إكسبو.. «لاند لايف» توظّف التكنولوجيا لزراعة الأشجار على نطاق واسع
«لاند لايف» أو Land Life هي شركة إعادة تشجير تعتمد على التكنولوجيا لزرع الأشجار على نطاق واسع، وتقدم للمؤسسات طريقة مستدامة وشفافة لاتخاذ الإجراءات المناخية، وتعويض انبعاثات الكربون من خلال إعادة إحياء الطبيعة، وتتمثل مهمتها في المساعدة لاستعادة ملياري هكتار من الأراضي المتدهورة في العالم.
تطبق الشركة البيانات والتكنولوجيا، مثل الطائرات بدون طيار، والذكاء الاصطناعي، وتطبيقات المراقبة، في كل خطوة من خطوات عملية الزراعة، فمن خلال عمليات إعادة التشجير في الأماكن التي تشتد الحاجة إليها، تعمل مشروعات الشركة على تنشيط النظم البيئية المهمة، وتحسين التنوع البيولوجي، وخلق فوائد اجتماعية واقتصادية للمجتمعات المحلية على المدى الطويل
بدأت الشركة بزراعة الأشجار في جميع أنحاء العالم، خصوصاً في المناطق التي تحتاج إلى تدخل ومساعدة لاستعادة المساحات الشجرية، وتجري أكبر مشروعاتها حالياً في إسبانيا والولايات المتحدة (تكساس وكاليفورنيا) وأستراليا، إلى جانب غانا والكاميرون والمكسيك، إضافة إلى زامبيا، وتسعى الشركة إلى توسيع المناطق الجغرافية التي تغطيها خلال السنوات المقبلة كجزء أساسي من مهمتها حول العالم.
وتقول الشركة إن «عمليات إعادة التشجير لا تقلل من كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي فحسب، بل تساعد أيضاً في استعادة التنوع البيولوجي من خلال توفير موطن للحيوانات والأشجار التي تحتفظ بمياه الأمطار في التربة، فمن خلال توفير التدريب وخلق فرص العمل، يكون للشركة تأثير إيجابي على المجتمعات المحلية ضمن منظمة استدامة أكثر تكاملاً».
وتوضح أن «التكنولوجيا هي مفتاح جهود إعادة التشجير الناجحة على نطاق واسع»، مشيرة إلى أنها في عام 2014، طورت منتجاً يسمى «Cocoon»، وهو صندوق قابل للتحلل الحيوي بنسبة 100% يدعم الشتلات بالماء والمأوى خلال عامها الأول، موضحة أن الصندوق قادر على استيعاب ما يصل إلى 25 لتراً من الماء، لذا فإن الشتلات لا تعتمد على الري الخارجي حتى في الظروف القاسية، وحقق المنتج معدل بقاء راوح بين 75 إلى 95% للشتلات المزروعة، إذ إن أسلوب الري عن طريق الصندوق يقلل الهدر غير المسؤول للمياه.
ومن أجل تتبع تأثير مشروعاتها، تنشر الشركة تقنيات الاستشعار عن بعد على الأرض، ويتم جمع البيانات لجعل العمليات أكثر كفاءة، وبالتالي إحداث تأثير أكبر، وتوضح الشركة أن العمل ضمن خطة يمكنها من متابعة عمليات إعادة التشجير والعناية بها في مراحل لاحقة حتى يتم الوصول إلى الهدف النهائي، وهو غابات واسعة وخضراء، تسهم في الحد من المشكلات التي يواجهها المناخ.
في عام 2017، تلقت شركة «لاند لايف» منحة «إكسبو لايف»، من معرض «إكسبو 2020 دبي»، لمشروع Grow Zambia، استخدمت الشركة التمويل لإعادة تشجير منجم للنيكل في زامبيا، وزراعة أشجار التين والسنط. وبالتعاون مع «اليونيسيف»، أنشأت الشركة أيضاً برنامجاً تعليمياً تفاعلياً لتعليم الطلاب تأثير إزالة الغابات وفرص استعادة الأراضي، فمن خلال المعرفة التي اكتسبها هؤلاء الشباب، يمكن أن يكون لهم تأثير دائم على مجتمعاتهم المحلية، وبعد حصولها على منحة ثانية، عادت الشركة إلى زامبيا لمراقبة تأثير عملها.
ونظراً لأن 70% من سكان زامبيا تقل أعمارهم عن 25 عاماً، فإن إشراك الشباب أمر ضروري لبناء بلد أكثر خضرة. وتشمل الخطة زراعة 1000 شجرة في باحات المدارس في زامبيا، وستسهم البرامج التعليمية في تعليم نحو 10 آلاف طفل ليصبحوا سفراء البيئة في مجتمعاتهم، إذ إن استعادة الأراضي التي تدهورت بسبب التعدين وتغير المناخ بطريقة مستدامة، وتشجيع الطلاب على نقل معارفهم في مجتمعاتهم، ستحقق فوائد كبيرة لبيئة ومجتمع واقتصاد زامبيا.
وبحسب الأمم المتحدة، يفقد العالم 10 ملايين هكتار من الغابات كل عام من خلال إزالة الغابات، ويؤثر تدهور الأراضي على ما يقرب من ملياري هكتار، وهذا الفقدان له العديد من الآثار الضارة.
ويعد فقدان الغابات وتدهورها مسؤولاً عن انبعاث كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، وما لا يقل عن 8% من نباتات الغابات و5% من حيوانات الغابات، معرضة حالياً لخطر الانقراض. كما يؤثر التدهور وحده على رفاهية 3.2 مليارات شخص، ويكلف أكثر من 10% من الناتج الإجمالي العالمي السنوي في خدمات النظم البيئية المفقودة.
التنوع البيولوجي
تغطي الغابات نحو 30% من مساحة اليابسة في العالم، وتخزِّن ما يقدر بنحو 296 غيغاطن من الكربون، وهي موئل لغالبية التنوع البيولوجي البري في العالم، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة. وتشكِّل الغابات مصدراً للألياف والوقود والأغذية والعلف، وتوفر سبلاً لكسب العيش لملايين الأشخاص، بما في ذلك الكثير من أشدّ الناس فقراً في العالم. ويستخدم نحو 2.4 مليار شخص الطاقة المستمدة من الخشب لأغراض الطهي. وتساعد الغابات على التخفيف من وطأة تغير المناخ، وتحسين جودة التربة والهواء والماء. كما تعتبر الغابات، في حال إدارتها إدارة مستدامة، مصدراً للمواد الخام المتجدّدة، ما يسهم بشكل حاسم في بناء اقتصادات دائرية.
المشكلة: فقدان مساحات من الأراضي الزراعية وتصحرها.
الحل: حاضنة أشجار قابلة للتحلل للمساعدة في زراعة الأشجار ونموها في التربة غير الخصبة.
القطاع: البيئة
الموقع: هولندا
النطاق: زامبيا