تسديد الرسوم المدرسية للطلاب بـ «عبوات البلاستيك»
يمكن لإعادة تدوير العبوات البلاستيكية في هايتي أن توفر الرسوم المطلوبة لإرسال طفل إلى المدرسة، أو تأمين المتطلبات الأساسية للعيش، فبالنسبة لواحد من أفقر البلدان في العالم - وفقاً للأمم المتحدة - أصبحت إعادة تدوير البلاستيك مرادفاً لمعالجة قضايا الفقر.
وتعمل شركة «بنك البلاستيك» الكندية، إحدى الشركات التي تأهلت لبرنامج «إكسبو لايف» للابتكار والشراكة الدولي من «إكسبو 2020 دبي»، لإحداث ثورة في أنظمة إعادة التدوير في العالم، لخلق اقتصاد بلاستيكي متجدد وشامل ودائري، ففي هايتي تجمع النفايات البلاستيكية من قبل السكان المحليين لبيعها لعلامات تجارية عالمية، لإعادة تدويرها واستخدامها.
وبعد جمعه، يوزن البلاستيك تمهيداً لفرزه وتقطيعه وصهره إلى حبيبات، وبيعه «مواد أولية» لتصنيعها في كل شيء، بدءاً من العبوات الخاصة بمنتجات التنظيف حتى الملابس.
بعد تجميع البلاستيك يعاد تدويره ومعالجته إلى مواد خام جديدة، تسمى «البلاستيك الاجتماعي»، تباع للشركات المصنعة لإنتاج مواد صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التدوير. وبهذا تكتمل الحلقة البلاستيكية، ما يخلق اقتصاداً دائرياً مستداماً.
ويتلقى جامعو النفايات البلاستيكية المحليون مدفوعات مقابل كل قطعة بلاستيكية، ما يساعد على تحسين البيئة المحلية والتخفيف من حدة الفقر، إضافة إلى الحدّ من انتشار مرض الملاريا.
وبحسب الشركة، يجمع البلاستيك على محيط 50 كم من الممرات المائية أو المناطق الساحلية.
وتطبق «بلاستيك بانك»، التي يقع مقرها الرئيس في مدينة فانكوفر، بكولومبيا البريطانية، استراتيجيات متكاملة لجعل المجتمع المحلي أكثر مرونة وقدرة على التكيف والاستعداد للضغوط المرتبطة بالمناخ، من خلال تسييل النفايات البلاستيكية وربطها بسلاسل التوريد العالمية.
ويقدم المشروع مجموعة واسعة من الفوائد البيئية، ويوفر للعائلات فرصاً لتحسين الدخل.
وفي كثير من الأحيان، تتمثل استراتيجية إدارة النفايات البلاستيكية في التخلص منها مباشرة في الممرات المائية المحاطة بالمحيطات، أو بجمعها وحرقها، ما يوفر أرضاً خصبة لتكاثر البعوض، ويسهل انتشار أمراض استوائية، مثل الكوليرا.
ويمكن أن تعيش النفايات البلاستيكية العائمة لآلاف السنين، فيما يؤدي حرقها إلى إطلاق ملوثات، مثل (الديوكسينات)، تتراكم في البيئة وتؤثر سلباً في صحة الإنسان.
كما يمكن أن تتسرب المواد الكيميائية الضارة الموجودة في البلاستيك المدفون في أعماق مكبات النفايات، إلى المياه الجوفية. وغالباً ما تبتلع الحيوانات البحرية مخلفات بلاستيكية تحتوي على مواد كيميائية، ويمكن أيضاً أن تسمم الحياة البرية.
ويدخل حوالي ثمانية ملايين طن متري من البلاستيك إلى المحيطات سنوياً، أي ما يوازي تفريغ شاحنة قمامة من البلاستيك في المحيط كل دقيقة. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فسيكون هناك 12 مليار طن متري من النفايات البلاستيكية في العالم بحلول عام 2050. وسيفوق البلاستيك الملقى في البحر عدد الأسماك الموجودة فيه.
وفي هايتي، لا يستطيع أكثر من 200 ألف طفل الالتحاق بالمدرسة بسبب نقص الأموال، ما يجعل المشروع وسيلة قابلة للتطبيق للتغلب على مشكلة محو الأمية.
ويمكن أن تجعل إزالة البلاستيك من المراكز الحضرية البيئات المحلية أكثر جودة من الناحية الجمالية، ما يجذب السياحة، ويوفر فرصاً اقتصادية إضافية.
صمم مشروع «بنك البلاستيك»، ليكون حلاً سهلاً للأعمال إلى حدّ كبير، فتطبيق (البلوك تشين) المستند إلى الهاتف المحمول، الذي يدير المدفوعات ويخزن الائتمان ويتحقق من صحة المطالبات، يعزز بشكل كبير من إمكان توسيع «البنك» إلى أسواق جديدة.
تأسس «بنك البلاستيك» عام 2013، وأطلق على الأرض عام 2014 في هايتي. وأدى نجاحه في هايتي إلى توسعه في جنوب شرق آسيا. ومنذ نوفمبر 2016، بدأ العمل في إنشاء «البنك» في بلدان أخرى في جنوب وشرق آسيا.
وتقول الشركة إن البلدان التي تختار التوسع فيها هي تلك التي لديها معدلات عالية مرتفعة جدا من التلوث البلاستيكي والفقر، خصوصاً البلدان التي تفتقر إلى البنية التحتية للتخلص من عبوات الاستخدام الواحد.
ويعتمد نموذج الأعمال على دعم وتحسين مرافق إدارة النفايات الحالية، وتحديداً قدرتها على معالجة المواد البلاستيكية المعاد تدويرها.
«إكسبو لايف»
يسهم برنامج «إكسبو لايف» بمخصصاته البالغة 100 مليون دولار (367 مليون درهم)، في تسريع الحلول الإبداعية التي تعمل على تحسين جودة الحياة، مع الحفاظ على كوكب الأرض وحمايته.
ويدعم «إكسبو لايف» تلك الحلول ويروّج لها. ووفقاً لـ«إكسبو 2020 دبي»، فإن الأمر لا يقتصر على توفير التمويل للمبتكرين، وإنما سيحصل متلقو التمويل الفائزون على فرص إقامة شراكات، والتواصل عبر شبكات مع أطراف تشاركها الاهتمامات، حيث يربط المبتكرين بشبكات دولية من الدول المشاركة والشركاء التجاريين، والأعمال الإقليمية والعالمية.
• «يفرغ في المحيط ما يوازي شاحنة قمامة من البلاستيك كل دقيقة».
• «عام 2050 ستفوق كمية البلاستيك الملقى في البحر عدد الأسماك».