مونتينغرو تحمي الطبيعة بوثيقة دستورية
غابة أضواء و«رجل ودرع».. سحر الجبل الأسود في «إكسبو»
يمثل «إكسبو 2020 دبي» فرصة رائعة أمام الدول المشاركة، لترويج أجمل معالمها، واستقطاب الزوار، وهذا ما تهدف إليه جمهورية الجبل الأسود (مونتينيغرو)، من خلال جناحها المتميز الذي يكشف جوانب خفية وساحرة لهذا البلد الذي يقدر بيئته كثيراً، ويعترف بالفضل للغابات، التي تغطي أكثر من ثلثي مساحته، موفرة رقعة خضراء تحتضن فصائل كثيرة من الحيوانات، وأنواعاً نادرة من النباتات.
ويستقبل الجناح زواره بمقولة مأثورة للورد الشهير «بايرون»: «حين ولد العالم، كان أجمل لقاء بين الأرض والبحر بلا شك على ساحل البحر الأسود».
فجمهورية الجبل الأسود تعد ملاذاً للطبيعة البكر في جنوب شرق أوروبا على ساحل البحر المتوسط، وتحتضن طبيعة خلابة، تتيح لزوارها خوض تجارب فريدة في جميع فصول السنة، كما أنها غنية بالثروة النباتية والمخلوقات النادرة، من بينها زهرة نادرة تُدعى «رجل ودرع» لا يوجد منها في العالم سوى 12 زهرة فقط، فضلاً عن النسر الذهبي «راقص السماء»، أسرع طائر في جبالها، وأشجار زيتون يمتد عمرها إلى أكثر من 2000 عام لاتزال تنتج ثمارها.
جانب إنساني
يجد الزائر نفسه فور دخول الجناح، بمواجهة «غابة الأضواء» التي تحاكي بتقنية «الواقع المعزّز»، الغابة المطيرة التي تتميز بها مونتينيغرو، والتي تعد من الغابات النادرة في أوروبا، كما يكشف الجناح عن جانب إنساني وبيئي تتبناه حكومة مونتينغرو لحماية ثرواتها النباتية والحيوانية النادرة، فهي محمية بوثيقة دستورية وقعها البرلمان نيابة عن الشعب في عام 1991، وهذا يبدو طبيعياً بالنظر إلى أنه ينمو على أرضها فقط أزهار ونباتات لا توجد في مكان آخر مثل زهرة «لوفسين» التي يتولى مجموعة من المتطوعين حمايتها بطريقة فنية رائعة، من خلال تثبيت سيقانها ببالونات معينة تطلق الماء بطريقة فنية، في حال نشوب حرائق في الغابة، لحماية هذه الأزهار النادرة.
وفي إطار هذه السياسة الإنسانية الفريدة، تحظر حكومة الجبل الأسود، بناء محطات الطاقة الكهرومائية، لأنها تدمر النظام البيئي للجداول التي يعيش فيها «يعسوب» معين، للحفاظ عليه وحمايته من الانقراض.
في السياق ذاته، يبني شعب الجبل الأسود أعشاشاً عائمة لحماية صغار طائر مهاجر ضخم يعرف باسم «البجع الدلماسي»، يطير إلى هذه الدولة كل عام بهدف التكاثر، حتى لا يقطع رحلته السنوية إلى أراضيها.
«راقص السماء»
كما يعتز جناح الجبل الأسود بطائر آخر يوضع في منتصف علم هذه الجمهورية، وهو النسر الذهبي، أو «راقص السماء» الذي يعد الأسرع على الإطلاق، والأكثر افتراساً، ويظهر ذكر وأنثى النسر الذهبي وهما يرقصان كما لو كانا يتقاتلان، لكنه في الواقع نوع من الغزل، في وقت تعد فيه قمم الجبل الأسود أماكن مثالية لأعشاش هذا الطائر النادر. ويعرض الجناح نبذة عن سبب تسمية دولة الجبل الأسود بهذا الاسم، فهي مشهورة بأطول أشجار الصنوبر الأسود في العالم، وحين كان يراها التجار وركاب البحر القدامى من بعيد، فإنها تظهر متشحة بالسواد، لذا أطلق عليها الجبل الأسود، في وقت لاتزال توفر فيه الحماية لهذه الأشجار التي تميز أرضها.ومن الحيوانات التي تتميز بها الجبل الأسود كذلك، حسبما يعرض جناحها «الدب البني»، وهو جزء من مشروع أوروبي قائم على تتبعه بهدف حمايته، ومن الجوانب الطريفة في هذا المشروع أن جميع المحاولات لاستدراج هذا الدب آكل اللحوم باءت بالفشل، إلى أن تم إغراؤه بـ«بسكويت» معين، فأحبه وبدأ في التواصل مع العلماء والخبراء.
عشب فريد
ومن المعروضات التي تجذب اهتمام زوار جناح «الجبل الأسود» لوحة لنبات عشبي فريد يحمل اسم «موزيكا كوم» يوجد منه 12 زهرة فقط بالعالم موجودة في جبل «كوكي كوم» بالجبل الأسود، لذا يحظى هذا النبات بعناية بالغة من قبل الدولة، واسمه مشتق من كلمتين يونانيتين مفادهما «رجل ودرع» كونه يتسم بخصائص علاجية.
وينجذب الزائر كذلك إلى وجهات رائعة يبرزها الجناح مثل نهر «تار» الشهير بوصف «دموع أوروبا»، لنقاء مياهه الكريستالية، واحتوائه على 40 شلالاً. وكذلك أطول الشواطئ على البحر الأدرياتيكي.
وجهة سياحية
تعبّر دولة الجبل الأسود، من خلال التركيز على مشروعاتها لحماية الطبيعة، عن استراتيجيها في استدامة هذا الجانب المهم في حياة البشر، لذا يقع جناحها في منطقة «الاستدامة»، مركزة كذلك على جوانب استثمارية مهمة على أرضها، منها القطاع السياحي، لاستقطاب المستثمرين بفرص واعدة، إذ كانت الوجهة السياحية الأسرع في عام 2019، ولاتزال تفتح أبوابها للزائرين من خلال «إكسبو 2020 دبي».
• 12 زهرة متفرّدة من «موزيكا كوم» توجد فقط في جبل «كوكي كوم» بالجبل الأسود.
• أشجار زيتون عمرها 2000 عام.. وغابة تحاكي «المطيرة» بتقنية «الواقع المعزّز».
• النسر الذهبي يستعرض بـ«وصلة غزل» في السماء.. ودب يعشق البسكويت.