جناحها باقٍ في «دستريكت 2020» التزاماً بإرث المعرض
لوكسمبورغ تبني شراكات جديدة في «إكسبو دبي»
أكد المدير التنفيذي لمكتب لوكسمبورغ للتجارة والاستثمار في الإمارات، لوك بيرتولي، أن جناح بلاده في «إكسبو 2020 دبي» سيبقى بعد انتهاء فعاليات المعرض ضمن «دستريكت 2020»، لافتاً إلى أن لوكسمبورغ أعلنت إهداء جناحها في «إكسبو دبي» إلى دولة الإمارات، في تأكيد على التزامها بإرث الحدث، وعلى متانة العلاقات المتنامية بين البلدين.
وقال إن الإمارات هي الشريك الأكبر للوكسمبورغ بالمنطقة، ففي عام 2020 عندما كانت «الجائحة» في ذروتها، سجل التبادل التجاري بين البلدين أعلى معدل على الإطلاق منذ سنوات عدة، ليصل إلى نحو 80.4 مليون يورو، مقابل نحو 47 مليوناً في 2019.
وأضاف بيرتولي، لـ«الإمارات اليوم»، أن لوكسمبورغ تتطلع إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الإمارات إلى مستويات متقدمة خلال السنوات المقبلة، لافتاً إلى اختيار بلاده ضمن «برنامج 10×10» وهو برنامج اقتصادي لتنمية الصادرات في دولة الإمارات، إذ يستهدف 10 أسواق عالمية، ويسعى إلى تحقيق زيادة سنوية بـ10% في الصادرات لهذه الأسواق.
السوق الأوروبية
وتابع بيرتولي: «فخورون بأن نكون ضمن قائمة أهم 10 أسواق تستهدفها الإمارات، لذلك سنعمل على تسهيل الإجراءات، وإيجاد المقومات للدفع بالشركات في البلدين إلى رفع مستويات التبادل والتعاون والتصدير»، منوهاً بأن لوكسمبورغ نقطة وصول للسوق الأوروبية بأكملها، وبمجرد تأسيس الأعمال في أي بلد أوروبي، يمكن التجارة مع بقية أسواق الاتحاد، ما يتيح الوصول إلى 500 مليون عميل محتمل.
وأكمل: «خلال السنوات الماضية وقعت العديد من الاتفاقيات بين بلدنا والإمارات، وأحدثها كان في 2020، للتعاون الاقتصادي والتجاري، وهي مذكرة تفاهم على مستوى وزيري الاقتصاد، لتسهيل التجارة والأنشطة التجارية بين البلدين، وهناك اتفاقيات في القطاع المالي، كما أن الإطار القانوني والمؤسسي موجود بالفعل، وما يتعين علينا القيام به الآن هو الدفع بالشراكات، وتشجيع الأعمال خلال الفترة المقبلة».
وأكد بيرتولي أن لوكسمبورغ لا تشارك في جميع معارض إكسبو الدولية، إذ تختار المشاركة من عدمها وفقاً لعوامل مختلفة، منوهاً بأن «موضوع (إكسبو دبي) تواصل العقول وصنع المستقبل، وكذلك الأهمية التي نراها في السوق الإماراتية، جعلانا نقرر بسرعة كبيرة المشاركة، وكنا أول دولة توقع اتفاقية المشاركة، من منطلق أن لوكسمبورغ تعتبر الإمارات شريكها الرئيس في المنطقة، إلى جانب اهتمام الشركات والقطاع الخاص لدينا بالوجود في المعرض الدولي».
شراكات تجارية
وقال المدير التنفيذي لمكتب لوكسمبورغ للتجارة والاستثمار في الإمارات، إن مشاركتنا في «إكسبو دبي» ستزيد من حجم الشراكات التجارية بين البلدين.
وأضاف «خلال فعاليات المعرض تم تنظيم ست بعثات تجارية للشركات اللكسمبورغية بالتنسيق مع غرفة التجارة، وحتى الآن لدينا أكثر من 300 شركة شاركت في جميع الأحداث التي نظمناها، وخلال زيارتها للسوق الإماراتية تجري الشركات العديد من المباحثات، لكن توقيع اتفاقيات قد يستغرق بعض الوقت في إطار المناقشات الجارية، والتي نتوقع أن تتم خلال الأشهر المقبلة».
