع شركة فويرسا (Fuerss) المكسيكية حول تكنولوجيا الطاقة البديلة.
وأوضح أن الاتفاقية عبارة عن توافق لنقل التكنولوجيا الخاصة بشركته سودو أكوا، إلى المكسيك، في شكل منتجات غطاء الصناعات الصغرى ومنظومة المخابز التي تعمل بتكنولوجيا الهيدروجين بدلاً من جميع أنواع الوقود التقليدية.
وأشار إلى أن الطرفين بصدد عقد شراكة ذكية مستدامة، بإنشاء مصانع في السودان والمكسيك.