نسخة التمثال في «إكسبو 2020» محاكاة واقعية لفن مايكل أنجلو
حكاية «ديفيد» المفعمة بالجمال.. من إيطاليا حتى دبي
تحمل نسخة منحوتة «ديفيد» للفنان والشاعر الإيطالي مايكل أنجلو، المعروضة في الجناح الإيطالي في إكسبو 2020 دبي، الزائر إلى الحقبة التي أنجز فيها التمثال الأصلي، والتي تمتد من عام 1501 إلى 1504.
وأنجز التمثال «في صورته الجديدة» من خلال طابعة ثلاثية الأبعاد، وصمم من «الريزن» ومواد فنية أخرى، تمكنت من تقديم نسخة تطابق المنحوتة الأصلية لمايكل أنجلو إلى حد كبير. يمنح التمثال إلى جانب مجموعة من المعروضات الأخرى في الجناح لمحة عن الجوانب الثقافية الغنية لإيطاليا، ويشكل إطلالة على التجارب الفنية في هذا البلد الذي تنطق شوارعه وساحاته بكل أشكال النحت والفنون.
تتميز نسخة تمثال «ديفيد» التي وضعت داخل غرفة مغلقة، ويمكن رؤيتها من خلال النوافذ التي تمنح الزوار رؤية كاملة للتمثال من مختلف الزوايا، بضخامة تصميم الرأس، إذ يبدو التمثال كأنه يرصد عبر نظراته الثاقبة هدفاً، أو كأنه على أهبة الاستعداد للتحرك.
صمم العمل من 14 قطعة، وجمعت في دبي بعد شحنها من إيطاليا، وما يميزها أنها تطابق منحوتة مايكل أنجلو التي يقيم فيها أهمية كبيرة للتشريح الجسدي، إذ كانت منحوتاته تتسم بدقة التشريح، خصوصاً أنه اكتسب هذه المهارات بعد دراسته تشريح الجثث لخمس سنوات.
استغرق العمل على التمثال شهوراً عدة، وشارك في إنجازه مجموعة من الفنانين والمبتكرين في مجال الفنون، مستغرقين ما يقارب 40 ساعة من المسح الرقمي للعمل الفني الرخامي الأصلي الموجود في فلورنسا، والذي يعود للقرن الـ16، ومن ثم أنشئ نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد بدقة 146 من الألف من الملليمتر، ونفذ إنتاجه بواسطة إحدى أكبر الطابعات الثلاثية الأبعاد في العالم، إلى جانب ساعات من العمل اليدوي لإضفاء اللمسات الأخيرة عليه ومنحه الشكل الواقعي.
يتماشى ما تقدمه الردهة التي تحتوي على التمثال مع ما يحمله الجناح من شعار وهو «الجمال يجمع الناس»، الذي يروي حكاية مفعمة بالفن والجمال تحمل الى زوار إكسبو 2020 دبي، إنجازات إيطاليا في مختلف المجالات، بما في ذلك الفن، والتقنية، والهندسة، والاستدامة.
وتمثل نسخة «ديفيد» إضافة مميزة للمشهد الفني النابض بالحياة والمزدهر في دولة الإمارات، إذ يعد واحداً من أبرز المعالم الثقافية التي يستعرضها إكسبو 2020، الحدث الذي يحتفل بابتكارات البشرية وإبداعاتها على مدار ستة أشهر.
يشار إلى أن هناك العديد من النسخ المقلدة لهذا التمثال الذي يصل طوله كاملاً إلى نحو ستة أمتار، ومنها النسخة الموجودة في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن، والهدف منها استخدامها لتعليم طلبة الفنون.
كما توجد نسخ أخرى في فيلادلفيا ومتحف الفنون في الهواء الطلق، ومتحف النحت في بلجيكا.
إطلالة تاريخية
وضعت منحوتة مايكل أنجلو «ديفيد» الأصلية في مركز الحكومة الفلورنسية، بعد أن كان مقرراً وضعها على سطح كاتدرائية فلورنس.
وأثارت عملية تنظيف المنحوتة الأصلية جدلاً واسعاً، إذ إنه في الذكرى الـ500 على تنفيذ العمل، وافق وزير الثقافة الإيطالي جوليانو أورباني على استخدام المياه المقطرة في تنظيفه، وقوبلت هذه الموافقة بالعديد من الاحتجاجات من قبل خبراء الفن الذين أبدوا قلقهم من أن يلحق بالرخام أضرار كبيرة نتيجة هذا التنظيف، وأن تتحول المنحوتة الى عمل من الجص، وفضلوا اعتماد التنظيف الجاف، وهي الطريقة التي رفضها الوزير بشدة. ويرمز التمثال إلى المرونة والقوة السياسية ضد قوة الاستبداد.
• 14 قطعة جُمعت في دبي بعد شحنها من إيطاليا صُممت منها نسخة «ديفيد».
• 40 ساعة من المسح الرقمي للعمل الفني الرخامي الأصلي الموجود في فلورنسا، والذي يعود للقرن الـ16.
أنجزت المنحوتة بواسطة إحدى أكبر الطابعات الثلاثية الأبعاد في العالم، إلى جانب ساعات من العمل اليدوي لإضفاء اللمسات الأخيرة عليها ومنحها الشكل الواقعي.
منحوتة «ديفيد» إضافة مميزة للمشهد الفني النابض بالحياة في الإمارات، إذ تعد واحدة من أبرز المعالم الثقافية التي يستعرضها إكسبو دبي.