«جوهرة خفية» تحيّي دبي.. بإبداع من خيرات الأرض
بالإبداع، رسم جناح الباراغواي في «إكسبو 2020 دبي» لوحة مركبة، تحمل عنوان «حصاد الثمار»، لتجسّد مزيجاً حضارياً، يرمز إلى ازدهار مجتمع دولة الإمارات، وكذلك مستقبل «جوهرة أميركا الجنوبية الخفية» الشهيرة بموروثها الحضاري والثقافي الثري، وجغرافيتها التي ترتكز على موارد طبيعية أهلتها لتكون وجهة استثمار واعدة، وإحدى أهم مناطق الجذب السياحية الجديدة التي تسترعي اهتمام الباحثين عن الاكتشاف حول العالم.
في بداية رحلة استكشاف الجناح، وتحديداً في مدخل باحة الاستقبال الخاصة، يتصدر العمل الفني أحد جدران المكان، ليدهش الناظر بتفاصيله الدقيقة المعتمدة على البذور والرمال من جهة، وتقنياته المعقدة من جهة أخرى، والتي شارك في استكمال تنفيذها في دبي فريق من المختصين، بقيادة المهندس والرسام الباراغواني كوكي رويز، الذي كرس مسيرته الفنية بالكامل، لإنشاء أعمال غير مألوفة، اتكأت على مكونات فريدة، وعلى ما يلتقطه الفنان من حوله، من كنوز الطبيعة الغنية، وثرواتها اللامحدودة، مستبدلاً من وقت إلى آخر الفُرش والألوان بأصابع اليدين والملاعق.
ويحتفي العمل الفني «حصاد الثمار» بقيم العمل والانتماء إلى الأرض، التي صاغها كوكي رويز في لوحته، عبر «تمثلات جغرافية» خالصة، تستثمر ثمار الأرض وبذور المكان وحبوبه المتنوعة، بطريقة تُثمن خيرات الأرض الباراغوانية، وكيفية استخدامها لأعمال متعددة، مستعيناً هذه المرة، وبمناسبة وجوده على أرض الإمارات، برمال صحرائها الساحرة، التي أتقن نثرها وتثبيتها على الخلفية المترامية للعمل، ليمزجها ببراعة، مع فخر الصادرات المحلية في بلاده، وهي بذور فول الصويا، وعدد من الحبوب الأخرى، كالذرة، والفاصوليا السوداء والبيضاء، وبذور دوار الشمس، والسمسم، ومنتجات القمح، وعدد من المكونات العضوية الأخرى.
وقال منسق جناح الباراغواي، مارتن غابريال سوتو، لـ«الإمارات اليوم»: «تم تطوير هذا العمل الذي عرض في جناح بلادنا في المعرض، ليكون تجسيداً لتجربة حصاد الفاكهة وإنتاج الطعام، واحتفاء بقيم العمل الإنساني التي توارثها شعبنا على مر العصور».
وأضاف عن تفاصيل العمل المتصدر لمشهد الجناح: «يبلغ عرض العمل الفني نحو 10 أمتار، أما ارتفاعه فيبلغ ثلاثة أمتار، وصمم بالكامل داخل الجناح المخصص لدولة الباراغواي من قبل الفنان كوكي رويز وفريقه الحرفي القادم من بلدة تانياراندي في منطقة سان اغناسيو ميسيونس في الباراغواي».
ويعبّر «حصاد الثمار»، الذي يجمع بين البذور من جهة، ورمال الإمارات من جهة أخرى، عن رمز المنطقة الصحراوية التي خضعت لعملية إعمار واسعة وغير مسبوقة، وحققت نجاحاً متواصلاً أبهر العالم، وجذب إليها أنظار الجميع، وبالتالي احترامهم وتقديرهم، أما البذور، فترمز إلى حكمة الشعب الباراغواني الأصيل (شعب الغواراني).
ويعد هذا المزيج الإنساني والحضاري، وعمليات مقاربة التجارب الإماراتية من جهة، والباراغوانية من جهة أخرى، من نافذة الفن والإبداع، دليلاً على إمكانية تحويل المستحيل إلى ممكن على أرض الواقع، من خلال نموذج دبي الذي تحاكيه اللوحة من خلال رمال صحرائها الممتدة، لتتماثل فيه مع نموذج الطموح الباراغواني المتأصل، المنطلق نحو المستقبل بثقة، حسب مارتن سوتو، الذي أشار إلى أن اللوحة «حصاد الثمار» ترمز إلى مجتمع الإمارات بوصفه مجتمعاً ينمو ويزدهر في الأرض الصحراوية، ومجتمع الباراغواي الطموح والسعيد بوفرة المصادر الطبيعية والأرض الخصبة.
كما تشكل المرأة التي تظهر في اللوحة حاملة سلال الفاكهة وثروات الأرض، محور هذا العمل الفني، بوصفها من تحصد «الفاكهة المقدسة»، وفقاً للثقافة والموروث الشعبي الغواراني الأصيل، كما ترمز إلى استحواذها على البذور لإطعام أطفالها، في الوقت الذي تنمو فيه تلك البذور وتجنى بسواعد النساء من أرض الباراغواي الخصبة، فتزهر ورودها وفاكهتها، وتعطي أكلها للجميع.
• 10 أمتار عرض الجدارية، أما ارتفاعها فيبلغ 3 أمتار.
• العمل الفني يدهش الناظر بتفاصيله الدقيقة المعتمدة على البذور والرمال من جهة، وتقنياته المعقّدة من جهة أخرى.
مارتن سوتو:
• «الجدارية نُفذت في جناح بلادنا في المعرض، لتكون تجسيداً لتجربة الحصاد، وكذلك الاحتفاء بالعمل لدى شعبنا».
إمكانات مستقبلية
بشكل مكثف، دعت الباراغواي، التي يطلق عليها اسم «جوهرة أميركا الجنوبية الخفية»، زوار جناحها الذي يودّع «إكسبو دبي»، اليوم، إلى التعرف إلى إمكانات هذا البلد الذي تصدر سكانه قائمة المجتمعات الأكثر سعادة في العالم، والفرص الاستثمارية والإمكانات الاستراتيجية للمياه في توليد الطاقة المتجددة، إذ تعد الباراغواي موطناً لأحد أكبر السدود في العالم، بمشروع إيتايبو للطاقة الكهرومائية التي توفر مولداتها ما يقرب من 80% من كهرباء الباراغواي، و25% من احتياجات الكهرباء في البرازيل.
فيما عرض جناح هذا البلد كيفية اتصال الباراغواي بالعالم عبر الأنهار وإنتاج الغذاء، ويبرز جزءاً كبيراً من كنوزها الثقافية، وتنميتها المستدامة، وفرصها التجارية الجديدة المنفتحة على العالم.