وأوضح بيرتولي: «لدينا الآن 29 شركة من لوكسمبورغ في الإمارات، لكن اللافت للاهتمام وفي أقل من 18 شهراً انضمت تسع شركات جديدة للسوق الإماراتية، على الرغم من الصعوبات التي فرضتها قيود السفر، بسبب جائحة (كوفيد-19)»، لافتاً إلى أن هذه الشركات تغطي جميع قطاعات الأنشطة تقريباً، وليس مجالاً معيناً، بدءاً من الخدمات اللوجستية إلى الفضاء والتكنولوجيا والاستشارات والتمويل والبناء وغيرها.
جذب المواهب
وتابع بيرتولي: «ما نبحث عنه أيضاً هو جذب المواهب والتقنيات، لذلك ليس بالضرورة أن تكون الشركات فقط من أجل المزيد منها، ولكن تلك التي تقدم تقنيات جديدة، وأفكاراً جديدة إلى سوق لوكسمبورغ، فهذا جزء مهم من استراتيجيتنا»، مشيراً إلى تركيز بلاده على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، فإذا كان الأمر يتعلق بالصناعات، فيجب أن يتماشى مع المبادئ التي تعرفها عن الثورة الصناعية الرابعة، بدءاً من البيئة الجذابة والمعايير البيئية، وتقليل انبعاثات الكربون وتقليل التلوث، وأن تكون أكثر اعتماداً على التقنيات الجديدة القائمة على الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، لذا يعد هذا جزءاً مهماً عندما يتعلق الأمر بجذب الاستثمار الأجنبي المباشر. وأفاد بأن حجم الاستثمار الأجنبي المباشر من الإمارات في لوكسمبورغ ارتفع من 15 مليون يورو في 2018، إلى 35 مليوناً في 2019، و67 مليوناً في 2020، لافتاً إلى وجود كثير من الفرص التي يمكن أن تسهم في رفع هذه الأرقام خلال الفترة المقبلة.
وبين بيرتولي، أنه في نوفمبر الماضي، تم الترويج لمدة أسبوع للكسمبورغ كوجهة سياحية خلال فعاليات «إكسبو دبي»، موضحاً «عند المقارنة بمشاركتنا في إكسبو شنغهاي، حيث تضاعف عدد الزوار من الصين بعد المعرض أربع مرات، نتوقع أن تكون لدينا تأثيرات مماثلة على الأقل بعد (إكسبو دبي) لاستقطاب المزيد من الزوار للقدوم إلى بلدنا».
ويتخذ جناح لوكسمبورغ المقام في منطقة الفرص، شعار «لوكسمبورغ متعددة الموارد»، بما يعكس نهج التطوير الدائم والقائم على الاستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية الكبيرة التي تتمتع بها لوكسمبورغ، ومقومات التميز التي تتمتع بها في المجالات الصناعية والمالية، علاوة على التركيز على قطاعات الأبحاث والتقنيات الرقمية، وعلوم وصناعات الفضاء، أما تصميم الجناح فتم استلهامه من شريط «موبيوس»، وهو شريط لا نهائي يرمز إلى جهود لوكسمبورغ في تأسيس اقتصاد دائري، وعملها المستمر على إيجاد مقومات استدامته.
• «10×10» هو برنامج اقتصادي لتنمية الصادرات في دولة الإمارات، حيث يستهدف 10 أسواق عالمية، ويسعى إلى تحقيق زيادة سنوية بقيمة 10% في الصادرات لهذه الأسواق.
• 6 بعثات تجارية للشركات اللكسمبورغية تم تنظيمها بالتنسيق مع غرفة التجارة خلال فعاليات «إكسبو دبي».
لا قيود
شدد لوك بيرتولي على جاذبية الاستثمار الأجنبي في لوكسمبورغ، وعدم وجود قيود للاستثمار في أي قطاع، موضحاً أن حكومة بلاده وضعت استراتيجية لتنويع الاقتصاد، كونه يعتمد على القطاع المالي والقطاع المصرفي بدرجة كبيرة.
وأوضح أن القطاعات التي تركز عليها بلاده في إطار استراتيجية التنويع تتمثل في الفضاء والتكنولوجيا الصحية والتقنيات والتكنولوجيا المالية.