298 مشروعاً من إبداع المخترعين الصغار في جناح الاستدامة
حكاية ابتكار.. من رسمة على منديل حتى «إكسبو»
من جهاز إنذار لإبقاء الدلافين على مسافة آمنة من شباك الصيد، وآخر لمساعدة الوالدين على فك شيفرة لغة الأطفال الرضع، إلى منزل نباتي مغطى بألواح شمسية، وجهاز لتوفير المياه، وغيرها الكثير من الابتكارات، تتجلى مواهب وأفكار صغار المبتكرين في جميع أنحاء الإمارات باختراعات تعرض ضمن فعاليات «إكسبو 2020 دبي»، لتسهم في جعل العالم مكاناً أفضل.
وفي إطار مبادرة لصغار المبتكرين، أطلقها «إكسبو دبي»، وبعد تلقي أكثر من 6000 طلب، اختار «برنامج إكسبو للمدارس» 298 مشروعاً لعرضها في جناح الاستدامة طيلة الأشهر الستة من فترة إقامة الحدث الدولي، إذ تقدمت 563 مدرسة بطلبات للاشتراك، من جميع أنحاء الدولة.
إنذار الدلافين
التقى فريق «خدمات إكسبو الإخبارية» مبتكرين استثنائيين صغاراً في «إكسبو 2020 دبي»، لتسليط الضوء على ابتكاراتهم التي تسهم في تشكيل المستقبل، إذ أكدت لاني أفندي، التي تدرس في أكاديمية جيمس دبي الأميركية، أن جهاز إنذار الدلافين كان فكرة مشتركة بالتعاون مع صديقتها زوي قنديل، وهو يكرر ضوضاء الدلافين لكي تبعد عن المناطق الخطرة، موضحة أن الجهاز يحتوي على مستشعر ضوئي، لذلك إذا كان الدولفين يتجه نحو مناطق الصيادين، فإن الجهاز يطلق ضوضاء عالية، ما يبقي الكائن البحري بعيداً.
وعبّرت المخترعتان الصغيرتان، لاني وزوي، عن سعادتهما الكبيرة، وشعورهما بالفخر برؤية فكرتهما، التي بدأت قبل ثلاث سنوات كرسم بسيط على منديل، تتجسد عبر طابعة ثلاثية الأبعاد في نموذج أولي ملموس.
وأضافت لاني: «أعتقد أن (إكسبو 2020 دبي) وسيلة رائعة لإظهار طريقة عمل عقول الأطفال، لأننا نريد أيضاً التحدث ومشاركة أفكارنا، وليس الكبار فقط من يمكنهم القيام بأشياء مذهلة». ومن بين العديد من الابتكارات المعروضة بشكل جميل في جناح الاستدامة، أعجبت لاني التي تطمح إلى أن تصبح مصممة أزياء مستدامة، بتصميم «بيت النباتات الشمسي»، الذي يستخدم الضوء الوردي لجعل الخضراوات تنمو في داخله.
مترجم لغة الرضع
يقدم نيلز موثيدان فكرة رائدة يعرضها ضمن الابتكارات، وهو تطبيق مترجم اللغة، استلهمه من شقيقه الصغير، إذ يساعد التطبيق على فك رموز لغة الأطفال الرضع.
وقال: إن «الآباء لا يعرفون بالضبط ما يريده الأطفال عندما يبكون، وقد تكون هناك أسباب عديدة، مثل الشعور بالجوع أو التعب أو الرغبة في لعبة معينة، يمكنني إدخال هذه الأصوات في المترجم، إنه يشبه إلى حد ما ترجمة (غوغل)».
ويعتقد المخترع الصغير، وهو بالصف الخامس في مدرسة الضيافة، أن هذا الابتكار يمكن أن يساعد الآباء في جميع أنحاء العالم، لكنه يعترف بأن الأمر معقد، ولهذا السبب التحق بسلسلة من دورات تطوير التطبيقات، وأضاف: «آمل أن نتمكن من صنع الأجهزة قريباً وإرسالها إلى جميع أنحاء العالم».
«مرحبا بوت»
من جهته، قال سيف فقيهي (طالب بالصف السابع في أكاديمية جيمس العالمية بدبي)، صاحب ابتكار «مرحباً بوت»: «تقوم فكرتي على روبوت يؤدي مهام معينة لمساعدة المسنين وأصحاب الهمم، والعائلات التي فيها أفراد كبيرة أيضاً في المطار، ومن هذه المهام حمل الأمتعة وتوجيه الناس إلى الأماكن التي يحتاجون إلى الذهاب لها».
وأضاف أنه شعر بسعادة كبيرة لمعرفته بأن ابتكاره سيقدم في «إكسبو 2020 دبي»، مؤكداً أنه فخور لأن مشاركته قد تسهم في إلهام أشخاص آخرين لصنع ابتكاراتهم الخاصة بأنفسهم، وهكذا يمكن أن يكون لدولة الإمارات مستقبل أفضل بعقول شابة أكثر إبداعاً.
ويمكن لزوار إكسبو 2020 من جميع الفئات والأعمار أن يحصلوا على فرصة أن يكونوا جزءاً من مبادرة المبتكرين الصغار عندما يزورون جناح الاستدامة، إذ يمكنهم رسم أفكارهم الخاصة على المناديل، التي يمكن بعد ذلك مسحها ضوئياً وعرضها على شاشة في المعرض الموجود بالطابق الأرضي من الجناح.
مساعدة العالم
قال معلمون حول تأثير المبادرة، إن «(إكسبو 2020 دبي) قام بعمل رائع، من خلال ابتكار مقاطع فيديو مقنعة لتشجيع المبدعين وصناع التغيير في العالم على المشاركة»، مشيرين إلى أن برنامج «إكسبو للمدارس» ساعد الطلبة على التفكير في مساعدة العالم، والتوصل إلى أفكار أصلية لإحياء هذه الابتكارات. وأضافوا: «يحب الأطفال بطبيعة الحال الإبداع والابتكار، لذلك كانوا منخرطين جداً في تقديم أفكارهم واستكشاف كيف يمكنهم مساعدة الناس والحيوانات والبيئة».
• 563 مدرسة من أنحاء الدولة تقدمت بطلبات للمشاركة.
• 6000 طلب تقدمت للمشاركة في البرنامج.
• مخترعون واعدون: «نعم، نستطيع القيام بأشياء مذهلة مثل الكبار».