تقنية افتراضية تتأكّد من جودة الأشياء قبل وجودها

«إكسبو 2020 دبي» يناقش مستقبل العيش والازدهار مع «التوأم الرقمي»

خبراء عالميون أشاروا إلى فوائد تقنية «التوأم الرقمي» في إزالة الكربون وتأسيس مدن أكثر مرونة. من المصدر

ناقش خبراء عالميون في معرض «إكسبو 2020 دبي»، مستقبل العيش والازدهار مع تطوّر العالم التقني وأفضل السُبل لتسخير العالم الافتراضي، من أجل توفير المزيد من الخدمات، لاسيما مع ما يسمى اليوم بتقنية «التوأم الرقمي»، وهي نسخة رقمية افتراضية لأصل مادي أو غير مادي.

وأشار الخبراء إلى العديد من الفوائد لتقنية «التوأم الرقمي» في إزالة الكربون وتأسيس مدن أكثر مرونة، وتحويل الرعاية الصحية إلى اتجاه يركز بشكل أكبر على الدقة والرعاية الوقائية، حيث تتمكن تقنية «التوأم الرقمي» من التأكد من جودة الأشياء قبل وجودها أصلاً.

وأوضحوا أنه، على سبيل المثال، يُمكن بفضل هذه التقنية التأكد من جودة آلة نريد أن نصنعها قبل أن نصنعها، كما يمكن أن تخضع هذه الآلة، الموجودة في العالم الافتراضي فقط، إلى اختبارات للتأكد من جودتها وفاعليتها، لافتين إلى أن ذلك ينطبق على كل شيء، ويوفر كثيراً من الجهد والطاقة والوقت.

الآلات

وخلال اللقاء، الذي جمعهم في المجلس العالمي بجناح بريطانيا، بالتزامن مع أسبوع السفر والاتصال، تطرّق الخبراء إلى الآلات، مثل السيارات ذاتية القيادة أو نظارات الواقع الافتراضي، التي ستكون قادرة على قراءة البيانات أثناء التنقل في العالم المادي.

ودعا الخبراء إلى العمل معاً لتستفيد قطاعات عدة من هذا التطوّر، مثل قطاعات الرعاية الصحية والتعليم ومبيعات التجزئة والمدن الذكية.

الطوارئ

وقالت مديرة الأعمال التجارية العالمية لدى «كونكنتد بليس كاتابولت»، الدكتورة إيمي هوشادل، إن «القدرة على التنبؤ في حالة الطوارئ أمر بالغ الأهمية، وإن الحلول التي يمكن للتوائم الرقمية التنبؤ بها، لها تأثير مباشر في حياة الأشخاص الذين يعيشون في المدن، حيث يمكنها المساعدة للوصول إلى خدمات الطوارئ في أسرع وقت ممكن، وكل ذلك يتعلق بنقاط بيانات المباني والمجمعات السكنية ونقاط بيانات الأفراد التي نجمعها ونستخدمها».

تحرك تلقائي

من جهته، قال رائد الذكاء الاصطناعي ورئيس الأعمال في «سول ماشينز»، غريغ كروس: «نعمل على تمكين الأشخاص الرقميين من التحرك تلقائياً منهم البشر، والأشخاص الرقميون الذين نقوم بإنشائهم يتحركون بشكل مستقل بواسطة عقولهم الرقمية، وهذا العقل يمكنهم من القيام بأدوار محددة، مثل تقديم المساعدة في الرعاية الصحية، أو التسوّق، أو من خلال تجربة مصرفية».

المباني والمدن

وبخصوص تقنية «التوأم الرقمي» وتأثيرها في المباني والمدن، قال مدير الحلول الرقمية في شركة «جاكوبس - الولايات المتحدة»، كورت مالدوفان: «نحن نرى تقنية (التوأم الرقمي) من نواح مختلفة، أولها التخيل، حيث توفر ما سيختبره الأشخاص، سواء كان مبنى أو تخطيطاً لمدينة كاملة، أو تصميماً للطرق، وما إلى ذلك، ومن ثم يتم تلقي معلومات بشكل مباشر من خلال أجهزة الاستشعار ثم التعامل مع تلك البيانات، والتأكد إذا كان هناك خلل أو توقع خلل في المستقبل، حيث إن التقنية تمتلك القدرة على تشغيل سيناريوهات متعددة، وهذا الأمر يمكننا من تبنّي أفضل تصميم مستدام لأي مشروع».

مخاوف

تطرّق المتخصص في الذكاء الحضري في جامعة كارديف بالمملكة المتحدة، البروفيسور ياسين رزقي، إلى بعض المخاوف التي ترافق أحياناً أي تطوّر تقني، حيث عرض أفضل السُبل للتغلب على تلك المخاوف، مؤكداً أنه من الضروري أن نكون قادرين على منع التقنية من التصرف بطريقة لها عواقب سلبية. وأضاف: «من المهم جداً التأكد من الالتزام بالقضايا الأخلاقية والخصوصية، كما نحتاج إلى أن يكون لتقنية (التوأم الرقمي) قواعد حوكمة خاصة بها، وهذا يعني ضمان اتصالات وتفاعلات آمنة مع التوأم الرقمي».

• الحلول التي يمكن للتوائم الرقمية التنبؤ بها، لها تأثير مباشر في حياة الأشخاص الذين يعيشون في المدن.

تويتر